الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عبدالله بن زايد: ضرورة التعاون الدولي لاحتواء تداعيات «كورونا»

عبدالله بن زايد خلال مشاركته في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين (وام)
4 سبتمبر 2020 00:58

أبوظبي (وام) 

أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن مجموعة العشرين تمثل منصة مهمة للتأكيد على أهمية تضافر الجهود العالمية من أجل احتواء تداعيات جائحة «كوفيد 19»، ومعالجة آثارها على مختلف الأصعدة. وتعزيز التعاون الدولي بشأن التدابير الإدارية المتخذة عبر الحدود. 
جاء ذلك لدى مشاركة سموه في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين «G20» الذي عقد أمس الأول برئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة.
 وبحث الاجتماع - الذي عقد عبر تقنية الاتصال المرئي - الإجراءات المتخذة عبر الحدود استجابة لجائحة «كوفيد- 19» من خلال تبادل الخبرات، والتأكيد على أهمية الاستعدادات العالمية، وضرورة الاستفادة من الدروس المنبثقة عن نماذج الاستجابة المختلفة للجائحة والأزمة المرافقة لها.
 جاءت مشاركة دولة الإمارات بهذا الاجتماع بناء على دعوتها للمشاركة بصفة ضيف في قمة مجموعة لعشرين المزمع عقدها في العاصمة السعودية الرياض خلال نوفمبر 2020.
وثمن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان جهود المملكة العربية السعودية الشقيقة في عقد هذا الاجتماع الذي يوفر منصة هامة.
ورحب سموه خلال الاجتماع بصاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، رئيس الدورة الحالية لمجموعة العشرين، وأصحاب المعالي وزراء خارجية الدول المشاركة في أعمال المجموعة.
 وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، أن «مجموعة العشرين تمثل منصة مهمة لمعالجة جميع هذه القضايا، وتعزيز التعاون الدولي بشأن التدابير الإدارية المتخذة عبر الحدود»، وقال: «في ضوء ذلك أود أن أعبر عن عميق امتناني للمملكة العربية السعودية لعقد الاجتماع، والثناء بشكل خاص على قيادتها المتميزة لأعمال مجموعة العشرين خلال هذا العام الصعب».
 وأضاف سموه «إن دولة الإمارات اتخذت أسوة بغيرها من دول العالم إجراءات استثنائية لمواجهة واحتواء جائحة «كوفيد- 19»، فقامت في المراحل الأولى من تفشي الوباء بتعليق جميع الرحلات الجوية القادمة والمغادرة، وعجلت باتخاذ أشد الإجراءات الوقائية عبر جميع المعابر الحدودية، إضافة إلى تعليق إصدار التأشيرات بأنواعها، ووضع جميع الضوابط الكفيلة بتقليص الحركة والتنقل عبر الحدود».
 وشدد سموه على أن استراتيجية الدولة في التعاطي مع تحديات جائحة «كوفيد- 19» اتصفت بالمرونة والاستباقية حيث بدأت دولة الإمارات منذ شهر يونيو الماضي بالبناء على نجاحها في مواجهة الوباء، وذلك من خلال تخفيف القيود والإجراءات الوقائية المفروضة بشكل حذر ومتدرج بما ساهم في تخفيف التحديات أمام المواطنين والمقيمين في الدولة وهو ما تمخض عن عودة 700 ألف من المقيمين العالقين في الخارج إلى بلدهم الثاني - دولة الإمارات. 
 وأوضح سموه أنه «على الصعيد ذاته لعبت دولة الإمارات دورا رائدا في تسهيل عودة المواطنين والمقيمين لديها ولدى الدول الأخرى، وذلك في ضوء مكانتها كأحد أهم المراكز العالمية للطيران حيث تعتبر مطارات دولة الإمارات من الأكثر ازدحاما على مستوى العالم، فيما تحتل شركتا الطيران الرئيسيتان لديها مرتبة متقدمة على سلم أهم شركات الطيران العالمية، وتحتضن الدولة على أراضيها عددا كبيرا من المغتربين، وقد سهلت دولة الإمارات ما يقارب من 2000 رحلة عودة عبر مطاراتها وناقلاتها الوطنية».

تجربة الإمارات 
شارك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الحضور في الاجتماع وضمن مداخلته مجموعة من الدروس المستفادة من تجربة دولة الإمارات في الاستجابة لجائحة «كوفيد- 19» التي استعرضها سموه في عدة نقاط. وفي هذا الصدد أكد سموه «أهمية توحيد الجهود وتنسيق الأفكار المرتبطة بالتخطيط للطوارئ، وسيضمن ذلك تعزيز استعدادنا للتعامل مع التحديات العالمية المشابهة لجائحة «كوفيد- 19» بشكل أفضل في المستقبل والاستجابة لها بطريقة أكثر تنسيقا، فعلى النقيض من ذلك لم تكن الاستجابة العالمية الأولية منظمة بالدرجة المطلوبة، ولم تراع بما يكفي انعكاسات الجائحة على الكثير من الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل بعيدا عن منازلهم وعائلاتهم».
 وأشار سموه إلى «الحاجة للنظر في سبل وآليات تفعيل السفر الدولي خصوصا للأغراض الرئيسية في ضوء استمرار الجائحة». وقال: «لقد عملنا في دولة الإمارات بجد للتأكد من أن مطاراتنا الدولية مهيأة لهذا الغرض ومزودة بأحدث الأجهزة لمنع انتشار حالات العدوى وتحديدها».  وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «ضرورة ضمان المعاملة العادلة والمتكافئة لمواطني جميع البلدان بغض النظر عن نقاط مغادرتهم أو وجهات سفرهم».. مشيرا في هذا الصدد إلى أن العديد من البلدان التي تمت الإشادة بنجاحها في مواجهة واحتواء «كوفيد- 19» تتعرض نفسها الآن لموجة ثانية من تفشي حالات الإصابة.
 كما أكد سموه أهمية تحقيق التواصل الفعال مع المواطنين لبناء فهم واسع النطاق لأسباب ودوافع السياسات المتخذة لمواجهة وباء «كوفيد- 19» كون هذا التواصل يعد أساسيا لتحقيق القبول من المواطنين والحفاظ على روح الفريق الواحد في مواجهة الوباء خصوصا في ظل التحديات المتعددة والكبيرة التي سببتها سياسات مواجهة الوباء للعديد من الأفراد والعائلات والأعمال الصغيرة.
 وأضاف سموه: «مع اقترابنا من موعد انعقاد قمة قادة المجموعة في العاصمة السعودية الرياض في نوفمبر المقبل فإنني أؤكد ثقتي بالنتائج المثمرة التي ستحققها هذه القمة خصوصا إذا تمت المحافظة على الزخم الذي وفرته جهود الرئاسة السعودية المتميزة ومساهمات الدول الأعضاء والضيوف لضمان الخروج برسالة موحدة وقوية من القمة».

فرص القرن21
تضمنت التحضيرات لعقد قمة قادة المجموعة في شهر نوفمبر 2020 حتى الآن مشاركة الدول الأعضاء والدول الضيوف في أكثر من 14 اجتماعاً وزارياً، و49 اجتماعاً لمجموعات العمل المتخصصة، و36 حدثاً جانبياً. وعقدت أول قمة افتراضية لقادة المجموعة في 26 مارس 2020، التزمت الدول المشاركة خلالها باتخاذ إجراءات حاسمة من أجل دعم الاقتصاد والصحة والتجارة والاستثمار.
 وفي شهر ديسمبر 2019 وجهت المملكة العربية السعودية - التي تتولى رئاسة مجموعة العشرين بدورتها الحالية - دعوة لدولة الإمارات للمشاركة في أعمال المجموعة بصفة ضيف خلال العام 2020 وذلك في ضوء ترؤس الدولة للدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية.
 وأعلن عن الموضوع الرئيسي لقمة مجموعة العشرين برئاسة المملكة العربية السعودية هذا العام وهو «تحقيق فرص القرن الحادي والعشرين للجميع».

وزير الخارجية: علاقاتنا مع السعودية تزداد قوة وصلابة
أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، أن الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، تجمعهما علاقات تاريخية واستراتيجية راسخة تزداد قوة وصلابة في ظل دعم ورعاية واهتمام من قيادتي البلدين الشقيقين.
وقال سموه في تصريحات خاصة عقب مشاركته في أعمال اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين «G20» الذي عقد، أمس، برئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة، إن العلاقات الإماراتية السعودية تشكل نموذجاً مميزاً وفريداً للعلاقات العربية - العربية بين الأشقاء، فما يربط دولة الإمارات والمملكة العربية السعودية ليس فقط علاقات استراتيجية وتاريخية، وإنما هي علاقة استثنائية تعززها روابط الدم ووحدة المصير. 
وأضاف سموه أن هذه العلاقات اتخذت آفاقاً أرحب للتعاون الاستراتيجي تحت مظلة مجلس التنسيق السعودي - الإماراتي الذي وفر منصة مثالية لتحقيق التكامل بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة من أجل مستقبل مشرق، مؤكداً أن الإنجازات التي حققها المجلس التنسيقي تدعو للفخر، وتؤكد مضي البلدين وقيادتيهما قدماً نحو علاقات أكثر قوة وصلابة. وأشار سموه إلى أن رئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة للدورة الحالية لمجموعة العشرين المزمع عقد قمة قادتها في الرياض شهر نوفمبر 2020 تتزامن مع ظروف استثنائية يمر بها العالم أجمع جراء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد - 19»، مضيفاً «إننا ممتنون للجهود التي تقوم بها المملكة في مواجهة تداعيات هذه الجائحة وحرصها على حشد الجهود العالمية وتحقيق التكاتف والتآزر بين جميع الدول من أجل تجاوز الأزمة ومعالجة آثارها لمواصلة مسار التنمية المستدامة لخير المجتمعات ورخاء الشعوب».
وتوجه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان بأسمى آيات الشكر والتقدير لأخيه صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله آل سعود، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، على دعوته للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين «G20»، مشيداً بجهود سموه البارزة لضمان تحقيق قمة مجموعة العشرين لأهدافها، خاصة أنها تجمع ممثلي أهم القوى الاقتصادية في العالم. وأعرب سموه عن ثقته بأن قمة مجموعة العشرين في ظل رئاسة المملكة العربية السعودية الشقيقة، ستقدم إسهاماً بارزاً في مسيرة العمل الدولي المشترك الهادف إلى تحقيق الرخاء والتنمية المستدامة للشعوب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©