الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«صواب» و«هداية».. رؤية شاملة لنبذ الكراهية

«صواب» و«هداية».. رؤية شاملة لنبذ الكراهية
16 سبتمبر 2020 03:14

أحمد شعبان (القاهرة)

تمتلك الإمارات رؤية فريدة وشاملة، على المستوى العربي والإقليمي والدولي، لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف والتشدد والتعصب والعنصرية والطائفية، وهي الدولة الوحيدة التي نجحت في مواجهة كل جماعات العنف والتطرف والإرهاب، حسبما أفاد باحثون في شؤون الحركات المتطرفة ورجال دين في القاهرة، لافتين إلى أن جهود الإمارات في هذا المضمار رسالة إنسانية سامية، وتأتي انطلاقاً من مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية.
وأكدوا لـ«الاتحاد» أن قادة الإمارات يُبصرون أهمية خدمة الإسلام والمجتمع الدولي بإنشاء مراكز عالمية دراسية مُعتمدة معنية بمكافحة التطرف والإرهاب محلياً وعالمياً، وأن هذه المراكز التي أنشأتها الإمارات مثل «هداية» و«صواب»، تسهم في نشر السلام المجتمعي، وتعزيز السلم في المجتمعات المسلمة وغير المسلمة، وتساعد على طرح معالجات للغلو والتشدد والتطرف، ومداواة التكفير والجنوح للعنف الفكري والمسلح. ومنذ تأسيس دولة الإمارات على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وهي تحرص على دعم الإسلام المعتدل، ومواجهة التفسيرات المتطرفة، وتقود الدولة جهوداً تهدف إلى تعزيز الاندماج الاجتماعي، ومكافحة أسباب التطرف، ونبذ الرسائل الهدّامة.

تعزيز السلم
ساهمت الإمارات بشكل كبير في إطلاق مراكز دولية معنية بمكافحة الإرهاب والتطرف، ففي شهر ديسمبر عام 2012، تم إطلاق المركز الدولي للتميز في مكافحة التطرف العنيف «هداية»، خلال المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في أبوظبي. ويقدم المركز أبحاثًا عالية الجودة وتصورات قائمة على الأدلة، ويعمل بمثابة مركز للتفكير والعمل.
ويعتبر المركز تجسيداً لمبدأ التسامح الذي تتبناه الدولة، والذي ينبذ التطرف، حيث يعمل على بناء الشراكات مع مؤسسات عالمية تعمل في مجال مكافحة التطرف العنيف، ويركز على مجالات مهمة مثل: الدبلوماسية الرياضية والثقافية، ومكافحة التطرف العنيف عبر المناهج التربوية، ونبذ الراديكالية في السجون، ودعم ضحايا الإرهاب.
وفي عام 2015، تم إطلاق مركز «صواب» في أبوظبي، وهو مبادرة مشتركة بين الإمارات والولايات المتحدة الأميركية، ويهدف إلى التصدي لدعاية المتطرفين، ورسائل الإرهابيين على الإنترنت، كما يهدف إلى دعم جهود التحالف الدولي في حربه ضد التطرف والإرهاب، ويستخدم منصات التواصل الاجتماعي لتعزيز الروايات الإقليمية الموثوقة، ودعم أصوات الاعتدال ضد تنظيم «داعش»، والتصدي لمزاعم المتطرفين الزائفة، كما يقدم رؤية بديلة وإيجابية تؤكد القيم الأصيلة للإسلام وتنوعه.
وتستضيف أبوظبي منتدى «تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة» بشكل سنوي، والذي يعتبر من أهم المنتديات في العالم الإسلامي. ويناقش المنتدى الإشكاليات والقضايا الإنسانية المحدقة بالإنسان في عالم اليوم، والتي نجمت عن الصراعات الفكرية والطائفية في المجتمعات المسلمة، بسبب استقواء كل طرف بمن يعينه ويحتضنه على حساب مصلحة الأمة.

منهج راسخ
أكد الدكتور أحمد محمود كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، أهمية المبادرات التي تقوم بها الإمارات في نشر قيم الأخوة الإنسانية ومكافحة التطرف، مؤكداً أن هذا منهج الإمارات الراسخ منذ المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ومن بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. 
وأكد أستاذ الشريعة الإسلامية لـ«الاتحاد» أن قادة الإمارات يُبصرون أهمية خدمة الإسلام بإنشاء مراكز دولية مُعتمدة معنية بمكافحة التطرف والإرهاب، لافتاً إلى تقدير دولة الإمارات لدور الأزهر الشريف، باعتباره منارة للفكر الوسطي للإسلام.
وأشار إلى المراكز الموجودة في الإمارات بالإضافة إلى «منتدى تعزيز السلم في المجتمعات غير المسلمة»، تنطلق من جوهر الإسلام الذي أكد عليه القرآن في قوله تعالى في سورة النحل: «ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن».

شعب محب للسلام
وبدوره ثمن القس بولا فؤاد رياض كاهن كنيسة مارجرجس المطرية بالقاهرة، المبادرات الإنسانية التي تُطلقها الإمارات والمعنية بنشر قيم التسامح ومكافحة التطرف والإرهاب، مؤكداً أنها مبادرات تؤدي إلى التعايش السلمي بين الشعوب على اختلاف أعراقهم ودياناتهم.
ولفت رياض في تصريحات لـ«الاتحاد» إلى أن المبادرات التي تُطلقها الإمارات نبراس ومنارة ومثال رائع نتمنى أن تأخذ حذوه كل دول العالم، حتى يعم السلام العالم وينبذ الجميع الكراهية ويتصدوا للشقاق والنزاعات والحروب.

الثقافة والإعلام
أكد منير أديب الباحث في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن الإمارات الدولة الوحيدة على المستوى العربي والإقليمي والدولي التي تمتلك رؤية عامة لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف والتشدد والتعصب والعنصرية والطائفية، وهي الدولة الوحيدة التي نجحت في مواجهة كل جماعات العنف والتطرف. وأوضح أديب لـ«الاتحاد»، أن نجاح الإمارات في المواجهة على المستوى الفكري كان من خلال التعليم والثقافة والإعلام، ونشر الخطاب الديني المعتدل، إضافة إلى تفرد الإمارات في تعزيز قيم السلام والتسامح والتعايش وقبول الآخر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©