الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ذكر الله علامة الحب والقرب والمجالسة

ذكر الله علامة الحب والقرب والمجالسة
23 ابريل 2021 02:02

أبوظبي (الاتحاد)

أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالمداومة على ذكر الله، ودلت الآيات والأحاديث على ذلك، وشرعت العبادات لذكر الله تعالى، فقال جل وعلا «وأقم الصلاة لذكري»، وهو علامة الإيمان، به يطمئن القلب وتسكن النفس، قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً)، «سورة الأحزاب: الآية 41»، والذاكر يحظى بمجالسة الله عز وجل، ويذكره الله سبحانه وتعالى فيمن عنده، بالذكر تدفع النقم، وتجلب النعم، وتنال أعلى الدرجات، وأفضل الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان والجوارح.
وقال سبحانه وتعالى: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)، «سورة البقرة: الآية 152»، وقال جلا جلاله: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، «سورة آل عمران: الآية 191»، وقال جل شأنه: (وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ)، «سورة الأعراف: الآية 205»، وقال عز من قائل: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ)، «سورة الزخرف: الآية 36».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم»، (صحيح البخاري 7405)، وعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه، مثل الحي والميت»، (صحيح البخاري 6407).
وعن أبي هريرة رضي الله عن: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «سبق المفردون»، قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيراً، والذاكرات»، (صحيح مسلم 2676)، وفي هذه الآيات القرآنية والأحاديث النبوية توجيه حكيم يفيد استحباب ذكر الله في كل الأحوال والأوقات، بالعشي والإبكار، وبالغدو والآصال، سراً أو جهراً، بالقلب والجوارح واللسان؛ ليبقى العبد ذاكراً لربه، دائم المراقبة له سبحانه، فيستشعر عندها معنى العبودية لله سبحانه، باطمئنان قلب، ونور بصيرة، وسداد عقل.
ولو نظرنا في آيات القرآن الكريم الحاثة على الذكر لعلمنا أن كل العبادات شرعت لذكر الله؛ فعن الصلاة قال الله عز وجل: (... وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)، «سورة طه: الآية 14».
ويقول سبحانه عن الصيام: (... وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)، «سورة البقرة: الآية 185»، وفي الحج، قبله وأثناءه وبعده يقول تعالى: (فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً ...)، «سورة البقرة: الآية 200».
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بالذكر، فعن عبدالله بن بسر رضي الله عنه: أن رجلاً قال: يا رسول الله إن شرائع الإسلام قد كثرت عليّ، فأخبرني بشيء أتشبث به، قال: «لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله»، (سنن الترمذي 3375)، فبذكر الله يتصل العبد بربه عز وجل فيزداد إيمانه، وتزكو نفسه، ويصلح عمله، ويطهر قلبه، وتحل البركة في المجتمع، فيسعد ويسعد من حوله.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©