عدد اليوم
رضا سليم (دبي)
سطرت الرياضة الأردنية تاريخاً مضيئاً من الإنجازات على مدار تاريخها، ونجح أبطالها في الصعود إلى منصات التتويج، في مختلف البطولات القارية والعالمية، وامتدت الميداليات إلى الدورات الأولمبية، بعدما نجح البطل أحمد أبوغوش في الفوز بالميدالية الذهبية في دورة الألعاب الأولمبية 2016، في منافسات التايكواندو، وهي أول ميدالية في تاريخ الأردن بدورات الألعاب الأولمبية، واستحق أبوغوش أغلى وسام.
ولعل ما حققه أبوغواش يكشف التطور الذي تعيشه الرياضة الأردنية خلال 100 عام، زخرت سنواتها بالعديد من الألقاب والبطولات والمشاركات التي سطرت اسم «النشامى»، في مختلف الأحداث العربية والآسيوية والعالمية.
وشهدت المملكة منذ تأسيسها وصولاً إلى المئوية، مشاركات وإنجازات رياضية للمنتخبات والأندية، لتكون الرياضة الأردنية مواكبة للأحداث المختلفة وشاهدة على تطور المملكة ونهوضها.
ويتواجد «النشامى» في البطولات منذ مشاركة أول فريق لكرة القدم، حمل اسم الأردن في أول مباراة خارجية أمام بردى السوري عام 1928، قبل أن يتشكل فريق الأمير طلال ثم النادي الشركسي عام 1929، وظهور فريق كشافة الفيصلي عام 1932، ليتحول لاحقاً إلى النادي الفيصلي الذي ما يزال قائماً حتى الآن، محققاً العديد من الإنجازات المحلية والخارجية.
وتزخر المملكة بحوالي 400 ناد رياضي وهيئة شبابية، كما ينتشر في جميع أنحاء الأردن مراكز للشباب والشابات يصل عددها إلى 197 مركزاً، في مشهد يؤكد الاهتمام بدور الرياضيين والشباب، منذ نشأة الدولة وحتى الآن.
ولم تغب شمس الرياضة الأردنية عن المشاركة في البطولات العربية منذ استحداثها، حيث كان أول وفد رياضي أردني مشارك في الدورة العربية عام 1953 في الإسكندرية، وحقق وجيه العابودي أول ميدالية برونزية في رفع الأثقال، قبل أن يحقق اللاعب نفسه ميداليات ملونة في البطولات العربية اللاحقة، ونجح محمد جميل أبو الطيب في إحراز أول ميدالية ذهبية للأردن، في البطولات العربية، عندما أحرز ذهبية رمي الرمح في البطولة العربية التي أقيمت في بيروت عام 1957، قبل أن تشهد البطولة نفسها لاحقاً إحراز ميدالية ذهبية ثانية للملاكم أحمد أبوالسعود.
وتوالت الإنجازات الكبيرة التي حققها «نشامى ونشميات» الأردن في مختلف الألعاب الرياضية، خاصة على الدورات الآسيوية، بعدما حصدت الرياضة الأردنية 45 ميدالية ملونة، من بينها 5 ميداليات ذهبية، و16 ميدالية فضية، و24 ميدالية برونزية في كافة مشاركاتها على مدر التاريخ في 6 رياضات، هي التايكواندو «24 ميدالية»، الكاراتيه «9 ميداليات»، والجوجيتسو «5 ميداليات»، والملاكمة «5 ميداليات»، وميدالية واحدة لكل من بناء الأجسام والمصارعة.
وكان الحصاد الأكبر في دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة «إندونيسيا 2018» برصيد 12 ميدالية، منذ المشاركة الأولى في النسخة العاشرة عام 1986، والتي أقيمت في العاصمة الكورية الجنوبية سؤول.
ولعل احتضان الأردن الدورة الرياضية العربية التاسعة «دورة الحسين» في عام 1999، كان شاهداً على الدعم الكبير للرياضة الأردنية، ليتبعها بعد ذلك استضافة الكثير من البطولات والفعاليات الرياضية والشبابية، وأبرزها استضافة الأردن نهائيات كأس العالم للسيدات لكرة القدم تحت 17 عام 2016 واستضافت مباريات كأس آسيا للسيدات عام 2018.
تأهل آسيوي 4 مرات
بدأ المنتخب الأردني للرجال المشاركات الدولية في تصفيات كأس العالم المؤهلة إلى مونديال المكسيك 1986، وكان على أعتاب التأهل للمرة الأولى في تاريخه إلى نهائيات 2014، لكنه خرج في المحطة الأخيرة أمام أوروجواي في الملحق العالمي للتصفيات.
وحققت كرة القدم الأردنية قفزات نوعية، على المستوى القاري، في الأعوام العشرين الأخيرة، أولها 2004 عندما بلغ المنتخب الأول نهائيات كأس آسيا التي جرت في الصين وكرر ذلك في 3 مناسبات أخرى من الحدث القاري في قطر 2011 وأستراليا 2015 والإمارات 2019، بعدما فاز بذهبية دورة الألعاب العربية مرتين 1997 و1999.
وشارك المنتخب الأردني مرة واحدة في بطولات كأس العالم، حين نجح منتخب الشباب بالتأهل إلى نهائيات مونديال تحت 20 سنة في كندا 2007، وقدم عروضاً قوية أمام إسبانيا وأوروجواي وزامبيا.
سبق للأندية الأردنية أن حققت لقب كأس الاتحاد الآسيوي ثلاث مرات، اثنتان منها لفريق الفيصلي 2005 و2006 وواحدة لشباب الأردن 2007.
بصمة الكرة النسائية
بدأت كرة القدم النسائية الأردنية بشكل رسمي عام 2004، وتشكل منتخب السيدات من لاعبات صغيرات واصلن اللعب لسنوات طويلة، واكتسبن الخبرة، وشاركن في العديد من البطولات الكبيرة، أهمها نهائيات كأس آسيا التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم، ودورة الألعاب الآسيوية، والتصفيات الأولمبية، ومع تطور اللعبة، شُكلت منتخبات الشابات تحت 19 سنة، والناشئات تحت 17 سنة، والواعدات تحت 14 سنة، كما افتتحت عدة مراكز لاكتشاف وتبني الموهوبات الصغيرات من أعمار 6-14 سنة.
وحقق المنتخب النسائي لقب بطولة غرب آسيا 2014، كما فاز فريق شباب الأردن بلقب بطولة غرب آسيا للأندية النسوية بنسختها الأولى 2019.
مدينة الحسين.. درة المدن الرياضية
تعد مدينة الحسين للشباب درة المدن الرياضية الأردنية، وأحد أبرز المدن الرياضية في الوطن العربي، التي تأسست عام 1964 علامة مضيئة وفارقة في الحركة الرياضية الأردنية، لعراقتها ودورها الريادي في تطوير المنتخبات الوطنية والأندية في مختلف الألعاب، من خلال مرافقها وملاعبها الشاهدة على الكثير من الأحداث الرياضية والمباريات المحلية والعربية والآسيوية والعالمية.
وتقع مدينة الحسين في قلب العاصمة عمان، وتمتد على قطعة أرض، تغطي الأشجار ثلث مساحتها، بينما تحتل المنشآت الرياضية والحدائق العامة والمواقف ما تبقى من المساحة.
ويعتبر ستاد عمان الدولي، أحد أبرز معالم المدينة الرياضية، حيث افتتح عام 1968، وشهد أول مباراة دولية بين المنتخبين الأردني والمصري، ويشتمل على ملعب عشبي، ومدرجات تتسع لحوالي 25 ألف متفرج.
كما تضم المدينة، ملعب البترا لكرة القدم الذي أنشئ عام 1980، ويتسع لحوالي 6 آلاف متفرج، وصالة قصر الرياضة متعددة الأغراض التي تأسست عام 1983 على أرض مساحتها 4800 متر مربع، وتعتبر من أقدم الصالات الرياضية المغلقة في المملكة، وتشتمل مباني المدينة على ملاعب للتنس والاسكواش وصالات للملاكمة والمصارعة، وغيرها من الألعاب الرياضية المختلفة.
علاقات ممتدة
التعاون بين الإمارات والأردن على المستوى الرياضي، يمتد على مدار سنوات طويلة، وهي العلاقة التي وصلت إلى تولي الدكتور عبدالله مسفر تدريب منتخب «النشامى»، ليكون أول مدرب خليجي يدرب منتخباً عربياً في التاريخ. بجانب العديد من الاتفاقيات وتبادل الخبرات والمعسكرات في مختلف الألعاب.
وإبرام اتحاد الكرة الإماراتي بروتوكول تعاون مع نظيره الأردني، وذلك لنيل استقلالية التعليم الآسيوي في دبلوم المحترفين، وكلف الاتحاد عبدالله حسن مدير التدريب بالاتحاد عضو اللجنة الفنية بالاتحاد الآسيوي، بالإشراف على الدورة التدريبية لدبلوم المدربين المحترفين بالاتحاد الأردني لكرة القدم، وذلك في إطار التعاون وتبادل الخبرات بين الاتحادين الإماراتي والأردني.
