الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات تقود نهضة علمية عربية في مجال علوم الفضاء

المشاركون في الندوة (من المصدر)
7 فبراير 2021 00:41

عمان (الاتحاد)

 في إطار جهود وكالة الإمارات للفضاء لتبادل الخبرات وتضافر الجهود مع الأشقاء العرب، نظمت الوكالة، أمس، ندوة علمية خاصة عبر «الإنترنت» لبحث التداعيات الإيجابية والنتائج المهمة لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل» وأثره العلمي على المستويين العربي والعالمي، بمشاركة المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء لغرب آسيا - الأمم المتحدة - الأردن.
وتأتي هذه الندوة، ضمن سلسلة من الندوات التي تعقدها وكالة الإمارات للفضاء، تزامناً مع قرب وصول مسبار الأمل إلى مدار الالتقاط حول الكوكب الأحمر بعد غدٍ؛ بهدف تبادل الخبرات والتعريف بأهداف وغايات ونتائج مهمة الإمارات لاستكشاف المريخ، وبحث سبل تعزيز التعاون العربي المشترك، بما يخدم المصالح العربية في مجال علوم الفضاء. 
وتحدث في الندوة العلمية كل من المهندس عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، واللواء الدكتور المهندس عوني الخصاونة رئيس المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء لغرب آسيا - الأمم المتحدة - الأردن، وأدار الندوة المهندس ناصر الحمادي، رئيس العلاقات الدولية والشراكات الاستراتيجية في وكالة الإمارات للفضاء، إضافة إلى حضور ومشاركة عددٍ من الصحفيين وممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية.
وأكد المتحدثون، خلال الندوة، دور الإمارات في قيادة نهضة علمية عربية في مجال علوم الفضاء، وترسيخ مكانة العرب العلمية في خدمة البشرية.

تمكين العرب
وقال اللواء الدكتور المهندس عوني الخصاونة رئيس المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء لغرب آسيا - الأمم المتحدة- الأردن: «مهمة مسبار الأمل مهمة كبيرة جداً، في تأكد أهداف دولة الإمارات في تمكين الشباب العربي، فهي دولة فتية في قطاع الفضاء، إلا أنها نجحت في وضع أهداف علمية رائدة عدة وتحقيقها، ومن بينها تمكين الإنسان العربي، وليس أدل على ذلك من تأسيس الإمارات مؤسسات عدة في مجال الفضاء، ومسبار الأمل هنا، نموذج لتمكين الإنسان، وتعزيز قدراته، في المجالات التقنية، عبر الشراكات الدولية، ويكفي أن الإمارات اليوم، وعبر هذه المهمة سوف تفيد أكثر من 200 مؤسسة علمية، عبر مشاركة بيانات المسبار، وتحليلها، من أجل مصلحة الإنسانية والبشرية، فهذه فائدة كبرى للإمارات والعرب والعالم».
وأضاف: «يشكل هذا المشروع مصدراً للإلهام بالنسبة للشباب الإماراتي والعربي، وقد فتحت الإمارات أبوابها للخبرات من كل مكان، وأصبحت على خريطة دول العالم المتفوقة في هذا المجال، وأعتقد أن الإمارات بكل المؤسسات والتوجهات التي لديها باتت تقود العرب في هذا المضمار».
وقال: «العرب سيحصلون على الكثير من المكتسبات، وأعيد التذكير هنا بالدور الإماراتي في تأسيس المجموعة العربية للتعاون الفضائي، إضافة إلى وجود وكالة فضاء في الإمارات، ونأمل أن نرى وكالة فضاء عربية، خصوصاً، أن الإمارات استقطبت كفاءات عربية، فالعالم العربي ثري بالموارد البشرية».
وقال المهندس عمران شرف مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ: «إمكانات الإمارات وجهودها وقدراتها العلمية في مجال علوم الفضاء مسخرة لخدمة الأشقاء العرب، وتعزيز دورهم وريادتهم في المحافل العلمية العالمية».
وحول المرحلة الحالية، قال: «تعتبر هذه المرحلة من مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ الأهم والأخطر، كون المسبار سيعمل بشكل ذاتي، ومن دون تدخل بشري، بخفض سرعته البالغ متوسطها 121 ألف كيلومتر في الساعة إلى 18 ألف كيلومتر في الساعة خلال 27 دقيقة تكون خلالها الاتصالات منقطعة مع المسبار بشكل مؤقت. كما سيكون هناك تأخر في الاتصال يتراوح بين 11 إلى 22 دقيقة بسبب بعد المسافة، ما سيؤخر التواصل وإرسال الأوامر إلى المسبار وأجهزته العلمية».
وأضاف: «صمم المسبار بشكلٍ فريد من خلال مزيج من الأجهزة العلمية المتطورة التي صممت خصيصاً لهذه المهمة، ولتحقيق أهدافها العلمية الفريدة في دراسة مناخ الكوكب الأحمر. قمنا بوضع الاحتمالات كافة في الحسبان عند تصميم وبناء وحتى برمجة المسبار، حيث خضع لاختبارات عديدة على الأرض لمساعدته على تخطي أي احتمالات قد يواجهها في هذه المرحلة، إلا أن الاقتراب من مدار المريخ يبقى مختلفاً، بسبب عوامل عديدة لا تنطبق على الأرض؛ نظراً لكونها المرة الأولى التي يتم فيها استخدام منظومة المسبار الذي تم تصنيعه بالكامل». 
وقال: «كانت توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن نقوم ببناء المسبار، بالتعاون مع أصحاب التجارب والخبرات في هذا المجال، وليس شراؤه، وقد نجحنا ببناء هذه المنظومة الذكية في وقتٍ قياسي، استغرق 6 سنوات لا غير، فيما احتاجت دول أخرى عريقة في مجال استكشاف الفضاء نحو 10 سنوات لإنجاز مشروع مماثل».

نقلة نوعية
وتابع: «إن أهداف المشروع علمية كما هو معروف، لكنْ هناك أهدافاً أخرى، فدولة الإمارات العربية المتحدة، تريد تحقيق نقلة نوعية في ثقافة الشباب الإماراتي والعربي، من أجل تشجيعهم على الدخول في المجالات التقنية والعلمية، وهذا أمر حدث بالفعل، حيث بدأت الجامعات بتخصيص برامج لهذه العلوم، وبدأ الشباب يتوجهون لهذه البرامج، مما يحقق أهداف الإمارات في بناء اقتصاد معرفي، قائم على الإبداع والابتكار، والتنافسية، ويساهم في تطوير القطاعات كافة».
من جانبه، قال مدير الندوة المهندس ناصر الحمادي، رئيس العلاقات الدولية والشراكات الاستراتيجية في وكالة الإمارات للفضاء: «نمر اليوم بمرحلة حساسة ومهمة جداً في رحلة مسبار الأمل بعد سنوات من العمل والتجهيز، بدعم من قيادتنا الرشيدة التي رأت في هؤلاء الشباب القدرة والإمكانية على تحقيق المستحيل، وتذليل الصعاب، وصولا إلى الغايات».
وقال المهندس الحمادي: «أبناء الإمارات والعالم العربي والإسلامي، يترقبون نجاح هذه المهمة، وهذا الحلم العربي الإسلامي يوشك أن يتحول إلى حقيقة وواقع، حيث ستكون دولة الإمارات - في حال نجاحها في هذه المهمة - الأولى عربياً والخامسة عالمياً في الوصول إلى مدار الكوكب الأحمر».

المهمة 
تتضمن مهمة «مسبار الأمل» عند وصوله بنجاح إلى مداره حول الكوكب الأحمر أهدافاً علمية غير مسبوقة في تاريخ المهمات المريخية، وتُعد مساهمة عربية نوعية في التقدم العلمي للبشرية، إذ تشمل تقديم صورة متكاملة للغلاف الجوي للمريخ للمرة الأولى في التاريخ، وتكوين فهم أعمق بشأن التغيّرات المناخية على سطحه، ورصد الظروف المناخية للكوكب الأحمر على مدار اليوم وبين الفصول، ومراقبة الظواهر الجوية، كالعواصف الترابية والتغيرات في درجة الحرارة، ودراسة تأثير التغيّرات المناخية في تشكيل ظاهرة هروب غازي الأكسجين والهيدروجين من غلافه الجوي، عبر دراسة العلاقة بين طبقات الغلاف الجوي السفلية والعلوية، بالإضافة إلى كشف أسباب تآكل سطح المريخ، والبحث عن الروابط بين طقس اليوم والمناخ القديم للكوكب الأحمر.  

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©