عدد اليوم
ناصر الجابري (أبوظبي)
تطلق وكالة الإمارات للفضاء 4 مبادرات، بهدف تحقيق التوافق بين مخرجات التعليم واحتياجات قطاع الفضاء، وذلك ضمن الجهود الداعمة لتعزيز دور قطاع الفضاء، باعتباره محفزاً وملهماً للأجيال الناشئة لدراسة التخصصات العلمية، إضافة إلى أهمية بناء الكوادر المواطنة القادرة على رفد القطاع بالابتكارات والأفكار والإمكانات التي تتيح نجاح المشاريع والمهمات الفضائية المستقبلية.
وتسهم مبادرات التوافق بين التعليم والفضاء في إنجاز 7 آثار رئيسية تشمل تشجيع الأجيال الناشئة على دخول التخصصات العلمية، ورفع عدد الابتكارات والأفكار والمشاريع الفضائية للطلبة، واستكشاف المواهب المواطنة في علوم الفضاء، وتعزيز منظومة البحث العلمي الخاصة بالجامعات، وزيادة عدد العاملين في قطاع الفضاء، ورفع مستوى الثقافة الوطنية بعلوم الفضاء، وتعزيز تنافسية الدولة في المؤشرات العلمية.
وتتضمن المبادرات، تطوير برنامج للمنح الدراسية في مجال الفضاء، بهدف رعاية واحتضان الكوادر المواطنة وتقديم الدعم اللازم لهم خلال فترة الدراسة الجامعية، وجذبهم لاختيار التخصصات التي تتناسب مع احتياجات قطاع الفضاء والجهات الفاعلة فيه، وتتوافق مع الخطط والبرامج المطروحة حول الأولويات المستقبلية، حيث يمثل البرنامج فرصة للطلاب نحو الحصول على الرعاية اللازمة لاستمراريتهم في القطاع، وتلقي العلوم ذات الأثر الإيجابي عليهم لاحقاً.
ووفقاً للمبادرات، سيتم تطوير المناهج التعليمية في مجال الفضاء للتعليم العام، وذلك لتعزيز مستوى الوعي والثقافة لدى طلاب المراحل الدراسية المختلفة حول نشأة قطاع الفضاء في الدولة ومكوناته والمشاريع الفضائية ذات الأثر العلمي على الدولة، ومن بينها مشروع مسبار الأمل والأقمار الاصطناعية التي أطلقتها الدولة، وأسباب توجه الدولة إلى القطاع الفضاء وما يضمه القطاع من فرص واعدة للأجيال ودور القطاع في تحقيق رؤية مئوية الإمارات 2071، حيث سيتم تغذية المواد الدراسية بعدد من الموضوعات التي تسلط الضوء على الفضاء وعلومه المرتبطة به.
وتتضمن المبادرات أيضاً، توفير مناهج وبرامج تعليمية محلية لطلبة الجامعات حول التقنيات الفضائية، وذلك لتعريف الطلبة بدور الاستخدامات والتطبيقات الفضائية في إيجاد الحلول للتحديات الأرضية، وأهمية الأفكار المبتكرة وتطبيقها على العديد من القطاعات في الدولة، حيث ستسهم المناهج في التعريف بدور التقنيات الفضائية واستخداماتها، وأهمية المشاركة في التحديات والمسابقات الفضائية والتي تتيح للطلبة تبادل الخبرات والتجارب، والتعرف عن كثب على دور التجارب العلمية الفضائية.. إضافة إلى الجهود الحالية من خلال بعض الجامعات التي بدأت مؤخراً في تقديم برامج تخصصية في علوم الفضاء، تماشياً مع استراتيجية الدولة، واهتماماتها في الاستثمار بالقطاع.
وستعمل وكالة الإمارات للفضاء ضمن المبادرة الرابعة الخاصة بالتعليم، على إنشاء منصات تفاعلية للتعليم في مجال الفضاء والقطاع الفضائي الوطني، نظراً لدور التفاعل في تحفيز العقول على المبادرة بالأفكار المستحدثة عبر طرق وأساليب حيوية تضمن استقطاب وتعلم أكبر عدد من الطلبة، الأمر الذي يعزز الجهود الرامية إلى تقديم التعليم الفضائي بأساليب تتواءم مع خصوصية المراحل الدراسية المختلفة. وشهدت الفترة الماضية، البدء التنفيذي لعدد من المبادرات المتعلقة بتحقيق التوافق بين التعليم والفضاء، عبر البرنامج التعليمي لوكالة الإمارات للفضاء، والذي يهدف إلى تأسيس بنية تعليمية وعلمية متكاملة، وذلك من خلال إعداد وتنمية وتأهيل الكوادر المواطنة لتشجيعهم على العمل في قطاع الفضاء في الدولة، بما يتناسب مع احتياجات القطاع الفضائي الوطني، حيث تقوم الوكالة باستقطاب الطلاب المتميزين من مواطني الدولة لتحصيل الدرجات العلمية في مجال الفضاء داخل وخارج الدولة، كما يسعى البرنامج إلى رعاية المواهب الناشئة وتطوير مهارات الطلبة والمعلمين وتنميتهم في مجال العلوم والهندسة والتكنولوجيا والرياضيات، كما تعمل الوكالة على نشر الوعي والمعرفة بمجال الفضاء لإلهام الطلبة لدراسة التخصصات الفضائية المطلوبة.
وتعد المبادرات، جزءاً من الاستراتيجية الوطنية لقطاع الفضاء، والتي تحدد الإطار العام لصناعة الفضاء في الإمارات والأنشطة التي سيتم العمل عليها عبر مجموعة من البرامج والمبادرات الوطنية، وستنفذ من قبل المعنيين في قطاع الفضاء، حيث تتماشى الاستراتيجية مع جهود دولة الإمارات إلى الانتقال بشكل متسارع نحو اقتصاد متنوع قائم على المعرفة يركز على الابتكار.
