الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

زايد.. الصورة الناصعة للعمل الإنساني عالمياً ومحلياً

زايد.. الصورة الناصعة للعمل الإنساني عالمياً ومحلياً
1 مايو 2021 02:19

سامي عبد الرؤوف (دبي)

امتدت رحلة دولتنا الواثقة في ميادين العطاء ومساعدة الآخرين، عبر سنوات مضيئة وحافلة بالأحداث والمهام الكبيرة والإنجازات التي رسم ملامحها الأولى، وأرسى دعائمها مؤسس الدولة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، وإخوانه الآباء المؤسسون.
وتسير على درب الوالد المؤسس، قيادتنا الرشيدة، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي (رعاه الله)، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر من 275 مليار درهم مساعدات خارجية منذ نشأتها، وهذا المبلغ يجسد العطاء الإماراتي والأيادي البيضاء التي طافت معظم دول العالم على مر نحو 5 عقود من الزمن. 
ومنذ تأسيسها في عام 1971، قدمت الإمارات العربية المتحدة مساعدات خارجية غير مشروطة على الصعيد العالمي لدعم النمو الاقتصادي في الدول النامية وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للمجتمعات المحلية التي تحتاج ظروفها المعيشية إلى تحسين.
وإحياء الدولة في التاسع عشر من رمضان سنوياً ليوم زايد للعمل الإنساني الذي يصادف ذكرى رحيل المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، هو تخليد لقائد ألهم البشرية في العطاء وحب الخير والعمل الإنساني، حيث تحكي أعمال الشيخ زايد (رحمه الله)، قصة قائد فذّ وإنسان خلّدت اسمه صحائف من نور، فقلما يذكر العطاء إلا ويضرب المثل بـ«زايد» الخير ومساعاداته الإنسانية والخيرية.
ولقيت أعمال الوالد المؤسس أصداء كبيرة في المحافل الدولية تقديراً لجهوده، ومن بين الأوسمة والنياشين التي تقلدها «طيب الله ثراه» (الوثيقة الذهبية) التي منحته إياها المنظمة الدولية للأجانب في جنيف، باعتباره أهم شخصية لعام 1985، تقديراً لدوره البارز في مساعدة المغتربين على أرض بلاده وخارجها في المجالات الإنسانية والحضارية والمالية.
بعد أشهر قليلة من الإعلان عن ميلاد دولة الإمارات العربية المتحدة، اتجه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» إلى مسيرة البناء الوطني، وانتقل لدعم الإخوة والأشقاء العرب.
وكان الشيخ زايد من أكثر الداعمين للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره، ولا ينسى التاريخ وقفة سموه الخالدة إلى جانب انتفاضة الأقصى، حتى وهو على فراش المرض. فقد تبرع سموه بمبلغ 30 مليون درهم لأسر ضحايا انتفاضة الأقصى.
وفي يونيو عام 1971 أُعلن عن تبرع الشيخ زايد، بمبلغ 20 ألف دينار بحريني لدعم صمود غزة ضد الاحتلال.
وتعد ضاحية الشيخ زايد بمدينة القدس التي نفذتها ومولتها هيئة الهلال الأحمر بدولة الإمارات مشروعاً حيوياً بارزاً في الأراضي الفلسطينية، ضمن سلسلة المشاريع الإنشائية التي تقيمها الهلال الأحمر في فلسطين.
ويأتي مشروع ضاحية الشيخ زايد في القدس الذي تكلف نحو 15 مليون درهم ضمن سلسلة من هذه المشاريع، أبرزها مشروع إعمار مخيم جنين الذي كلف إنشاؤه نحو مائة مليون درهم، إلى جانب بناء مدينة الشيخ زايد في غزة بتكلفة بلغت نحو 220 مليون درهم ومدينة الشيخ خليفة في رفح والحي الإماراتي في خان يونس. بالإضافة إلى العديد من المستشفيات والمدارس والمراكز الصحية ومراكز المعاقين التي انتشرت في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية في غزة والضفة الغربية.
وعلى مسافة ليست ببعيدة عن المسجد الأقصى الشريف، وفي منطقة تسمى (بيت حنينا) أحد أحياء القدس، نفذت الهلال الأحمر مشروع بناء ضاحية سكنية أطلق عليها (ضاحية الشيخ زايد) وتشمل 58 شقة في مبان على أحدث طراز معماري وتوزعها على أعضاء جمعية المعلمين في الحي المقدسي.

الخليج أولوية 
وفي عام 1981 ترأس الشيخ زايد، أول قمة عربية تعلن عن ميلاد مجلس التعاون الخليجي من دول الخليج العربية الست.
وقدم صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضين لدولة البحرين بقيمة 160 مليون درهم لتمويل المشروعات الكهربائية والصناعية.
وفي عام 1972 قرر الشيخ زايد مساعدة اليمن لإنشاء إذاعة صنعاء. وفي 1974 قدم، مبلغاً إضافياً قدره مليون وسبعمائة وعشرة آلاف دولار لتكملة مشروع الإذاعة والتليفزيون في اليمن.  وبتوجيهات من الشيخ زايد، قدمت دولة الإمارات مساعدة عاجلة وقدرها 3 ملايين دولار لتخفيف آثار الفيضانات والسيول التي اجتاحت جمهورية اليمن في التسعينيات من القرن الماضي.
وحضر المغفور له الشيخ زايد، آنذاك، الاحتفال الذي أقيم بمناسبة وضع حجر الأساس لطريق صنعاء - مأرب، والذي بلغت تكاليف إنجازه 187 مليون ريال يمني على نفقة دولة الإمارات العربية المتحدة. كما أعاد بناء سد مأرب التاريخي.

مصر بالقلب 
وترك الشيخ زايد، أثره الطيب في مصر وعلى ضفاف النيل مشاريع كثيرة، منها بناء عدد من المدن السكنية، واستصلاح عشرات الآلاف من الأراضي الزراعية، وإقامة العديد من القرى السياحية، وتقديم الدعم المادي للمراكز والمستشفيات الطبية.
وفي عام 1990 تبرع «طيب الله ثراه»، في الاحتفال التاريخي العالمي الذي أقيم في أسوان بجمهورية مصر العربية بمبلغ عشرين مليون دولار لإحياء مكتبة الإسكندرية القديمة.
وفي عام 1973 سجل التاريخ موقفاً بطوليا وعظيماً لن يمحى من الذاكرة العربية، حيث يتوقف التاريخ عند كلمته المدوية حين قال: «النفط العربي ليس أغلى من الدم العربي»، وهو شعار كثيراً ما ردده العرب حرفياً على لسان صاحبه ولأكثر من ثلث قرن.

اهتمام بالمغرب
أراد الشيخ زايد بن سلطان، أن تتجاوز العلاقات بين الإمارات والمغرب حدود المألوف، فقام بنشر أياديه الخيرة هناك لتنهض آلاف المشاريع الشامخة أمام الأعين تحمل اسم «زايد».
ومن هذه المشاريع، مؤسسة الشيخ زايد العلاجية وتطوير مركز «مريم» الخاص برعاية الطفولة وإنشاء وحدات سكنية متكاملة. وفي العام 1976 قدم صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضاً بقيمة 40 مليون درهم لوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف بالمملكة المغربية.

السودان وباكستان 
وشكلت مساعدات ومكارم المغفور له الشيخ زايد، إلى السودان أبرز ملامح العطاءات الخيرية، حيث تبرع بمبلغ 50 ألف دينار بحريني لإنشاء كلية الطب ومستشفى ناصر بمدينة ود مدني السودانية. وتبرع، رحمه الله، بمبلغ 3 ملايين دولار أميركي لحل مشكلة العطش في السودان.
وقدم صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضاً بقيمة 5.16 مليون درهم لمشروع التنمية الريفية في منطقة دارفور بغرب السودان. وفي عام 1999 وصلت إلى الخرطوم طائرة الإغاثة الثانية لمساعدة المتضررين من الفيضانات التي اجتاحت ولاية دنقلا السودانية، وعلى متنها 40 طناً من المساعدات الغذائية. وفي الباكستان يمثل اسم «زايد» القاسم المشترك بين دعوات المحتاجين والفقراء وتضرعاتهم للمولى «عز وجل»، فلم يبق منهم أحد لم يصله خير زايد، فها هي مدن كراتشي ولاهور وبيشاور تقف شامخة مزهوة بالمراكز الإسلامية الثلاثة التي أقامها، طيب الله ثراه، لنشر الثقافة الإسلامية والعربية بين أبناء باكستان الشقيقة. ومن المشاريع التي أقيمت بالإضافة إلى هذه المراكز، تمهيد وتوسيع الطريق الجبلي من مدينة خاران وبناء مسجد دالي، حفر آبار المياه، وبناء المساجد والمدارس والمساكن، بالإضافة إلى تقديم المساعدات الطبية والمنح الدراسية وتقديم المساعدات العاجلة لضحايا الزلازل والفيضانات.   وتستمر عطاءات الشيخ زايد، في دعم دول العالم، ففي عام 1982 تبرع، طيب الله ثراه، بمبلغ 500 ألف دولار لمشروع مبنى الغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة في كراتشي. ومنح صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضاً بقيمة 40 مليون درهم لتمويل مشروعات إنمائية في بنجلاديش.

لبنان وسوريا 
اهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، بمساعدة لبنان من خلال مبادرته لنزع الألغام التي خلفها الاحتلال الإسرائيلي في الجنوب وعلى نفقته الخاصة، وكذلك اهتم بقيام الإمارات بدور فاعل في عملية إعادة بناء لبنان بعد الحرب، فقدمت الدولة المساعدات المالية والهبات والقروض للمشاريع الحيوية والتنموية. ووقع صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي في دمشق ثلاث اتفاقيات مع سوريا لتمويل ثلاثة مشاريع صناعية بقيمة 911 مليون درهم.

مساعدات متنوعة
لم تتوقف المشاريع الخيرية التي دعمتها الإمارات على العالم الإسلامي وحسب، بل شملت حتى دول العالم المتقدم، ففي عام 1992 تبرعت دولة الإمارات بخمسة ملايين دولار لصندوق إغاثة الكوارث الأميركي لمساعدة منكوبي وضحايا إعصار اندرو الذي ضرب ولاية فلوريدا الأميركية. وتبرعت دولة الإمارات بعشرة ملايين دولار لمساعدة شعب البوسنة والهرسك على تجاوز محنته.
وتبرعت الدولة بإقامة مطبعة إسلامية في العاصمة الصينية بكين لدعم أنشطة المسلمين الصينيين، ونشر الدعوة الإسلامية بتكلفة 3.1 مليون درهم. وتبرعت الدولة بنصف مليون دولار لدعم جمعية الصداقة بين الإمارات والصين. وفي 1999 وبتوجيهات من الوالد المؤسس، غادرت مطار أبوظبي طائرة إغاثة متوجهة إلى اليونان لمساعدة المتضررين من الزلزال الذي ضرب مناطق واسعة من البلاد. وفي 2000 بدأت جمعية الهلال الأحمر في توزيع الأضاحي بجمهورية أنجوشيا على النازحين الشيشان، وأمرت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الرئيسة الفخرية للجنة النسائية لجمعية الهلال الأحمر، بإنشاء صندوق خاص بالأمهات اللاجئات وتبرعت بمبلغ 300 ألف دولار للصندوق. وقدمت مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية 145 طناً من المساعدات الغذائية للمتضررين من المجاعة التي اجتاحت منطقة القرن الأفريقي. وبتوجيهات من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، قرر مجلس الوزراء تقديم مساعدة عاجلة بقيمة 100 ألف دولار لمنكوبي الزلزال الذي ضرب جواتيمالا.

العطاء الإماراتي 
تعد دولة الإمارات دائماً واحدة من أكثر الجهات المانحة سخاءً في العالم مقارنة بدخلها القومي الإجمالي، وقد قدمت مساعدات لأكثر من 175 دولة العام الماضي (2020).  وتعتبر المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي أكبر مركز للخدمات اللوجستية والإمدادات للأمم المتحدة، كما أن دولة الإمارات شريك مهم لمنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي في التصدي لجائحة «كوفيد-19». وقدمت دولة الإمارات في إطار عملها الدؤوب والمستمر في دعم الجهود العالمية الرامية إلى الحد من انتشار فيروس «كوفيد-19»، المساعدات الطبية والمستلزمات الوقائية إلى 120 دولة حول العالم، واستفاد منها أكثر من 1.6 مليون من العاملين في القطاع الصحي لدعم جهودهم في احتواء الوباء.
وبرهنت هذه المساعدات على الإمكانيات والقدرات الهائلة للقدرات اللوجستية والتخزينية لدولة الإمارات، والتي مكنتها من الوصول إلى 120 دولة حول العالم، على الرغم من الصعوبات والتحديات التي تعاني منها أغلب قطاعات الشحن والتخزين العالمية.
ولم يقتصر الدور الإنساني للمساعدات الإماراتية على إرسال المساعدات للدول المحتاجة، بل قامت بالتنسيق مع المنظمات الدولية المعنية وهيئاتها المتخصصة وخاصة منظمة الصحة العالمية، وبرنامج الغذاء العالمي للمساعدة في إيصال المستلزمات الطبية والغذائية لبعض الدول، وتعزيز قدرة تلك المنظمات في الوصول إلى كافة الدول المتضررة في بقاع الأرض كافة.

دعم المنظمات العالمية 
استحوذ دعم المنظمات الدولية والإسلامية، على نصيب كبير من عطاء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، فبعد قيام الاتحاد تبرع الشيخ زايد بمبلغ 50 ألف دولار لدعم أنشطة منظمة اليونيسيف في برامجها الهادفة لمساعدة الطفولة. وتبرعت دولة الإمارات بمبلغ 424 ألف دولار لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و100 ألف دولار لصندوق رعاية الطفولة اليونيسيف، و54 ألف دولار لمفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
وأعلن الشيخ زايد (رحمه الله) زيادة رأسمال صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي بمقدار أربعة أضعاف ليصل إلى 500 مليون دولار. وفي العام 1974 قدمت دولة الإمارات دفعة مالية جديدة للبنك الإسلامي للتنمية  ليرتفع مجموع مساهمات الدولة في البنك إلى 110 ملايين دينار. وقدمت دولة الإمارات قرضاً من دون فوائد إلى منظمة اليونسكو تبلغ قيمته مليونين و400 ألف دولار.
وفي العام 1982 منح صندوق أبوظبي للإنماء الاقتصادي العربي قرضاً لمنظمة دول حوض نهر السنغال قيمته 259 مليون درهم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©