الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

كبار المواطنين مصدر فخرنا

كبار المواطنين مصدر فخرنا
30 سبتمبر 2020 23:01

معالي حصة بنت عيسى بوحميد*

اليوم 1 أكتوبر «يوم المسن العالمي». وهذا العام 2020 يصادف الذكرى 30 ليوم المسن، وهو عام ظهور جائحة كوفيد-19، لذلك جاء احتفاء الأمم المتحدة بـ«كبار السن» تحت شعار تعزيز حماية كبار السن عالمياً.. كل ذلك يصب في خانة «ضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع في جميع الأعمار»، وهو الهدف الثالث من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030.
هذا اليوم الذي يمهّد ويؤكد أولوية رعاية وحماية كبار السن عالمياً، خلال الأوبئة وما بعدها، يستظل بمجموعة من الأهداف تتضمن رفع مستوى الوعي بالاحتياجات الصحية الخاصة لكبار السن وإسهاماتهم في صحتهم وفي المجتمعات التي يعيشون فيها، وزيادة الوعي والتقدير لدور القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية في الحفاظ على صحة كبار السن وتحسينها، مع إيلاء اهتمام خاص لمهنة التمريض، وزيادة فهم تأثير جائحة كوفيد-19 على كبار السن وعلى سياسة الرعاية الصحية والتخطيط.
كبار السن هم «كبار المواطنين» في دولة الإمارات العربية المتحدة، يعيشون في كنف رعاية حكومية نموذجية، أساسها تعاليم الدين الإسلامي والقيم الأصيلة المتجذرة و«السنع» الذي تتوارثه الأجيال بقناعة مستدامة.
لنعدْ قليلاً إلى ما قبل الجائحة، إلى أكتوبر 2018، حيث أطلقت حكومة دولة الإمارات «السياسة الوطنية لكبار المواطنين»، للارتقاء بجودة حياتهم، وضمان مشاركتهم الفاعلة والمستمرة ضمن النسيج المجتمعي في الدولة، تزامناً مع توجيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بتغيير مصطلح «كبار السن» إلى «كبار المواطنين».
سموه، عَكَسَ نهج دولة، ورؤية حكومة، وثقافة مجتمع، حين قال: «كبار المواطنين هم كبار في الخبرة وكبار في العطاء، ولا يمكن تحقيق التماسك الأسري والتلاحم المجتمعي إلا بضمان الحياة الكريمة لهم.. كبارنا هم الشباب الذي لا ينضب عطاؤهم، وأحث أبناء الإمارات على أن ينهلوا من تجاربهم وخبراتهم وأن ينتهجوا ثقافة العطاء والتفاني والإخلاص.. لا يمكن أن ننسى كل ما قدمتم ولا زلتم تقدمون لدولة الإمارات، ونقول لكم أنتم فخرنا وقدوتنا.. راحتكم، وصحتكم، واستقراركم، وجودة حياتكم واجب إنساني ووطني، وحكومة الإمارات ترد الجميل دائماً لكل من يساهم في نهضتها».
الكبير في ثقافة مجتمع الإمارات هو الأهم.. يتقدم الصفوف، وتفتح له الأبواب، ولا يُقال له إلا «تم».. هكذا هي المعادلة في دولة تأسست على مبدأ التماسك والتلاحم. هذه المعادلة تعكسها مبادئ وسياسات وإنجازات متلاحقة. 
السياسة الوطنية لكبار المواطنين، ارتكزت على 4 أهداف استراتيجية، و7 محاور رئيسية، و26 مبادرة ومشروعاً مستداماً، تتشارك الوزارة في تنفيذها مع مختلف المؤسسات والهيئات الحكومية والخاصة، بما يضمن تحقيق المستهدفات على أرض الواقع، وصولاً لأهداف مئوية الإمارات 2071، ورؤية «أسعد شعوب العالم».
الرعاية الصحية، والتواصل المجتمعي والحياة النشطة، واستثمار الطاقات والمشاركة المدنية، والبنية التحتية والنقل، والاستقرار المالي، والأمن والسلامة، وجودة الحياة المستقبلية.. 7 محاور أساسية للسياسة التي صُممت في إطار تطوير الخدمات الاجتماعية للفرد ما بعد سن الــ60.. وفي غضون أقل من عامين على إطلاق السياسة، بلغ عدد كبار المواطنين المستفيدين من مبادراتها 14.400 شخص.
أما القانون الاتحادي رقم 9 لسنة 2019 بشأن حقوق كبار المواطنين، الذي جاء بعد عام على إطلاق السياسة، فقد وُجد لضمان تمتع كبار المواطنين بالحقوق والحريات الأساسية التي كفلها الدستور، والمعلومات والخدمات المتعلقة بحقوقهم، وتوفير الرعاية والاستقرار النفسي والاجتماعي والصحي لهم.. هي أيضاً 7 حقوق: الحق في الاستقلالية والخصوصية، الحق في الحماية، الحق في البيئة المؤهلة والسكن والتعليم والعمل وتعزيز الاستفادة من قدراتهم، الحق في الحصول على الخدمات الاجتماعية، الحق في الرعاية الصحية، الحق في الحفاظ على سرية معلوماتهم وبياناتهم، وأخيراً الحق في المعاملة التفضيلية.
هذه المعاملة التفضيلية التي ننتهجها في وزارة تنمية المجتمع أفضت إلى مبادرات نوعية تمس حياة كبار المواطنين والأسرة والمجتمع عموماً، مجموعة خدمات وامتيازات سيتم الإعلان عنها لاحقاً، وأندية نهارية على شكل مؤسسات أسرية متكاملة ضمن مراكز التنمية الاجتماعية التابعة للوزارة.
ما يقارب 50% من الدعم الذي تقدمه وزارة تنمية المجتمع لمختلف فئات المجتمع موجّه لكبار المواطنين.
الوزارة قامت أيضاً بترخيص 4 جمعيات نفع عام معنية بكبار المواطنين والمتقاعدين وبر الوالدين. «مساعي الخير» و«سواعد زايد» مبادرتان إضافيتان تتشاركهما الوزارة مع جهات أخرى لدعم كبار المواطنين. و«انتو عيدنا» مبادرة أخرى نعايد بها كبار المواطنين في مختلف أماكن تواجدهم. 
الوزارة وبالتعاون مع المؤسسة الاتحادية للشباب، أطلقت خلال الفترة الماضية من الحجز المنزلي، «الدليل الإرشادي للاعتناء بكبار المواطنين أثناء انتشار الأوبئة».
تلك بعض الحقائق المشرقة التي تكشف اهتمام القيادة ودعم الحكومة وتقدير المجتمع لكبار المواطنين، كبارنا يحظون بالأهمية المجتمعية والأولوية في الخدمات الاستباقية.. فعلاً وليس قولاً، كبار المواطنين في دولة الإمارات حالة استثنائية.

*وزيرة تنمية المجتمع

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©