الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

مهرجان الشيخ زايد.. رحلة عابرة للقارات

مهرجان الشيخ زايد.. رحلة عابرة للقارات
15 فبراير 2021 00:02

نسرين درزي (أبوظبي)

يسجل الزوار الأجانب في مهرجان الشيخ زايد منذ انطلاقة فعالياته للموسم الحالي في 20 نوفمبر 2020 والمستمر حتى 20 فبراير الجاري في منطقة الوثبة بأبوظبي، أجمل الانطباعات عن الأجواء الثقافية المقدمة فيه بقالب ترفيهي، والتي تثري الحراك المجتمعي وتفتح نافذة على التفاعل الجماهيري الآمن وسط أفضل تدابير الإجراءات الاحترازية في مواجهة «كورونا». 
ولا تقتصر مشاهدات الزوار ممن لا يتقنون اللغة العربية على الاستعراضات والأنشطة الفنية التي تقدمها أجنحة الدول المشاركة، وإنما يغوصون في عادات الشعوب وخصائصها. ويستوقفهم الموروث الشعبي الإماراتي بمفرداته وأدواته الباقية حتى اليوم، ويعربون عن اهتمامهم بمعرفة تفاصيل أوسع عن حياة الأولين والتحديات التي واجهتهم في الصحراء ورحلات البحر.

حس إبداعي
اللافت في جولات الزوار الأجانب أنهم يعتمدون على الحس الإبداعي في تقييم الحرف اليدوية، ولاسيما تلك التي تقدمها الجدات في المهرجان عن حياكة الخوص والتلي في مجتمع الإمارات وتحضير الحناء والبخور والعطور، ويوضح أسرارها الأجداد من خلال صناعة القرقور وشباك الصيد وفنون فلق المحار وسواها الكثير. وهم في كل مرة يطلعون على تفاصيل مهنة قديمة لا يخفون انبهارهم بنفحات الأصالة المنبعثة منها مع إصرار أبناء الوطن على حمايتها من الاندثار ونقلها بأمانة إلى الأجيال.

معارف إنسانية
وتحدث الإيطالي أندريا بارنيني عن إعجابه بالمهرجان وما يقدمه من مواضيع تثري الذائقة الثقافية، مشيراً إلى الكثير من المظاهر التي لفتته وبينها فنون العمارة التي تظهرها الدول المشاركة من خلال أجنحتها وعروض الحرف التقليدية الحية. وهي بالنسبة له عوامل جذب للاطلاع أكثر على حضارات الشعوب، وما تظهره أسواقها ومنتجاتها وأساليب طهيها ومذاقات طعامها. واعتبر أنه من المفيد زيارة المهرجان لاكتساب معارف إنسانية جديدة لا تتوفر مجتمعة على هذا النحو في أماكن أخرى، مع الاستمتاع بالعروض الفنية المتجولة التي تلوّن الأجواء وتجذب الكبار والصغار. وذكر أنه يفرح عند الاستماع إلى الأهازيج الإماراتية التي تترافق مع استعراضات الفرق الشعبية ويختلف أداؤها بحسب البيئة التي تمثلها. 

طيف من التراث
وقالت ماخروزة بوفاروا من أوزبكستان والتي كانت ترتدي زي بلادها التقليدي، إنها زارت المهرجان 4 مرات حتى تتمكن من الاطلاع على كل أجنحته، معربة عن اهتمامها بباقة من الفعاليات القيمة وتحديداً تلك المرتبطة بحضارة الإمارات التي تتجسد من داخل المعارض ومنصات الحرف اليدوية. وأكثر ما يعجبها الطيف الواسع من المكونات التراثية التي تُقدّم على شكل فقرات تفاعلية يشارك فيها الجمهور ضمن ورش حيّة تتيح للجميع متعة التجربة والاطلاع على تقنيات قديمة مازالت تستخدم بالطريقة نفسها حتى اليوم. وعن نفسها فقد كانت لها فرصة التعرف إلى فنون التلي من داخل الجناح التراثي الذي تستعرض فيه كبيرات السن هذه الحرفة التقليدية أمام الزوار. 

روايات 
وأبدى الإسباني فرانشسكو لانسينلوتا ارتياحه لأجواء المهرجان التي تجمع بين التثقيف والترفيه بمشهدية محببة، لافتاً إلى أن التجول لساعات طويلة بين الأجنحة تجربة مفعمة ولا يمكن نسيانها لأنها ترسخ في الأذهان وتخبر الكثير من الروايات عن الشعوب. ويعتبر أن كل من زار المهرجان محظوظ بالتعرف إلى الكم الهائل من المعلومات التي تترافق مع مشاهدات نابضة تضم موروثات تاريخية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، مشبهاً الجولة هنا برحلة عابرة للقارات في زمن بات فيه السفر من الأمور المعقدة بسبب وباء “كورونا”. وقال إن شروط السلامة المتبعة على سعة المهرجان تشجع العائلات على القيام بزيارات متتالية لقضاء وقت ممتع واستكشاف فقرات مميزة مع ممارسة الكثير من الهوايات في منطقة الألعاب الفسيحة.

  • سادبينا باراشاوف
    سادبينا باراشاوف

فقرات متنوعة
من جهتها ذكرت الروسية سادبينا باراشوف أن مظاهر الترفيه ضمن مهرجان الشيخ زايد تعكس الاهتمام المتزايد بتوفير منصات مفتوحة على البيئة المحلية لمجتمع الإمارات، بما يضمن تفاعل الجمهور من مختلف الجنسيات. وهذا ما لمسته من خلال الفقرات المتنوعة التي تقام يومياً على امتداد الأجنحة المشاركة ومنصات العروض والمسارح بكل ما تقدمه من لوحات فنية لمختلف الحضارات. وقالت إن منطقة المطاعم التي تتوسط الموقع أكبر دليل على هذا التمازج الإنساني، حيث يجتمع الزوار من مختلف البلدان مع كامل الالتزام بشروط التباعد الجسدي الموصى بها حفاظاً على السلامة العامة في مواجهة “كورونا”. 

طاقة إيجابية
وأبدى الكازخستاني ديمتري راشاوا إعجابه بالتنظيم داخل عربات “الفود تركس” للأكلات السريعة، والتي تشهد إقبالاً من مختلف الأعمار للتلذذ بالنكهات العالمية عند استراحة «نافورة الإمارات» التي تقدم كل نصف ساعة يومياً، عرضاً مشوقاً بتقنيات الليزر.
الرأي نفسه سجلته الفلبينية كارلا فاهاردو التي كانت برفقة أصدقائها يتناولون الطعام من ركن المأكولات الشعبية، حيث توزع كل منهم بعدها لممارسة هواية معينة ضمن أقسام المهرجان. وذكرت أنها خاضت معهم تجربة «تحدي الرماية بالليزر»، إذ لا تعتبرها حكراً على الرجال، وقد استمتعت بالطاقة الإيجابية التي يفرضها الموقع على الزوار. 
أما زوجها جيربي فقد أثنى على كل الجهود المبذولة لإنجاح المهرجان واصفاً إياه بالحدث الضخم والمميز من جهة التنوع الحضاري والثقافي الذي يشمله، إضافة إلى العروض المبهرة بلوحاتها الفنية وإضافاتها المعرفية المتفردة. وعن نفسه فقد أضافت له فقرات المهرجان الكثير من المعلومات، وخصوصاً ضمن فعالية “الوثبة كستم شو”. فهو من عشاق السيارات الكلاسيكية وقد أتاحت له الفقرة التعرف عن كثب إلى تقنيات التعديلات التي تطرأ على الآليات القديمة، بتفاصيل لم يكن قد سبق واطلع عليها من قبل.

حدث عالمي
يرى الزوار الأجانب أن المهرجان نجح في استقطاب كافة الثقافات العالمية على أرض الإمارات للتعرف إلى تاريخها العريق والتفاعل مع مفردات الحضارات المتنوعة، فمنذ انطلاقته تحول مهرجان الشيخ زايد إلى حدث عالمي، يوفر فعاليات تثقيفية وترفيهية عالمية تناسب مختلف الأعمار والاهتمامات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©