يقف التاريخ إجلالاً..
تتشح اللغة بالحزن العميق..
في لحظة الحدث الجلل، تودّع الإمارات والأمة العربية والإسلامية والعالم أجمع المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»، راعي مسيرة الوطن ونهضته الحديثة. في يوم جمعة مباركة ينتقل قائد الوطن إلى جوار ربه راضياً مرضياً، فيجري القول على كل لسان وفي كل قلب: إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن، وإنا على فراقك لمحزونون.
يتذكر كل إماراتي، كل بيت، كل مكان على أرض الوطن، كيف كان حضور المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه» بجوار الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وكيف تشرّب الحكمة والقيادة من حكيم الوطن والعرب، وحين تسلّم راية الوطن كخير خلف لخير سلف في الرابع من نوفمبر2004 بدأ التاريخ كتابته عن نهج يتواصل، ورؤية تصنع مستقبلاً يليق بوطن لا يرضى بغير التميز والصدارة، ثم تجري الأيام والسنون، كما جرت دائماً المحبة العميقة بين القائد وشعبه، قائد رسخ ما كان للإمارات من أيادٍ بيضاء، فأضاءت إنسانية الوطن أبعد من حدوده دون تمييز، وكان الإنسان في كل مكان في قلب اهتمام الإمارات، وعطائها.
«إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن».. وليس أدل من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حاكم أبوظبي، في وصف الفقد العظيم ونعي الفقيد الكبير، حيث قال سموه في تغريدة له عبر حسابه على «تويتر»: «إنا لله وإنا إليه راجعون.. فقدت الإمارات ابنها البار وقائد «مرحلة التمكين» وأمين رحلتها المباركة.. مواقفه وإنجازاته وحكمته وعطاؤه ومبادراته في كل زاوية من زوايا الوطن.. خليفة بن زايد، أخي وعضيدي ومعلمي، رحمك الله بواسع رحمته وأدخلك في رضوانه وجنانه».
يقول قلب كل إماراتي اليوم أمام اسم وسيرة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان «طيب الله ثراه»: عرفناكَ وأحببناكَ من التأسيس إلى التمكين، كنت قائداً وأباً، راعياً وعادلاً، معك وبك صنعت الإمارات نهضتها الحديثة، معك وبك صار كل فرد يقول بفخر أينما حلّ «أنا إماراتي»، ومعك وبك أصبح الوطن موطن الأحلام والنجاحات، ولم يكن على أرض الإمارات ثمة مستحيل. اليوم يعتصرنا الحزن، لكننا في حزننا وفقدنا نضع الوفاء فوق رؤوسنا، نعرف عظيم قدرك وأعمالك، كما يعرف التاريخ عظيم قدرك وأعمالك، وليس في حزننا الكبير وفقدنا العظيم أبلغ من كلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله» في نعيك قائداً للوطن وراعياً مسيرته، إذ نكررها خلف سموه: «اللهم إنه حط رحاله عندك.. فأكرم وفادته.. ووسع مدخله.. واجعل مثواه الفردوس الأعلى من الجنة.. آمين.. اللهم إنا نشهدك أن خليفة بن زايد قد أدى أمانته.. وخدم رعيته.. وأحبّ شعبه.. اللهم إن شعبه قد رضي عنه.. فارض عنه.. وتغمده بواسع رحمتك.. وأسكنه فسيح جناتك.. وألهمنا وألهم شعبه وأهله وأحبابه الصبر والسلوان.. إنا لله وإنا إليه راجعون».