الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أصحاب الهمم «فرسان الخمسين»

أصحاب الهمم «فرسان الخمسين»
27 أكتوبر 2020 00:06

بدرية الكسار (ابوظبي)

في بلد تضع الناس جميعاً في رأس الأولويات، يحظى أصحاب الهمم بعناية كبيرة في قوانين وسياسات الدولة، كما يحظون ببرامج متنوعة في المؤسسات كافة، وذلك منذ بداية الاتحاد عام 1971، حيث عمل المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وإخوانه المؤسسون على تمكين هذه الفئة ودمجها في شتى مجالات العمل، وذلك عبر العديد من المؤسسات المختصة بشؤون هذه الفئة، وتمضي دولة الإمارات نحو الخمسين عاماً المقبلة وأصحاب الهمم يشكلون مكوناً أساسياً في خطط التنمية والازدهار. وأكد عبدالله عبدالعالي الحميدان الأمين العام لمؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أن المؤسسة تعمل على إنشاء برامج أكاديمية تعليمية لاستقطاب المواطنين في مجال التدريس «التربية الخاصة لتأهيل أصحاب الهمم» ومعالجين «الوظيفي والنطق»، وتعمل المؤسسة على إبرام اتفاقيات مع الجامعات بهدف إنشاء تخصصات تخدم مجالات رعاية وتأهيل أصحاب الهمم، ومن أبرز التحديات التي تواجه المؤسسة السعي نحو تمكين أصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع، لاسيما في سوق العمل، وهو أمر يحتاج إلى بذل مجهودات من قبل المؤسسة وإلى تعاون المؤسسات والدوائر والشركات الحكومية والخاصة.

وقال الحميدان: جميع المشاريع القائمة من قبل المؤسسة والمشاريع الجديدة التي ستقوم بها خلال المرحلة المقبلة تسعى للتصدي إلى هذا التحدي، واستيعاب قوائم الانتظار كافة، وتوسيع الخدمات القائمة لمصابي التوحد، من خلال مجموعة من المشروعات تعتبر الأولى من نوعها، لتطوير خدماتها بما يسهم في تحقيق السعادة لمنتسبيها ولأصحاب الهمم بشكل عام، والخدمات التي تقدمها المؤسسة لأصحاب الهمم مجانية. وأوضح أن المؤسسة تشتمل على 13 مركزاً، وهي مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل ويضم 379 حالة، ومركز العين للرعاية والتأهيل 220 حالة، ومركز أبوظبي للتوحد 146 حالة، ومركز العين للتوحد 86 حالة، ومركز مدينة زايد للرعاية والتأهيل 50 حالة، ومركز المرفأ للرعاية والتأهيل 5 حالات، ومركز غياثي 36 حالة، والسلع 21 حالة، ودلما 1 حالة، والقوع 18 حالة والوقن 12 حالة، ومركز المضيف 63 حالة، ومركز العلاج بركوب الخيل 92 حالة يتلقون جلسات ليصبح العدد الإجمالي في جميع المراكز التابعة للمؤسسة 1042 حالة.
وفي مركز زايد للتأهيل الزراعي والمهني، بلغ عدد المنتسبين 722 طالباً وطالبة، منهم 583 طالباً وطالبة في المركز المهني، وقسم التأهيل الزراعي أحد أقسام إدارة مركز زايد للتأهيل الزراعي والمهني يوجد 139 طالباً وطالبة، ويتكون من وحدتين: وحدة التأهيل الزراعي بأبوظبي بها 94 طالباً وطالبة، ووحدة التأهيل الزراعي في مدينة العين بها 45 طالباً وطالبة، وتم توظيف 116 طالباً وطالبة بعقود عمل. 

احتياجات أصحاب الهمم
وتوفر إمارة أبوظبي لأصحاب الهمم وسائل النقل العامة المختلفة مجاناً أو بأسعار رمزية ومدعومة، كما تراعي احتياجات أصحاب الهمم في المرافق العامة، حيث أصبحت مواقف السيارات وأرصفة الشوارع والممرات وجسور وأنفاق عبور المشاة ومداخل المباني وغيرها سهلة الاستخدام بشكل أكبر من قبل أصحاب الهمم.
وفيما يخص الجانب الترفيهي لأصحاب الهمم، عملت بلدية مدينة أبوظبي على إضافة ألعاب لأصحاب الهمم في الشواطئ بقيمة نصف مليون درهم، وتم إنشاء 10 ممرات لأصحاب الهمم في كافة المواقف المحاذية لحدائق أبوظبي ومداخلها، بالإضافة إلى مداخل الحمامات العامة في الحدائق، كما تمت إضافة وإنشاء مناطق ألعاب تتناسب مع أصحاب الهمم.
ومع نهاية العام الجاري، تنتهي بلدية مدينة أبوظبي من تجهيز وتأهيل ممرات مشاة رياضية في أماكن متفرقة في مدينة أبوظبي والبر الرئيس، يتضمن تركيب 273 معدة لياقة بدينة تتناسب مع أصحاب الهمم، فيما انتهت من تركيب 150 معدة لياقة بدنية موزعة بحدائق ومماشي بمناطق متفرقة بمدينة أبوظبي، بالإضافة إلى توفير 6 من عجلات المياه العائمة، 4 منها على شاطئ الكورنيش و2 على شاطئ البطين، حيث تساعد هذه الأدوات أصحاب الهمم للدخول إلى مياه الشاطئ، وتتيح لهم اللعب من خلال ألعاب مصممة لتتناسب مع احتياجاتهم، ويمكن من خلالها أن يتمتع أصحاب الهمم بمياه البحر، وعيش لحظات جميلة مفعمة بالمرح والسعادة، حيث توفر العجلات العائمة متطلبات الأمن والسلامة لأصحاب الهمم أثناء ممارستهم السباحة والتمتع بمياه الشاطئ.

مساحات ترفيهية 
وضمن إطار حرص بلدية مدينة أبوظبي على توفير مساحات ترفيهية لأصحاب الهمم، تم تضمين 4 حدائق عامة بألعاب تخدم أصحاب الهمم، منطقتا ألعاب لأصحاب الهمم في الحديقة الرسمية ومنطقتا ألعاب في حديقة العائلة، بما يمكنهم من اللعب والترفيه بجانب أقرانهم، بالإضافة إلى معدات ألعاب خاصة، تخدم فقط أصحاب الهمم على سبيل المثال، مستخدمو المقاعد المتحركة بمنطقة الألعاب بالحديقة الرسمية بكورنيش أبوظبي.
مبادرة نيابة الدار
أكد الدكتور علي المنوفي مستشار قانوني بخصوص قانون حماية أصحاب الهمم، أن القوانين الاتحادية في الدولة، أكدت أن من حق أصحاب الهمم المساواة بينهم وبين غيرهم من الأسوياء أمام القانون في جميع الحقوق والحريات المنصوص عليها في القوانين والتشريعات السارية، وتعزيز احترام كرامتهم، مشيراً إلى مبادرة نيابة الدار، والمتمثلة بانتقال أعضاء النيابة العامة للتحقيق مع أصحاب الهمم في أماكن وجودهم، وتوفير مترجم خاص بلغة الإشارة، إلى جانب مبادرة «حاضرين»، والمتمثلة بتوفير جهاز اتصال مباشر مع موظفي خدمة المتعاملين في مواقف النيابة العامة دون الحاجة للنزول من السيارة، والحصول على إصدارات ونشرات بلغة برايل لذوي الإعاقة البصرية. وتصميم الموقع الإلكتروني للنيابة العامة بما يتناسب مع ذوي الإعاقة البصرية، من حيث تكبير محتوى الصفحة، وخاصية تباين الألوان، وخاصية الاستماع إلى الصفحة.

 التعلم الذكي داخل صفوف أصحاب الهمم
قدمت سميرة حرز الله، مدير مركز تنمية القدرات لأصحاب الهمم، مجموعة من التوصيات بشأن مرحلة الخمسين، تشمل أهمية استخدام التعليم الذكي داخل صفوف أصحاب الهمم، وإطلاق مبادرات لتفعيل مواهب أصحاب الهمم في خدمة وعي القطاع المدرسي، مشيرة إلى أن الفترة الماضية خلال جائحة كوفيد ـ 19 شهدت تعزيز الترابط بين الأسر والأبناء من أصحاب الهمم وتطبيق برامج تقنية قادرة على تقديم المحتوى المعرفي والمعلوماتي لهم. من جهته، أوصى محمد المعمري من أصحاب الإعاقة الحركية بتوفير مشاريع استثمارية صغيرة تستفيد منها فئة أصحاب الهمم، مثل محال صغيرة يمكنهم إدارتها أو العمل فيها، حيث طالب البلديات بإنشاء محال تجارية صغيرة بالحدائق أو الأسواق الشعبية وتصميم مثل هذه المحال، بحيث تسمح بتحرك أصحاب الهمم من فئة الإعاقة الحركية داخل هذه المحال بخلاف الاستثمارات الحالية التي تكون محدودة المساحة، ومثال ذلك إنشاء مقهى ومحل للأطعمة والمشروبات في الحدائق تتيح لأصحاب الهمم إدارتها، مما يسهم في توظيف هذه الفئة، وفتح باب الاستثمار أمامهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©