الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الإمارات للاستمطار» يختبر كفاءة مواد جديدة لتلقيح السحب في أميركا

خلال عمليات الاستمطار (من المصدر)
23 سبتمبر 2020 03:26

أبوظبي (الاتحاد)

بدأ برنامج الإمارات للاستمطار، تحت إشراف المركز الوطني للأرصاد، حملة بحثية في ولاية تكساس الأميركية، لاختبار فعالية المواد النانوية المبتكرة في توزيع حجم القطرات وعمليات تلقيح السحب، وذلك تتويجاً للتجارب المخبرية ودراسات النمذجة العددية، التي أجراها البرنامج على مدى السنوات الأربع الماضية، والاختبارات العملية الناجحة، التي تمت في أجواء أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة العام الماضي.
وتمثل الحملة جهداً مشتركاً بين العلماء الحاصلين على منحة البرنامج للاستفادة من النتائج البحثية والقدرات المتاحة لديهم، لتطوير تقنيات جديدة في مجال الاستمطار، حيث قامت البروفيسورة ليندا زو، الأستاذة في جامعة خليفة والحاصلة على منحة برنامج الإمارات للاستمطار في دورته الأولى، بتطوير مواد تلقيح السحب باستخدام تقنية النانو، فيما يقوم الدكتور بول لوسون، الحاصل على منحة الدورة الثانية للبرنامج والباحث العلمي في شركة «سبيك» في الولايات المتحدة الأميركية، باختبار كفاءة هذه المواد. 
ويهدف مشروع البروفيسورة ليندا زو، إلى تحسين فعالية تقنيات تلقيح السحب في زيادة هطول الأمطار، من خلال هندسة الخصائص النانوية لمواد التلقيح لتسريع وإطالة عملية تكثيف بخار الماء، وهي مرحلة أساسية في تكون قطرات المطر، ونجح المشروع في تطوير مركب يحتوي على مواد نانوية الحجم، والحصول على براءة اختراع له بعد أن أثبت كفاءته في تعزيز هطول الأمطار أثناء دراسات النمذجة والتجارب المخبرية، كما توصل المشروع إلى التقنيات والإجراءات اللازمة لإنتاج هذه المواد بتكلفة معقولة لتلبية الكميات المطلوبة لإجراء عمليات تلقيح السحب.
وقد تم اختيار مدينة تكساس الأميركية لتنفيذ الحملة، بسبب أجوائها النقية، مما يتيح فرصة مثالية لمراقبة التأثيرات الفيزيائية الدقيقة للمواد النانوية في الجزء الدافئ من السحب الركامية، والتي تشبه في خصائصها السحب الملقحة في سماء دولة الإمارات، مما سيضمن فعالية هذه المواد للاستخدام في بيئات مختلفة للغلاف الجوي، وذلك تماشياً مع خطة البرنامج لإنتاج كميات أكبر من المواد النانوية، واقتراحها للاستخدام في برامج تلقيح السحب الأخرى حول العالم.
وقال الدكتور عبدالله المندوس، مدير المركز الوطني للأرصاد، رئيس الاتحاد الآسيوي للأرصاد الجوية: تأتي هذه الحملة استكمالاً للجهود التي يبذلها المركز الوطني للأرصاد، في سبيل تطوير حلول مبتكرة لمعالجة قضايا شح المياه على مستوى العالم.
ومن جانبها، قالت علياء المزروعي، مدير برنامج الإمارات للاستمطار: «نحرص على توفير كافة أشكال الدعم وأفضل المرافق والإمكانيات لعلمائنا، من أجل تسهيل اختبار فعالية التقنيات التي يطورونها في عمليات الاستمطار، بما يسهم في تسريع تطوير حلول جديدة».
وتستخدم في الحملة طائرة بحثية من طراز«ليرجيت»، معدة خصيصاً ومجهزة بمعدات متطورة وفائقة الدقة، لأخذ القياسات وجمع البيانات حول مراحل نمو الهباء الجوي الدقيق إلى قطرات السحب، ومن ثم إلى قطرات مطر يصل حجمها إلى مليمتر.
وتتضمن الحملة طلعتين إلى ثلاث طلعات جوية، تستغرق كل واحدة منها نحو ساعتين إلى ثلاث ساعات، ويتم خلالها إطلاق شعلتين على الأقل في كل سحابة مراد تلقيحها بناءً على خصائصها، وسيتم استخدام نحو 40 شعلة خلال الحملة التي يجري تنفيذها، وذلك بالتنسيق مع طائرة تلقيح السحب التابعة لمقاطعة تكساس ووتر.
ويشار إلى أن الطائرة المستخدمة في الحملة، ستقوم بالتحليق تحت قاعدة السحب وإطلاق شعلتين في التيار الصاعد وتستمر في اختراق السحب، من خلال الانحراف يميناً وعلى ارتفاع 500 إلى 1000 قدم تقريباً فوق قاعدة السحب، لتتقاطع عمودياً مع التيار الصاعد، على أن يتم تلقيح 5 سحب على الأقل للحصول على ظروف السحب الطبيعية ومقارنتها مع السحب الملقحة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©