عدد اليوم
ما يحدث في لبنان من تفاقم يومي للأزمات المعيشية، تجاوز حدود أي مأساة عاشها على مدى تاريخه، بما في ذلك الحرب الأهلية التي عانى منها على مدار 15 عاماً.
من العطش إلى الجوع، يدق ناقوس الخطر منذراً بكوارث، تارة بانهيار شبكة إمدادات المياه، وتارة باختفاء رغيف الخبز، وبينهما تدهور في جميع القطاعات من الكهرباء شبه المعدومة إلى شحِّ المحروقات الذي أغلق المستشفيات، ناهيك عن عملة تفقد قيمتها على مدار الساعة.
بالأرقام.. 4 ملايين شخص مهددون بفقدان المياه الصالحة للشرب خلال 4 إلى 6 أسابيع.. 77% من الأسر لا تملك ما يكفي من غذاء أو مال لشراء الغذاء. ومصاريف الأسرة لتأمين الغذاء تساوي خمسة أضعاف الحد الأدنى للأجور.
الأدوية مفقودة، والموجود منها تضاعف ثمنه 10 مرات على الأقل بما في ذلك حليب الأطفال. و«الرغيف» (طعام الفقير) في أزمةٍ اعتباراً من بعد غد الاثنين إلا لمن يملك سعره في السوق السوداء.
لم تعد مجرد مأساة فقط في لبنان، وإنما هي كارثة إنسانية من دون أفق. والحل لا يزال بانتظار توافق في الداخل يكون الشعب أول أولوياته للخروج من الفوضى والانهيار.
"الاتحاد"
