الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

200 مهندس وباحث إماراتي يقودون «مهمة المريخ»

فريق الكوادر الإماراتية عمل على مدار الساعة لإنجاز المشروع (الاتحاد)
1 أغسطس 2020 01:51

آمنة الكتبي (دبي)

 يقود مشروع مسبار الأمل لاستكشاف المريخ فريق عمل يضم أكثر من 200 مهندس وباحث، يعملون في مختلف التخصصات العلمية والتقنية والهندسية والإدارية، ووصلت المشاركة النسائية في هذا المشروع إلى 34% من فريق العمل، والتي تعتبر الأعلى عالمياً، بينما شكلت نسبة الباحثات في الفريق العلمي للمشروع 80% من العدد الإجمالي للفريق، وتأتي هذه المؤشرات المهمة، لتعكس الجهود الضخمة التي بذلتها الدولة لتمكين المرأة الإماراتية في كل القطاعات، خصوصاً في مجال الفضاء.
ويعد إنجاز مهمة تصنيع بعض قطع المسبار بأيادٍ إماراتية، انعكاساً لمشروع تأهيل فرق عمل المسبار والكوادر الوطنية المتخصصة في علوم الفضاء، عبر برنامج مكثف في نقل المعرفة، لتصميم أدق أجزاء «مسبار الأمل» وغيره من المشروعات، وفي مقدمتها برنامج «تطوير العلماء والباحثين في علوم الفضاء»، والذي يشرف عليه أفضل العلماء في العالم في مجال علوم المريخ، ونتج عنه تأهيل 25 مهندساً ومهندسة إماراتية من رواد علوم المريخ في مجالات لم يسبق تأهيل متخصصين فيها في الدولة من قبل.

وعمل فريق الكوادر الإماراتية على مدار الساعة لإنجاز مشروع مسبار الأمل وفق جدول زمني محدد بدقة، وفق منهجية تعدد المهام والمهارات التي طورها الفريق خلال أشهر.. ومكنته من التعامل بمرونة مع الإجراءات الاستثنائية الناجمة عن جائحة «كوفيد - 19» من دون التأثير على موعد إطلاق المسبار.
وعمل الفريق ومنذ وصول المسبار إلى محطة إطلاقه في اليابان على اختبار كافة وظائف المركبة الفضائية قبل إطلاق «مسبار الأمل»، بما في ذلك أنظمة الاتصال والبرمجيات والملاحة والتحكّم عن بُعد والقيادة، إضافة إلى أنظمة الطاقة ودفع المسبار.

3 فرق باليابان
وعقب الإجراءات الوقائية الصحية التي تم تطبيقها في مختلف الدول لاحتواء فيروس كورونا المستجد، انقسم فريق عمل نقل «مسبار الأمل» إلى اليابان إلى 3 فرق للتعامل مع كافة مراحل العملية، وضمان تحقيق الجهوزية للإطلاق في الموعد المحدد.
واستبق الفريق الأول وصول المسبار إلى اليابان بوصوله هناك بتاريخ 6 أبريل 2020، وخضوعه للمدة القياسية للعزل الصحي، ليخرج بعدها لاستقبال المسبار وتسلمه من الفريق الثاني الذي وصل اليابان في 21 أبريل، ودخل بدوره فترة الحجر الصحي الاحترازي، وتناوب الفريقان على مهام الدعم المتعددة بحكم خبرات أعضائه المتنوعة، يدعمهما من الإمارات فريق ثالث للمساندة في المراحل كافة.

  • فريق مؤهل في مختلف التخصصات العلمية والتقنية والهندسية والإدارية
    فريق مؤهل في مختلف التخصصات العلمية والتقنية والهندسية والإدارية

وقاد الفريق الإماراتي في اليابان، المهندس سهيل بطي الظفري المهيري، نائب مدير المشروع، مدير فريق تطوير المسبار بمركز محمد بن راشد للفضاء، ويتألف الفريق من أحمد اليماحي، ومحمود العوضي، ومحمد العامري، وهم من مهندسي الأنظمة الميكانيكية، والمسؤولين عن رفع المسبار على صاروخ الإطلاق، كما يضم الفريق عيسى المهيري المسؤول عن شحن بطاريات المسبار ومراقبة ورصد المركبة الفضائية، ويوسف الشحي، المسؤول عن إحكام إغلاق العازل متعدد الطبقات لخزان الوقود «MLI»، وقابس التزود بالطاقة، فيما تولى عمر الشحي، وهو قائد فريق عمليات تجهيز المسبار للإطلاق، اختبار ومراقبة فعالية وأداء المسبار، ومعه في المهمة ذاتها، خليفة المهيري، المسؤول عن مراقبة ورصد وضمان سلامة المسبار.

فريق المحطة الأرضية
فيما ضم فريق المحطة الأرضية 3 فرق من مهندسي المركز، يديرون عمليات مسبار الأمل خلال رحلته نحو المريخ خلال الـ7 شهور المقبلة، ويصل عددهم إلى 50 مهندساً إماراتياً، ويعملون على تطوير برمجيات للتغلب على أي تأخير محتمل، وتعزيز كفاءة إرسال واستقبال البيانات من خلال إعطاء أوامر مُجمعة لتنفيذ العمليات المختلفة.

إدارة عمليات المسبار
وتتعامل حالياً 3 فرق هندسية في إدارة عمليات المسبار، والتأكد من كفاءة أجهزته، فيما يخص استقبال البيانات والإشارات وإعادة إرسال الأوامر لبدء مهمة المسبار خلال الفترة المقبلة، حيث إن هذه الفرق هي «إدارة العمليات»، وهي معنية بإرسال واستقبال المعلومات للمسبار، و«الفريق الهندسي»، ويعمل على استقبال المعلومات الهندسية ودعم الفريق الأساسي الذي يستقبل المعلومات، بالإضافة إلى «فريق التخطيط» الذي يقوم بتخطيط رحلة المسبار.
ويواصل فريق محطة التحكم الأرضية بمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» المكون من كوادر إماراتية شابة، استكمال مسار سنوات من التحضيرات العلمية واللوجستية للتحكم بهذه المهمة التاريخية، حيث أنجز الفريق الذي يتمتع بسنوات من الخبرة في قطاع الفضاء، خلال الفترة الماضية، اختبارات المحاكاة والمتابعات النهائية لضمان نجاح عمليات التحكم والمتابعة، والاتصال مع مسبار الأمل.
ويتولى فريق محطة التحكم الأرضية من مركز محمد بن راشد للفضاء متابعة المسبار والاتصال به خلال الـ7 شهور المقبلة حتى وصوله إلى مدار المريخ، فيما يعمل فريق المحطة الأرضية خلال الـ30 يوماً المقبلة بنظام المناوبات على مدار الساعة، لتلقي الاتصال من المسبار، ومن ثم إرسال الأوامر إليه، وتلقي المعلومات التي يسجلها.

أول جهاز ملاحة للفضاء
وصمم المهندسون بفريق عمل المحطة الأرضية أول جهاز ملاحة للفضاء العميق على مستوى المنطقة، حيث ابتكروا طريقة جديدة لتحديد موقع المسبار، تختلف عن نظام التموضع الجغرافي «GPS»، وبدأوا استخدام موجات إرسال الراديو بالاتجاهين، واستخدام تقنية الموجات الصوتية المرتدة لمعرفة سرعة المسبار.
فيما عملت كوادر المشروع منذ 2016 خلال فترة تصميم وبناء الجهاز الملاحي، على هذه التقنية، ما جعل المناورات أكثر دقة وقدرة على تحقيق أفضل الحلول للوصول من نقطة إلى أخرى بأقل قدر من الوقود المستخدم.
وبدأت الاستعدادات لمحطة التحكم الأرضية منذ بداية المشروع من خلال البرمجة والعمليات وخطط العمل التي تخللتها اختبارات محاكاة عديدة، اختبرت القدرات والإمكانات خلال تجارب التحكم، وفق سيناريوهات مختلفة، مع ابتكار حلول سريعة لمختلف المشاكل، فيما يتمتع فريق الدعم الأرضي بجاهزية واستعدادات كبيرة مستقبلاً لجميع مهام إرسال الأوامر واستقبال المعلومات.

منكم تعلمنا ومعكم استطعنا الإنجاز
قالت معالي سارة بنت يوسف الأميري، وزيرة دولة للتكنولوجيا المتقدمة، رئيسة وكالة الإمارات للفضاء: «شكراً لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على استقبالكم اليوم لفريق مسبار الأمل في قصر الوطن.. منكم تعلمنا الأمل.. ومعكم استطعنا أن نحقق إنجازات تلو الأخرى».
وقال الدكتور محمد الأحبابي، مدير عام وكالة الإمارات للفضاء: «نحمد الله على نعمة القيادة الطموحة التي تستثمر في بناء الإنسان، وتكون عوناً وسنداً له لتحقيق إنجازات يفخر بها الوطن، مع تقدير وتحفيز يكون دافعاً».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©