الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

ينطلق 20 مارس.. قمر صناعي إماراتي لرصد البيئة

ينطلق 20 مارس.. قمر صناعي إماراتي لرصد البيئة
9 مارس 2021 03:34

آمنة الكتبي (دبي) 

تستعد دولة الإمارات لإطلاق قمر صناعي مصغر لرصد البيئة في 20 مارس الجاري، وسيحمل صاروخ سويوز 2.1a القمر الصناعي النانوي الذي يبلغ وزنه 15 كيلو جراماً، المسمى DMSat-1 التابع لبلدية دبي، إلى مدار أرضي منخفض، وفقاً لما أكدته وكالة الفضاء الروسية.
وسيتم إطلاقه من قاعدة بايكونور الفضائية، في منطقة جنوب كازاخستان، وسيتم وضع DMSat-1 على مدار 730 كم فوق سطح الأرض، وسيقوم برصد الهواء الجوي، وغازات الاحتباس الحراري فوق الغلاف الجوي لدولة الإمارات. 
ويعد القمر الصناعي واحداً من مجموعة الحمولات الصغيرة من 18 دولة، بما في ذلك أيضاً المملكة العربية السعودية وتونس، والتي سيتم نقلها إلى الفضاء على متن الصاروخ. ويستخدم القمر الصناعي أحدث تكنولوجيا الفضاء، ويتم تخصيصه للأغراض البيئية، وسيعمل على رصد وقياس مستويات ملوثات الهواء والغازات المسببة للاحتباس الحراري الفضائية، الأمر الذي يعد فرصة استثنائية لبناء قدرات بحثية وفنية جديدة في مجالات البحث العلمي البيئي، كما أنه يعمل على فتح آفاق جديدة لتسخير التكنولوجيا الفضائية لخدمة قطاعات البيئة والحفاظ عليها.

البيانات الفضائية
وقررت بلدية دبي إحداث نقلة نوعية بتقنيات وآليات الرصد المستخدمة في مجال التأكيد على جودة الهواء وانخفاض ملوثات بيئة الهواء، وتماشياً مع مجريات التطور العالمي في مجال البيانات الفضائية والاستشعار عن بُعد. ويعد القمر أحدث تقنيات الرصد الفضائي التي تهدف لرصد وقياس مستويات ملوثات الهواء، ورصد وقياس انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، والتي تعد من البيانات المهمة للمدن لكونها تتيح لصانعي القرار إمكانية عالية لتبني الحلول المستدامة للتحديات البيئية التي تواجه مختلف مدن العالم.
ويعد القمر الصناعي نانومتري عالي الكفاءة يعمل ضمن حزم طيفية عدة، وتحديداً الحزمة البصرية والحزمة تحت الحمراء، والذي سيتيح لبلدية دبي بشكل خاص، ولإمارة دبي بشكل عام توافر أرقى وأحدث تقنيات الرصد الفضائي البيئي في العالم، التي تسهم في مواجهة التحديات المرتبطة بقضايا جودة الهواء الخارجي والتغيرات المناخية.

العواصف الترابية
وبين أن من مميزات الرصد الفضائي لبيئة الإمارة من خلال هذا القمر الصناعي، أن عملية الرصد يمكن أن تتم حتى في أصعب الظروف الجوية والمناخية، مثل وجود العواصف الترابية، ويشتمل القمر الصناعي البيئي على أجهزة رصد متطورة، منها الجهاز الأساسي (Polarimeter) الذي يتم من خلاله رصد ملوثات الهواء الدقائقية، والتي تمتاز بدقة رصد تصل إلى 40 متراً من على ارتفاع 650 كم من مستوى سطح الأرض.
وتسهم البيانات في تطوير عمليات نموذجه جودة الهواء، وإنجاز خريطة جودة الهواء في إمارة دبي ودراسة التغيرات الموسمية لمستويات ملوثات الهواء، وطبيعة تأثيراتها وتحديد مصادرها، واتخاذ الإجراءات المناسبة للتحكم والحد منها، وتتيح البيانات الفضائية للقمر الصناعي إمكانية عمل مقارنة لنسبة تراكيز الجسيمات العالقة في طبقات الجو العليا مع نظيرتها، التي يتم قياسها من خلال المحطات الأرضية لرصد جودة الهواء البالغ عددها 13 محطة منتشرة على عموم مناطق الإمارة، والتي تقوم برصد وقياس مستويات ملوثات الهواء في المواقع المحيطة بمحطات الرصد فقط.

بيئة الهواء
ولن يقتصر على رصد بيئة الهواء في إمارة دبي، بل سيمتد نطاق الرصد ليشمل الدولة بشكل كامل، وهذه تعد ميزة متقدمة جداً في مجال رصد جودة الهواء، وتضم أجهزة الرصد الثانوية للقمر، فهي تستخدم لرصد مستويات الغازات الدفيئة المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، مثل H2O وCO2 وCH4 في الغلاف الجوي، وتمتاز بدقة تحليل طيفي يعادل تغطية مساحة 1.5 كيلومتر من سطح الأرض من ارتفاع 600 كيلومتر. وستتيح البيانات التي يتم الحصول عليها من خلال هذه الأجهزة إمكانية تطوير خرائط لتراكيز وتوزيع الغازات الدفيئة في إمارة دبي والدولة، وكذلك دراسة التغيرات الموسمية للغازات الدفيئة ومراقبتها، بالإضافة إلى التعرف على مصادر الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتأثيراتها.
 
وزن القمر
ويبلغ وزن القمر الصناعي يبلغ 15 كلجم، أما أبعاده عند عملية الإطلاق فهي ستكون 70 سم X 60 سم X 30 سم، في حين يحتوي القمر على منظومة GPS لضمان دقة المرور على مواقع محددة بتوقيتات زمنية محددة لأغراض الرصد. ويحتوي على كمبيوترين، أحدهما يعمل على تأمين الاتصالات الأرضية وتخزين البيانات، والآخر يعمل على التحكم في المتحسسات ومشغلات ميكانيكية مسؤولة عن التوجيه الدقيق للقمر أثناء التشغيل والرصد، وسيدور القمر حول الأرض بمعدل 14 مرة خلال اليوم الواحد، ويقوم بإعادة رصد الموقع نفسه على الأرض خلال مدة لا تتجاوز من 3 إلى 5 أيام، وسيتم تسلم بيانات الرصد الفضائي المتعلقة بملوثات الهواء والغازات الدفيئة، من خلال محطة التسلم الأرضية للبيانات التي سيكون موقعها في دبي. 

لجنة فنية
تم تخصيص لجنة فنية لإدارة مشروع القمر الصناعي البيئي، تضم في عضويتها، مختصين من إدارة البيئة في بلدية دبي، وإدارة الاستشعار عن بُعد، في مركز محمد بن راشد للفضاء، فيما أوكل للمركز عملية المتابعة والإشراف على تصنيعه، الذي تم بالتعاون مع جامعة تورنتو في كندا، كما أن هناك فريقاً من المركز، يعمل على مراجعة التصاميم ومراحل الإنجاز، وصولاً للإطلاق، ومن ثم تبدأ عملية تسلم الصور الفضائية، حيث سيقوم الفريق المختص بتحليل نتائجها، وتطوير التطبيقات الخاصة بهذه المعلومات. ويبلغ عدد أعضاء فريق العمل من بلدية، ومركز محمد بن راشد للفضاء المعني بإنجاز القمر الصناعي البيئي لإمارة دبي 8 من الكوادر والكفاءات المواطنة العاملين في مجال البيئة والأقمار الصناعية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©