الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صحف العالم تواصل احتفاءها بـ«معاهدة السلام» التاريخية: لحظة فارقة تطوي صفحة «الدبلوماسية التقليدية»

صحف العالم تواصل احتفاءها بـ«معاهدة السلام» التاريخية: لحظة فارقة تطوي صفحة «الدبلوماسية التقليدية»
19 سبتمبر 2020 00:17

 دينا محمود (لندن)

واصلت كبريات الصحف العالمية احتفاءها بالتوقيع التاريخي على معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل، واصفةً ذلك بـ«لحظة فارقة» في تاريخ المنطقة والعالم، تطوي صفحة الدبلوماسية التقليدية، وتُشكل بداية لتحقيق حلم شعوب الشرق الأوسط، في أن تحظى بالأمن والاستقرار.
ومن جانبها، أكدت صحيفة «دَيلي تليجراف» البريطانية أن التوقيع رسمياً على المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية، يمثل «لحظة تاريخية على صعيد جهود إحلال السلام في الشرق الأوسط»، موضحة أن كل المؤشرات تفيد بأن هذه الخطوة ستُكلل بالنجاح، وستدفع مزيداً من دول المنطقة، للسير على الدرب نفسه.
وشددت الصحيفة في افتتاحية لها، على أن بوسع هذه المعاهدة، وكذلك «إعلان دعم السلام» بين البحرين وإسرائيل، مواجهة مختلف التحديات، وإحباط «أي محاولات يائسة» ترمي لإيقافهما، مُشيرة إلى أن ما تقوم به قوى التطرف والكراهية في الشرق الأوسط، للتشويش على هذا التحرك الدبلوماسي الشجاع «كان متوقعاً» ولن يحقق أهدافه.
وأكدت الافتتاحية أن المبادرة الإماراتية التاريخية، تعكس اقتناعاً بأن «تحقيق السلام والاستقرار»، هو السبيل الوحيد لكي تنعم شعوب المنطقة بالتنمية والازدهار، لاسيما أن ذلك يفتح الباب أمام «التعاون دون حدود بين مختلف الدول، بما لديها من طاقات وموارد، تتنوع ما بين قوى عاملة وثروات وقدرات في مجالات الابتكار والتكنولوجيا».
وقالت الصحيفة: «إن معاهدة السلام تبرهن للجميع على أن التقارب بين العرب والإسرائيليين يوفر الفرصة الوحيدة القابلة للحياة والاستمرار، لإنهاء دورة العنف في منطقة الشرق الأوسط».
وبحسب الافتتاحية، تشي كل المعطيات المتوفرة بأن تلك المعاهدة تدشن بالفعل «فجر عصر جديد» في المنطقة، كما جاء على لسان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خلال المراسم التي شهدها البيت الأبيض يوم الثلاثاء الماضي، للتوقيع عليها، وعلى إعلان دعم السلام مع البحرين. 

أمل حقيقي
وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة «ذا هيل» الأميركية أن المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية، تُشكل «أملاً جديداً وحقيقياً للسلام في الشرق الأوسط، ونقطة تحول فريدة من نوعها على صعيد الوضع في هذه المنطقة». 
وأبرزت الصحيفة، ذات الثقل في الأوساط السياسية والتشريعية في واشنطن، «الشجاعة والبطولة» اللتين أبداهما القادة الذين مضوا على هذا الدرب، نظراً لإدراكهم المسبق لما سيواجهونه من مزايدات ومحاولات للمتاجرة بشعارات زائفة، من قبل القوى الرافضة للسلام والداعية للعنف والمتحالفة مع الجماعات المتطرفة والإرهابية، على الساحة الإقليمية.
وأكدت «ذا هيل» أن كل محاولات التشويه مصيرها الفشل، «تماماً كما حدث مع نظيرتها، التي لاحقت مبادرة الرئيس المصري الراحل أنور السادات بزيارة إسرائيل في عام 1977، وما تبع ذلك من توقيع معاهدة للسلام بين البلدين»، قائلة: «إنه على الرغم من رد الفعل الغوغائي الذي قوبل به السادات في تلك الحقبة، فما تزال اتفاقيات السلام قائمة، وكذلك ما أسفرت عنه، من استعادة مصر لسيادتها على شبه جزيرة سيناء».
ومن هذا المنطلق، سيؤدي التوقيع على «معاهدة السلام» التاريخية بين الإمارات وإسرائيل، إلى أن «تتوفر للفلسطينيين بداية جديدة، حتى ولو لم يدرك بعضهم ذلك الآن، لا سيما أن غالبيتهم تحت سن الخامسة والثلاثين، وهو ما يجعلهم يحتاجون لوظائف ومنازل لأنفسهم، ومستشفيات ومدارس لأطفالهم» وهي أمور لن تتوافر بالقدر الكافي، إلا عندما يتم التوصل إلى تسوية دائمة للصراع بينهم وبين الإسرائيليين.
وشددت الصحيفة الأميركية على أن المعاهدة الأخيرة، تنهي «جموداً خيم على الشرق الأوسط طيلة نصف قرن تقريباً، وتُهيئ الفرصة لشعوب المنطقة، لكي تمضي باتجاه مزيد من التقارب والفهم المشترك وتبادل الأفكار لا البضائع فحسب، وهو ما قد يفضي إلى خلق روابط جديدة بين الشباب العرب والإسرائيليين، ليحل الأمل الذي يُفعم نفوسهم، محل المرارة التي طالما سيطرت على نفوس من هم أكبر سناً».
وخَلُصَت للقول: «إن التحرك الإماراتي على درب السلام، من شأنه أن يقود في نهاية المطاف، إلى بلورة سلام عادل ودائم، يقوم على حل الدولتين، الذي كان كثيرون يخشون من أنه بات في طي النسيان، وهو ما يؤكد أن ما حدث في الحديقة الجنوبية للبيت الأبيض منتصف الأسبوع الماضي من مراسم توقيع تاريخية، كان حقاً نقطة تحول بكل معنى الكلمة». 

وجه جديد
ومن جانبه، أكد موقع «إي يو ريبورتر» الإخباري الأوروبي، أن المعاهدة التاريخية بين الإمارات وإسرائيل، وما رافقها من إعلان لدعم سلام بين المنامة وتل أبيب، يشكلان تعبيراً عن «الوجه الجديد لمنطقة الشرق الأوسط، ويمثلان تحولاً تاريخياً، لا يعكس فقط التغييرات الهائلة الجارية داخل الدول العربية ومجتمعاتها، وإنما يكشف كذلك عن تبدل الآليات القديمة التي كانت تحكم هذه المجتمعات، الأمر الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير العالم بأسره».
وفي مقال تحليلي نشره الموقع، شددت المحللة الإيطالية فياما نيريستاين، على أن أجواء الانفراج الدبلوماسي غير المسبوقة حالياً في الشرق الأوسط، تعني أن «تاريخاً جديداً بات الآن في طور التكوين، لا سيما في ضوء أن التحركات الأخيرة، تفضي إلى تشييد جسر بين أبناء الديانات السماوية الثلاثة»، التي كان الشرق الأوسط مهداً لها.
واعتبرت نيريستاين أن الانعكاسات الفعلية لـ«التقارب بين العرب والإسرائيليين، والتي ستتجسد في التبادل المرتقب للزيارات، وفتح الأبواب على مصاريعها للتنقل، تمثل معجزة حقيقية، وتعزيزاً لمشاركة الخبرات في مجالات حياتية، مثل الطب والزراعة والتكنولوجيا الدقيقة». 
وأبرزت المحللة المخضرمة الترحيب الإقليمي والدولي الواسع، الذي تحظى به المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية، منذ الإعلان عنها منتصف الشهر الماضي. وأشارت إلى أن ذلك يؤكد أن إقامة العلاقات الاعتيادية أمر قادم لا محالة، بين مزيد من دول المنطقة، وفي القريب أيضاً. 
وقالت: «إن الوقت لم يفت بعد، لكي ينضم الفلسطينيون إلى الركب الحالي، وألا يستسلموا لدوامة التشدد، التي تحاول بعض قوى المنطقة إبقاءهم فيها»، خصوصاً بعدما رأوا بأعينهم أوّل ثمار معاهدة السلام بين الإمارات وإسرائيل بالنسبة لهم، والمتمثلة في وقف خطط حكومة بنيامين نتنياهو، لضم نحو ثلث مساحة الضفة الغربية. 

شجاعة وحكمة
أكد المحلل السياسي المخضرم جيمس كارافانو أن الحدث التاريخي الذي شهدته واشنطن قبل أيام، يشكل البداية الفعلية لوضع أسس «السلام الحقيقي في الشرق الأوسط».
وعزا كارافانو، في تصريحات له على موقع شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية، النجاح في الوصول إلى هذه اللحظة التاريخية، إلى تبني طرق غير تقليدية، في التعامل مع الوضع المعقد في هذه المنطقة، التي تُوصف عادة بالمضطربة، وتحلي الأطراف المعنية بشجاعة ممزوجة بالحكمة، لتحدي مختلف الأساليب العتيقة البالية، وهو ما قاد لتحقيق هذا «الإنجاز الاستثنائي للغاية».
وأشار إلى أن ذلك هو ما دفع كثيرين، لترشيح الرئيس الأميركي ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام، مكافأة له لدور الوساطة، الذي اضطلع به للتوصل إلى «اتفاقيات سلام كان البعض يظن أنها مستحيلة». 

حراك دبلوماسي 
تبنت صحيفة «ذا أستراليان»، أيضاً، رؤية متفائلة تجاه معاهدة السلام، إذ وصفتها بـ«الانتصار الرائع الحاسم»، الذي يطوي صفحة «الدبلوماسية التقليدية»، التي فشلت طيلة عقود، في بلورة رؤية متماسكة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. 
وقالت في افتتاحيتها: «إن النهج الجديد، الذي اضطلعت فيه الإمارات بدور ريادي، أدى إلى إنهاء المأزق، الذي ظلت شعوب المنطقة أسيرة له خلال الفترة الماضية»، ويمهد ذلك الطريق أمام حلول مستقبل يتعايش فيه الجميع في سلام ورخاء، باختلاف دياناتهم وجنسياتهم، كما جاء على لسان الرئيس الأميركي قبل أيام.
وشددت الصحيفة الأسترالية واسعة الانتشار، على أن الحراك الدبلوماسي الراهن، يعكس «سأم المنطقة والعالم من المواقف الرافضة باستمرار للتفاوض على نحو واقعي، من أجل التوصل إلى تسوية لنزاعات مزمنة طال أمدها».
وقالت: «إنه لا يمكن لأحد إنكار أن المعاهدة التاريخية غيرت قواعد اللعبة في الشرق الأوسط، وأنها تعكس تبدل الرؤى التي يؤمن بها شعوب المنطقة، إلى حد جعل جامعة الدول العربية نفسها ترفض بإصرار تبني أي خطاب تحريضي ضد هذه المعاهدة».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©