الثلاثاء 30 مايو 2023 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ثقافة

«ركن الفن» في «أبوظبي للكتاب» يحتفي بالإبداع والتنوع

«ركن الفن» في «أبوظبي للكتاب» يحتفي بالإبداع والتنوع
26 مايو 2023 00:59

لكبيرة التونسي (أبوظبي)
حراك وتفاعل ونشاط يحدثه يومياً «ركن الفن» في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023، هنا تجلت إبداعات الشباب والفنانين الكبار في تمازج وتكامل، بين الجداريات والفنون التشكيلية ورسم الديجتال والكوميكس والرسم باستخدام بمختلف الخامات والأدوات، ويضم الركن مجموعة حيوية نابضة بالحياة من أعمال فنانين محترفين وناشئين من جميع أنحاء العالم، ليشكل في مجمله بانوراما ثرية لنتاج المواهب الإبداعية، ويوفر فرصاً رائعة للتواصل مع مختلف الفنانين وناشري الإبداعات البصرية والمهتمين بهذا المجال. 
المشاركون الذين يقدمون يومياً عروضاً حيةً وتجارب ممتعة للجمهور، تؤكد في مجملها أن صناعة الترفيه ونتاج الفنون مهما تنوعت وتباينت الوسائط، ليست بمعزل عن البصيرة التي يتيحها الكتاب، قالوا لـ«الاتحاد»: إن الحدث الثقافي الكبير فتح لهم نافذة على جمهور متنوع يستوعب جميع الأفكار الإبداعية، قدم إبداعاتهم بطريقة مشوقة وتفاعلية للزوار ساهمت في التعريف بمواهبهم، كما أشاروا إلى أن المعرض أتاح للمهتمين بالفنون والثقافة فرصة التواصل وتبادل الخبرات مع مختلف المبدعين، والاطلاع على الأفكار الفنية ضمن أجواء إيجابية ترتقي إلى طموح الفعالية الدولية، التي تستقطب سنوياً آلاف الزوار، مسجلاً حضوراً بارزاً على قائمة المعارض الثقافية العالمية.

آفاق واسعة
أكدت عفاف راضي، اختصاصي تطوير الأعمال والمبيعات والنشر في دائرة الثقافة والسياحة والمسؤولة عن جانب من «ركن الفن» في معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2023، أن الركن يفتح آفاقاً واسعة للمبدعين الشباب واليافعين لعرض أعمالهم جنباً إلى جنب مع فنانين كبار من مختلف الجنسيات، يمثل منهم 70 في المائة من طالبات الجامعات، بينما تشارك مصر وسوريا والأردن وأميركا وفلسطين بأعمال فنية مختلفة، ويغطي الركن مختلف الفنون من رسم وتشكيل وخزف ورسم على الآيباد، وخط عربي وتصميم الجرافيكس وغيرها كثير. 
وسيلة تعريف
كلثم بنت محمد، مصممة تسجل أول مشاركة لها في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، تعرض مجموعة من المنتجات الإبداعية المتنوعة التي تعكس جمالية الموروث الإماراتي، تحاول إبراز ما تتمتع به من مواهب في الرسم والتصميم، ترسم على الحقائب بعض مكونات البيئة المحلية، مثل «بنت المطر» وهي حشرة صغيرة تظهر خلال الأيام المطيرة في منطقة الخليج أيضاً. كلثم التي درست تاريخ الفن وتحاول الوصول للجمهور بطريقتها الفنية، قالت عن مشاركتها: «اتخذت من الفن وسيلة للتعريف بتراثنا، كما أكتب بعض الأشعار والأمثال الشعبية، بينما وجدت في هذا الحدث فرصة كبيرة للانتشار والتعلم من تجارب الآخرين، لاسيما أنه يزخر بمشاركات قيمة من مختلف أنحاء العالم».

تجارب متميزة
زينب سعيد أحمد، تشارك للمرة الأولى في الحدث الدولي، وترسم بالأكريليك والألوان المائية والصلصال الحراري على الأكواب والأواني، وتعشق رسم الخيول، وقد طورت نفسها بنفسها، كما استفادت من العديد من الدورات، وتتابع ما تعرضه شبكة الإنترنت وخاصة «اليوتيوب»، وبالنسبة لمشاركتها في المعرض أكدت أنها استفادت من تجارب مختلف المشاركين المتنوعة والغنية، التي تغطي مختلف الفنون والإبداعات من رسم وخزف وتصميم الجرافيك والخط العربي وغيرها الكثير، وهذا الأمر أعطاها الدافع لتطوير نفسها أكثر.
شعر ورسم  
الشاعر الإماراتي راشد شرار: ولدت في كنفه قصة الفنانة شذي شرار، التي أبدعت ودمجت رسوماتها مع أشعار والدها، وترجمت هذه الرسوم إلى لوحات وأنتجت معرضها المبدع الذي يدمج بين سحر القلم وسحر ريشة الفنان. وشذى شرار تميل لرسم الخيول رمز القوة، كما تجسد تراث الإمارات في لوحاتها، مثل لوحة قصر الحصن التي اشتملت على أبيات شعرية من قصائد والدها الشاعر راشد شرار، مؤكدة أن رغبتها في المشاركة تتجسد في التعريف بتراث الإمارات خارج الدولة وترسيخ الهوية الوطنية لدى الأجيال عبر الرسم، موضحة أنها طورت نفسها بنفسها عبر الدورات والعمل المستمر من داخل البيت. وترافق شذى شرار ابنتها المتألقة شروق الحضري في رواقها الفني، وهي رسامة متميزة حصلت على المركز الثاني في مجال الرسم على صعيد المدارس البريطانية على مستوى الشرق الأوسط، وتقدم ورشة تعليمية للزوار في رسم الخيول ضن المعرض.

الفن المستدام 
المهندس سالم عبدالله الكعبي، مخترع وفنان تشكيلي، يشارك بمجموعة من الفنون والابتكارات الإبداعية بمناسبة عام الاستدامة، وقد شدد على أهمية الحفاظ على البيئة والبحث عن أفكار جديدة من أجل ممارسة مواهبنا دون الإضرار بالطبيعة، وأوجد عدة طرق للرسم بطرق طبيعية، منها صنع حبر طبيعي. ويطلق الكعبي على هذا الفن «بايو آرت» موضحاً أنه يعمل على مجموعة من الأفكار المستدامة، كصناعة الجلد الطبيعي من المشروم، الذي صنع منه أحذية وأغلفة الكتب، كما يستخرج «الكريستال» و«الشواروفسكي» الطبيعي عبر الزراعة في أحواض خاصة، ونجح في صناعة الطحالب التي يتغذى عليها رواد الفضاء، ونجح أيضاً في تلوين الأثاث بالأمطار الحمضية، وعمل كذلك على صناعة الحبر من مواد طبيعية يستخرج من دواء، وذلك بربط المواد الطبيعية والتقنيات الفنية ببعضها بعضاً واستخدامه كحبر طبيعي للخطاطين والرسامين.
قصص مصورة
نور الكثيري، رسامة من الإمارات تركز على قصص الأطفال، نشرت عدة قصص مصورة، منها خراريف «ماية فاطمة»، و«قصص من بيئتنا»، بالتعاون مع الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، ولها أيضاً مشاركة مع معهد التراث في الشارقة، وقد أكدت أن المعرض يلهم الزوار والكتاب بالإبداع، ويلغي الفواصل بين صناع الثقافة، كما يضع الفنانين الكبار مع فنانين شباب يطمحون لإبراز أعمالهم وتقديمها لجمهور معرض أبوظبي الدولي للكتاب، لافتة إلى أن التراث الإماراتي يلهمها للعمل أكثر، وتتضمن أعمالها الإبداعية التي تستهدف الأطفال من سنتين إلى 10 سنوات الكثير من القيم.

تجربة تصوير 
المصور سالم الكعبي، الذي بدأ التصوير منذ سنة 2008، وطور نفسه وتعلم أساسيات التصوير الفوتوغرافي إلى أن أصبح خبيراً في هذا المجال ويقدم العديد من الدورات داخل الدولة وخارجها، يعرض تجربة رائعة في تصوير قطرات الماء وتصوير الماكرو وتصوير الأطعمة، عبر مجموعة من الأدوات والتقنيات الدقيقة، ولا يكتفي بذلك، بل يشرح للزوار عبر غرفة صغيرة، كيف كان العرب متقدمين في العلوم بما فيها مجال التصوير. ولفت الكعبي إلى أنه سعيد بهذه المشاركة التي سمحت له بالتفاعل مع مختلف شرائح المجتمع والتواصل مع الفنانين العارضين والزوار بشكل عام.
الخط العربي  
عبيد عبدالرحمن، من بنجلاديش، متخصص في خط النسخ، يشارك بلوحات الخط العربي، كما يعمل على كتابة لوحات للجمهور بالخط الديواني، حاصل على عدة جوائز في خط النسخ ويتوفر رواقه أيضاً على تجارب في الرسم بالألوان المائية، وقد أوضح أن المعرض أتاح للفنانين فرصة إبراز الكثير من إبداعاتهم، كما أتاح للزوار من المهتمين بالرسم والفنون البصرية فرصة التواجد ضمن كوكبة من الفنانين، ووصفه بالفرصة الثمينة، ولاسيما أنه يضم مجموعة من الفنانين من مختلف الدول، وتمنى أن تكون هناك تجارب أكثر لفناني الخط العربي ضمن ركن خاص بهم السنوات القادمة، خاصة مع تزايد شغف الجمهور بالخط العربي. 
ذوو الهمم
أمل محمد السيد باراكود تقدم فن الطباعة والصباغة، وترسم على الأقمشة ودخلت المعرض بفن الطباعة، وتشاركها ابنتها الفنانة سلمى عصام عزت، من أصحاب الهمم، بلوحات مرسومة بتقنية بسيطة تناسب ذوي الهمم. كما تعمل سلمى هذه السنة على تقديم ورشة للأطفال ضمن برنامج المعرض في ركن الفن، ونوهت الأم بدور المعرض الذي أتاح لها المشاركة إلى جانب نخبة كبيرة من الفنانين، وأشارت إلى أن الفن نجح في إعادة ابنتها للحركة، حيث إن سلمى من حالات الشلل الدماغي المتأخرة وبالجهود الفنية من الأم شاركت في معارض فنية لذوي الهمم، منها معرض المكسيك لذوي الهمم والأولمبيات الخاصة، ومعارض فنية افتراضية للفنون التشكيلية، ثم معرض فني تشكيلي مع مؤسسة سدرة، وسلمى ترسم لوحاتها بطريقة بسيطة مع استخدام أدوات مساعدة من خامات البيئة.

جميع الحقوق محفوظة لصحيفة الاتحاد 2023©