الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

التعليم في «الخمسين».. قفزات استثنائية

التعليم في «الخمسين».. قفزات استثنائية
17 مارس 2021 01:29

دينا جوني (دبي)

مع إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2021 «عام الخمسين»، تبدأ رحلة العمل لتحقيق قفزات استثنائية تعزز موقع الدولة عالمياً في قطاع التعليم. وذلك عبر بناء المستقبل، من خلال دعم الشباب، وتزويد الجيل الجديد بالمهارات والأدوات اللازمة، للمضي قدماً في مسيرة نمو الدولة. 
إلا أن بناء المستقبل لا يتم من دون التأمل في الماضي، والاحتفاء بإرادة الآباء المؤسسين في بناء الدولة والجهود التي بذلت بعدها، لكي تصبح الإمارات أكبر الدول نمواً وتطوراً في العالم، ووضع التصورات والطموحات في الرحلة نحو المئوية، وتعزيز الجهود وابتكار المبادرات التي تواكب عالم اليوم المتغيّر، لتحقيق مستقبل مشرق للوطن. وتستعد وزارة التربية والتعليم للخمسين سنة المقبلة من خلال وضع نظام تعليمي يؤسس لجيل ابتكاري ومهاري، يسهم في استدامة التطوير والعمل لتحقيق مكتسبات وطنية إضافية، بالإضافة إلى مناهج دراسية تعزز هذا الهدف وتنوّع المسارات التعليمية، وتوفّر بيئة تعليمية ترتكز على التكنولوجيا المتقدمة. وتعمل الوزارة على بناء المهارات المستقبلية لأبنائها، من خلال استراتيجية المهارات المتقدمة التي أُطلقت عام 2018.
وتهدف الاستراتيجية إلى تنمية وتطوير رأس المال البشري، وتوجيه الكادر الوطني نحو المهارات المستقبلية، ليتمكن من التكيف مع المتغيرات المتوقعة في سوق العمل، وتحويل التحديات إلى فرص وتجهيز جيل المستقبل بأعلى المستويات العلمية والاحترافية، من خلال ترسيخ مبدأ التعلم مدى الحياة وتحقيق مستهدفات مئوية الإمارات 2071.

أما جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، فسوف تنطلق مع الدفعة الأولى من الدارسين في سبتمبر 2020، وهي مؤسسة تعليمية للدراسات العليا ترتكز على البحوث العلمية، وتهدف إلى تقديم برامج متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، واستقطاب أهم العقول في هذا المجال إلى دولة الإمارات. وتهدف الجامعة إلى دعم مسيرة البحث والتطوير العلمي وخلق المعرفة ونقل واستخدام الذكاء الاصطناعي من خلال تقديم الدرجات العلمية وشهادات الماجستير والدكتوراه والتي ستساهم في دعم الطلاب للوصول إلى المستوى الفكري المطلوب في بيئة حديثة ومتميزة، بما يتناسب مع سعي الوزارة بجهد كبير لتأهيل أبناء الإمارات للالتحاق بهذه الجامعة، والاستفادة من القدرات والإمكانات المتاحة فيها.
وتنظر الوزارة إلى المستقبل من زاوية المهارات التي يحتاج إليها الطلبة في المستقبل عبر تطوير قدرتهم على إدارة عملية التعليم بأنفسهم، وترسيخ مبدأ التعلّم مدى الحياة كبديل عن أسلوب التعلّم التقليدي، بما يمكّنهم من مواكبة التوجّهات والوظائف المستقبلية وتغير المهارات المطلوبة.
ولا تكتمل حلقة التطوير من دون البيئة المدرسية المحفزة للطلبة، إذ راعت الوزارة في المجمّعات الحديثة التي تبنيها مرونة التصاميم لكي تتم الاستفادة منها للخمسين عاماً المقبلة وأكثر، وهي تضم مجموعة مختلفة من المختبرات الحديثة والأماكن المتنوعة لتفاعل الطلبة مع بعضهم البعض.
كما أن التركيز على تمكين المدارس من أن تكون بيئة حاضنة في مجال ريادة الأعمال والابتكار هو بند أساسي في محور التعليم ضمن رؤية 2071.
وتركّز خطة الاستعداد للخمسين في وزارة التربية والتعليم على التعليم المبكر المستقبلي 2071، الذي يرتكز على التنمية المستدامة لرأس المال البشري والقوى العاملة في مرحلة الطفولة المبكرة، والاستثمار الأمثل للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي لبناء نظام تعليم مبكر ذي جودة عالية يضمن التنافسية العالمية.

ويستند التعليم العام المستقبلي 2071، إلى منظومة تعليمية عالمية مبتكرة تعزز مهارات المستقبل، وتكرس مفاهيم المواطنة العالمية والمفهوم الشامل لجودة الحياة، فضلاً عن منظومة تعليمية مستدامة تمكّن التعلم الفردي وترعى الموهوبين، وبيئة تعليمية بمواصفات تكنولوجية عالمية، وتعليم خاص يعزز الشراكة مع القطاع الحكومي، ويشجع على الاستثمار ويحافظ على اقتصاد حيوي، وأخيراً مؤسسات تعليمية خاصة تقدم تعليماً متنوعاً ومتطوراً وعالي الجودة، ومتوائماً مع مئوية الدولة 2071.
أما التعليم العالي والبحث العلمي المستقبلي 2071، فيهتم بالجودة والحوكمة في مؤسسات التعليم العالي، وكفاءة المؤسسات والهيئات القيادية والأكاديمية، ومواءمة مخرجات التعليم العالي مع احتياجات سوق العمل المستقبلي، وتمويل البحث العلمي، وتطوير الكوادر البحثية المتميزة، وتوفير تشريعات داعمة ومحفزة للبحث العلمي.
وبخصوص التوجه المستهدف للهيئة الوطنية للمؤهلات المستقبلية 2071، فيرتكز على منظومة مؤهلات وطنية متقدمة ومرنة تتواكب مع متطلبات التنمية الاقتصادية المستقبلية، وبيئة متطورة لتقييم وتطوير مهارات القوى العاملة المواطنة ومنصة عالمية رائدة للتعلم مدى الحياة.

قوة وإرادة أكبر 
أكد معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، أنه بإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، 2021 «عام الخمسين»، احتفاء بالذكرى الـ50 لتأسيس الدولة، نخطو مرحلة جديدة نطالع فيها بفخر مسيرة كانت زاخرة بالإنجازات، ومفعمة بالطموح والإرادة، ونموذجاً عالمياً في الفكر والنهج والاستباقية، وفي الخمسين المقبلة نصطف متَّحدين، لنمضي بقوة وإرادة أكبر لتحقيق طموحات القيادة وتطلعات شعب دولة الإمارات في التنمية والازدهار، مؤكداً أننا في وطن أبناؤه متعطشون دائماً للإنجاز والتفرد.

  • حسين الحمادي
    حسين الحمادي

وقال معاليه: إن نهج دولة الإمارات قائم على تمكين الإنسان بالدرجة الأولى، وذلك إيماناً من القيادة الرشيدة بأن الموارد البشرية هي التي تصنع الفارق، وهي رهاننا للمستقبل وتحقيق قفزات نوعية، في مختلف القطاعات، لاسيما التعليمي. وذكر أننا نحتفي اليوم برحلة رغم قصرها الزمني، إلا أنها شكلت تجربة عميقة وملهمة لكل بلدان وشعوب العالم، لافتاً إلى أن ذلك مدعاة، وحافز لكل أبناء الوطن والمقيمين على أرض الإمارات لمواصلة الجد والعمل وحشد الطاقات من أجل تحقيق أهداف الدولة المستقبلية ورؤيتها 2071، والاستثمار في الرصيد المعرفي والفكري للجميع من أجل المساهمة في بلورة مبادرات ونجاحات إضافية، تحقيقاً لاستدامة المنجزات والمقدرات الوطنية، وتسارع عجلة التقدم.

جميلة المهيري: واحة للتعايش والتسامح والقيم النبيلة
أكدت معالي جميلة بنت سالم المهيري وزيرة الدولة لشؤون التعليم العام، أن إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2021 عام الخمسين يعتبر توثيقاً لمرحلة مهمة من مراحل نمو وتطور دولة الإمارات، وترسيخاً لنهجها المتفرد وإنجازاتها الاستثنائية في شتى المجالات في عقول ووجدان أبناء الوطن، باعتبارهم رأسمالها الأغلى وعلى عاتقهم تقع مواصلة المسيرة بذات الإصرار والعزيمة التي تحلى بها الآباء المؤسسون في شتى مراحل بناء الدولة التي أضحت نموذجاً عالمياً يحتذى به في النماء والازدهار.

  • جميلة المهيري
    جميلة المهيري

وقالت معاليها: «ونحن نقف على أعتاب عام الخمسين، نلتفت لماضٍ مجيدٍ صاغه الآباء المؤسسون بجهودهم ومثابرتهم ورؤاهم الثاقبة وقبل كل ذلك بإيمانهم المطلق بمستقبل هذه البلاد، فما زالت إسهاماتهم خالدة في نفوسنا، إذ وضعوا الأساس لدولة عصرية باتت واحة للتعايش والتسامح والقيم النبيلة وعلامة فارقة في تاريخ البشرية جمعاء». وأضافت معاليها: «عبقرية الآباء أوصلت الإمارات لما هي عليه اليوم، وبذات القيم وعلى ذات النهج واصلت قيادتنا الرشيدة كتابة فصول مشرقة في تاريخ الدولة ومكنت أبناء الوطن من كافة ركائز تقدمهم وازدهارهم، إذ شهدت الإمارات نقلات نوعية على الصعد والميادين كافة». 

قاعدة للتميز 
قال المهندس عبدالرحمن الحمادي وكيل وزارة التربية والتعليم: إن إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، 2021 «عام الخمسين»، تجسيد حقيقي للإرادة الوطنية التي ترتكز على تكريس مفاهيم البناء والإنجاز والتسامح والتعاون مع دول العالم، من أجل نهضة وطنية، يمتد أثرها إلى مختلف شعوب العالم. وذكر الحمادي، أننا نحتفي بخمسين عاماً مضت، كانت علامة مضيئة في مسيرة الوطن، نسج من خلالها أبناء الإمارات قصة نجاح وكفاح، في مختلف الميادين والقطاعات، وأخذ صداها يجوب العالم، وأضحت مرجعية له، لافتاً إلى أن رؤيتنا للخمسين عاماً القادمة لن تكون أقل زخماً في العمل والبناء والإنجاز، بل سترتقي قدماً لأننا نمتلك قيادة استثنائية، وشعباً معطاء وطموحاً، متطلعاً دائماً للأفضل.

  • عبدالرحمن الحمادي
    عبدالرحمن الحمادي

وأوضح بأننا نستعد لفترة مقبلة، ستكون شاهدة على تميز الإمارات ومعاصرتها لمراكز متقدمة عالمية؛ لأن هذا هو الطموح الذي يتملكه كل صغير وكبير على امتداد هذا الوطن، مؤكداً أن التعليم يشكل أولوية، ولن نتوانى عن بلوغ أهدافنا في تحقيق تعليم مستدام، وقاعدة للتميز العلمي والبحثي والفكري في الوطن.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©