روح الاتحاد التي قامت على أسسها وقواعدها إماراتنا الشامخة المزدهرة، نستحضرها يومياً، بل في كل لحظة، ونلمسها في حرص كل إماراتي على أن يضيف لدعائم الصرح الشامخ بعمل فذ واستثنائي يقدم جديداً للريادة الإماراتية، وهي روح من التآلف نسجت لحمة وطنية باتت اليوم درعاً حصيناً للوطن وأبنائه وإنجازاته ومكتسباته.
روح الاتحاد وعشق تراب هذا الوطن الغالي، تمتد لكل مَنْ عليه و«كل من يعتبر الإمارات وطناً له» كما تؤكد دائماً قيادتنا الرشيدة ولجنة الاحتفالات بعيد الاتحاد في كل عام.
روح الاتحاد الشعار ودلالاته المستوحاة من ذلك اليوم التاريخي الثاني من ديسمبر 1971 والوقفة التاريخية الشامخة للآباء المؤسسين في قصر الاتحاد بجميرا، يحمل في طياته روح الامتنان للوطن ولقادة الوطن على كل ما قدموا ويقدمون لإعلاء شأنه، بمبادرات متنوعة كبيرة كانت أم صغيرة، ولكنها ذات أثر طيب ومستدام.
روح تسري في كل من على هذه الأرض الطيبة، فقبل أيام أضاء شاعر الوطن جمعة الغويص لمتابعيه على مبادرة إنسانية وبيئية لمقيم ستيني متقاعد، حرص على شغل وقت تقاعده، بزراعة وري مساحة شاسعة من الشارع الذي يطل عليه من شقته ببناية في أحد أحياء أبوظبي عاصمة الجمال والنظافة والأمن والأمان والمحبة والإنسانية. تضمنت إضاءة بومانع مقطعاً مصوراً للرجل واسمه العم سنان الأوسي متحدثاً عن زراعته 105 من أشجار جوز الهند والتي يستغرق نموها وإثمارها نحو 30 عاماً، ومثلها من أشجار «البلوميريا»، وأرجع هدفه من هذا «الغرس الجميل» ترك أثر طيب، يتذكره كل من يستظل بهذه الأشجار ويستمتع بأريجها عند مروره بها بدعوة طيبة بعد رحيله عن دنيانا.
 أمثال العم سنان بيننا كثيرون ممن يعطون في صمت بعيداً عن الأضواء، يبتغون ترك أثر طيب في وطن كان وسيظل كريماً مع الجميع، هي إمارات الخير والمحبة، تمنح من روحها لكل مسكون بحبها سجايا من جمال حب العطاء والإيثار من غرس المؤسس الذي اهتم مبكراً بأهمية التوسع في الزراعة ليس فقط من أجل تعزيز مقومات الأمن الغذائي، وإنما لصون البيئة، وهو ما أكدته الأيام وأثبته العلماء حول أهمية التوسع في زراعة أشجار القرم ذات القابلية العالية لامتصاص الكربون والتخفيف من تداعيات التغير المناخي التي يعاني منها العالم.
 التحية والتقدير لكل من حرص على ترك أثر طيب على أرض الطيب والوفاء «بلد زايد الخير».