الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مجازفة.. والمسؤولية على الأسرة

مجازفة.. والمسؤولية على الأسرة
25 أكتوبر 2020 00:57

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

اعتبر معلمون وأولياء أمور في أبوظبي الدروس الخصوصية في ظل جائحة «كورونا» مجازفة، تتحمل مسؤوليتها الأسرة.
وقال راشد هاشم، معلم، إن خطورة الدروس الخصوصية في مثل هذه الظروف التي تمر بها مختلف البلدان في ظل جائحة «كورونا» أكبر من أن تحصر، فقد يتسبب المعلم في إيذاء العشرات في حال حمله الفيروس دون أن يدري، فينقل المرض لطالب ومن ثم لأسرته، ومن ثم المحيطين بالأسرة وهكذا.. 
ودعا إلى الاستفادة من الخدمات التي تقدمها وزارة التربية والتعليم عبر منصاتها، وعدم المجازفة باستقبال أحد، سواء كان معلماً أو غيره، فبعض الأسر قد تجازف بابنها أو ابنتها وقد تؤذيه دون قصد، فالحذر مطلوب، وهي أزمة وستمر، والالتزام بالإجراءات الاحترازية ضروري.
وقال إن الدروس الخصوصية كانت قبل أزمة «كورونا» مرهقة لميزانيات الأسر، والآن ونحن في ظل الجائحة التي ضربت العالم، أصبح الأمر خارجاً عن نطاق ميزانية الأسرة ويتعداها لصحة وسلامة الأفراد والمجتمع.
ودعا الأسر إلى تجنب هذه الممارسات إن وجدت، فصحة الأبناء والبنات أثمن من أي شيء، والتركيز على متابعة الحصص الدراسية في التعليم عن بُعد، ومراجعة الدروس أولاً بأول لتحصيل العلوم، والوزارة والمعلمون لن يقصروا.
وقالت زينب محمد، معلمة، لو طلبت أم أو أب درساً خاصاً لن أقبل خوفاً على نفسي وعلى الطالب أو الطالبة وأسرته، فقد لا يظهر أثر الإصابة بالفيروس عليّ شخصياً، فأتسبب في إيذاء طالب وأسرة، والعكس أيضاً صحيح، قد يكون أحد أفراد الأسرة حاملاً للفيروس فتحدث الإصابة، مشيرة إلى أنها تبذل قصارى جهدها لإيصال المعلومة إلى الطلبة، وعلى الأسرة متابعة تحصيل الطالب، خاصة الالتزام أثناء الحصص، والالتزام بالواجب المدرسي، وأنها تتلقى أي استفسار من جانب الطلبة في أي وقت وحتى بعد انتهاء الدوام المدرسي.. وأكد محمد أبو الخير، معلم، أن «صحة الطالب وسلامته أولوية، وهواتفنا مفتوحة للإجابة عن أي استفسار، وأشعر بسعادة بالغة عندما يتواصل معي أحد طلبتي لإيضاح مسألة أو معلومة غابت عنه ويريد أن يستوثق منها، وحالي حال كل معلم، حسبما أعتقد، ونبذل أقصى ما يمكن من مجهود لحصول الطلبة على المعلومة الكاملة والتعليم الجيد، وهم أمانة في أعناقنا وسنحاسب عليها، ونحن نمر بأزمة تتطلب تضافر كل الجهود، وعلى الأسر القيام بدورها من خلال المتابعة والحرص على أن يكون الطالب ملتزماً داخل المنزل بمتابعة الدروس اليومية من خلال التعليم عن بُعد، وقد لا يلتزم بعض الطلبة أثناء الحصص وعدم التركيز هذا يفقدهم الكثير، وأنا كمعلم لن أخاطر بنفسي أو بالطلبة من أجل دراهم معدودة، وبسببها قد يؤذي أحدنا الآخر بغض النظر عن مسألة الغرامة لأن هذا مبدأ، وقد يخالف ذلك البعض وهذا أمر وارد، وعلى الأسر عدم المخاطرة فالأمر بيدها».
وقالت أم تيم: «مسألة الدروس الخصوصية كانت قبل (كورونا) مسألة اعتيادية، ولا يخلو بيت لديه طالب من الاستعانة بمعلم أو معلمة، ولكن مع هذا الوضع أتحامل على نفسي، وبدأت أذاكر مع أبنائي، وسجلتهم من البداية في التعليم عن بُعد، ولمست مدى حرص المعلمين على الطلبة، وإنْ حدثت مشكلات تقنية أحياناً تتم إعادة الدرس أو إرسال الفيديو عبر (الجروبات)».
وقالت أم محمد: «نتابع جائحة (كورونا) منذ البداية، ونعلم خطورة الإصابة، وأبنائي لم أنجبهم لأخاطر بهم، وكان من الأسهل عليّ أن أدرس المنهج وأحضر الدروس في الصف (أون لاين)، وفور انتهاء اليوم الدراسي أراجع المواد مرة أخرى لتمكين المعلومة، وننتظر الواجب المدرسي، وأتنافس في الحل مع أبنائي، ونجحنا في أن نجتاز الفترة السابقة ومستوى التحصيل كان عالياً يوماً بعد يوم، وللأمانة المعلمات على درجة عالية من الصبر والتحمل ونتواصل عبر (الجروبات)، والآن أصبحنا شركاء.. وأقول لا للدروس الخصوصية في هذه الأزمة أو بعدها، وتساءلت كيف لولي أمر أن يخاطر بعائلته اعتقاداً منه أنه بذلك يساعد ابنه، وكيف لمعلم أن يقبل إيذاء طلبته وأسرهم بسبب الدروس الخصوصية في هذا الوقت الدقيق؟».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©