الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الفاو»: حلول دائمة للتحديات الغذائية والزراعية الطارئة

جانب من المشاركين
23 سبتمبر 2020 03:26

إبراهيم سليم (أبوظبي)

وافق وزراء من منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا على إعلان وزاري تاريخي يضع حجر الأساس لتعزيز التعاون في المنطقة لبناء حلول دائمة للتحديات الغذائية والزراعية الطارئة والملحة، بهدف التعافي من تأثيرات جائحة «كوفيد- 19» وتحويل النظم الغذائية، جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الإقليمي الخامس والثلاثين لمنطقة الشرق الأدنى في ختام أعماله أمس والذي شاركت في فعالياته معالي مريم المهيري وزيرة دولة للأمن الغذائي والمائي، واستعرضت خلال مشاركتها تجربة الإمارات خلال الجائحة.
وتم اعتماد الإعلان الوزاري، الذي استضافته سلطنة عمان عبر الإنترنت، وشارك فيه 30 دولة عضواً في المنظمة إلى جانب ممثلين عن المنظمات الشريكة والمجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية لمناقشة حلول مبتكرة تتعلق بموضوع هذا العام، وهو «إجراء التحول في النظم الغذائية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة».
ويركز الإعلان على كيفية تعاون الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية والعمل معاً للقضاء على الجوع والفقر، وضمان توفير أنظمة غذائية صحية للجميع، ومواجهة التحديات المتزايدة المتمثلة بندرة المياه والتغير المناخي والآفات والأمراض العابرة للحدود.
كما يقر الإعلان بضرورة حشد الدعم المالي والفني والتعاون لتمويل الاستثمارات والابتكارات الضرورية للزراعة وإدارة المياه وسلاسل القيمة الغذائية والمؤسسات التي ستقود إلى هذه الحلول.
وفي كلمته للمؤتمر الإقليمي، سلط المدير العام للمنظمة، شو دونيو، الضوء على أربعة عناصر مهمة لا بد من توافرها لإطلاق عجلة التحول في الريف وتحفيز النمو الاقتصادي والمساعدة على تحويل النظم الغذائية في الإقليم، وهي: وجود سياسات متعددة القطاعات وجيدة التصميم بما يخلق بيئة مواتية، والابتكار في العمليات والمدخلات الزراعية، واستثمارات عامة وخاصة محددة الأهداف، والنشاط الزراعي الحيوي.
كما أقرت دول منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا بأهمية صغار المزارعين الأسريين وصيادي الأسماك والدور المحوري الذي تلعبه النساء على طول سلسلة القيمة الغذائية، وضرورة خلق المزيد من فرص العمل للشباب في مجال الزراعة.

مبادرة «يداً بيد» 
وفي ضوء تأثيرات أزمة «كوفيد- 19»، شدد الوزراء على أهمية التضامن الإقليمي والعالمي في الاستجابة لهذه الجائحة العالمية، ورحبوا بالمساعدة والموارد التي تلقوها من المنظمة خلال الأشهر الأخيرة، وأكدوا دعمهم للبرنامج الشامل للمنظمة للاستجابة والتعافي من «كوفيد- 19» وخطة الاستجابة الإقليمية الخاصة بها، بما يؤكد أن مجالات العمل ذات الأولوية هي ذات صلة ومتسقة مع احتياجات وأولويات بلدان المنطقة.
كما رحب الإعلان أيضاً بمبادرة يداً بيد وصادق عليها باعتبارها مبادرة شراكة شاملة لتعزيز وتقوية التعاون الثنائي والمتعدد الأطراف في مجال رعاية الابتكار والتقنيات في أنظمة الأغذية والزراعة، وتعبئة الموارد وتحقيق التضامن، وتسريع وتيرة تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتحويل النظم الغذائية.
ووفقاً للمؤتمر، يجب أن يأتي هذا التحول من خلال تطوير سلاسل القيمة التي تراعي الفوارق بين الجنسين، والابتكارات الفنية المتاحة للجميع، والرقمنة التي تربط المزارعين ومؤسساتهم بالأسواق، والمبادرات التي تستهدف تعزيز التمكين الاجتماعي والاقتصادي في المجتمعات الريفية، ولا سيما بين النساء والشباب.
ووصف رئيس المؤتمر الإقليمي معالي الدكتور سعود بن حمود الحبسي، وزير الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في سلطنة عمان، المؤتمر بأنه «استراتيجي»، مشيداً بجهود المدير العام للمنظمة في وضع رؤية جديدة للمنظمة تهدف إلى تحقيق مزيد من الكفاءة في برامجها ومبادراتها على الصعيدين القطري والإقليمي، وذلك يشمل النهج المبتكر المعتمد في مبادرة «يداً بيد»، مؤكداً «كشفت جائحة «كوفيد- 19» الأهمية المحورية للأمن الغذائي في التنمية الاقتصادية لبلدان المنطقة، وأدعو الجميع إلى استجابة منسقة في مواجهة الجائحة لمساعدة البلدان في كفاحها لضمان الإنتاجية الزراعية وإمكانية الوصول إلى الغذاء».

نظم غذائية مستدامة
عبر عدد من الوزراء وممثلي الدول الأعضاء عن مخاوفهم وأولوياتهم بشأن طرق الاستجابة للاضطرابات الناجمة عن جائحة «كوفيد- 19» وكيفية تسريع التقدم نحو نظم غذائية مستدامة، خلال اجتماع طاولة مستديرة رفيعة المستوى عقدت ضمن فعاليات مؤتمر منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا.
وأكد العديد من المشاركين، أن أزمة «كوفيد- 19» وضعت مزيداً من الضغط على النظم الغذائية الإقليمية التي كانت تواجه أصلاً العديد من التحديات، مثل الزيادة السريعة في عدد السكان، وتأثيرات التغير المناخي، والندرة الحادة للمياه، وتدهور الموارد الطبيعية، كما أشار المتحدثون أيضاً إلى الفيضانات وغزو الجراد الصحراوي.
وأعرب المشاركون أيضاً عن مخاوف تتعلق بأسعار السلع الغذائية واضطرابات التجارة، كما دعا المشاركون إلى مواجهة العديد من التحديات، من حلال استجابة إقليمية أكثر تكاملاً، حتى تؤدي إلى استثمارات أكبر وأفضل، بما في ذلك من القطاع الخاص، وقالوا: إن المنظمة يمكن أن تكون المنسق الرئيسي لهذه العملية.
وفي كلمتها قدمت نائبة المدير العام للفاو بيث بيكدول، 12 عنصراً رئيسياً من عناصر خطة مقترحة للمنطقة تتعلق بمواجهة جائحة «كوفيد- 19». وتشمل العناصر البرامج الإنسانية، والبيانات، والتحليل ودعم السياسات، والدعوة للحماية الاجتماعية لأصحاب الحيازات الصغيرة وفقراء الريف، وخططاً لتعزيز التمكين الاقتصادي للشباب والنساء، ونهج «الصحة الواحدة» لمكافحة الآفات والأمراض النباتية والحيوانية العابرة للحدود، وتعزيز معايير سلامة الأغذية والمرونة التجارية، ودعم الابتكار الرقمي الذي يمكن لصغار المزارعين الوصول إليه، وسلاسل القيمة الشاملة ونماذج الأعمال الغذائية الزراعية الأقوى. كما أن تعزيز النظم الغذائية الصحية ودعم المشاريع الزراعية في هذه المنطقة التي تشح فيها المياه تعتبر من الأولويات الرئيسية والمستمرة.
وأجمع المشاركون في الاجتماع على أهمية تركيز مبادرة المنظمة «يداً بيد» على ضم شركاء جدد لدفع التحول الريفي والنمو والقضاء على الفقر والجوع مرة واحدة وإلى الأبد في جميع أنحاء المنطقة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©