الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الدكتور مروان الكعبي يكتب: فجرُ مستقبلٍ جديدٍ لقطاع الرعاية الصحية

مروان الكعبي
31 مايو 2021 02:40

إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يوم السادس من أبريل 2021، الانطلاقة الرسمية لعام الخمسين، احتفالية اليوبيل الذهبي لتأسيس دولة الإمارات، يعد نقطة تاريخية فاصلة، وبداية لمرحلة جديدة حافلة بمزيد من الازدهار والتنمية، ستشهد معها مختلف القطاعات في الدولة، وفي مقدمتها القطاع الصحي، تحضيرات متواصلة لتعزيز مسيرة الإمارات نحو مئويتها عام 2071، عبر اعتماد الخطط الاستراتيجية المتطورة، والمبادرات المبتكرة الهادفة لترسيخ مكانة الدولة وتعزيز تنافسيتها ومرونتها وجاهزيتها للمستقبل.
على صعيد القطاع الصحي، ستُركز المبادرات والمشاريع القائمة والمستقبلية على مبتكرات التكنولوجيا الحديثة، ومنهجيات الرعاية الصحية الوقائية والاستباقية، ودمج الذكاء الاصطناعي، سعياً لتوفير خدمات صحية فائقة التخصّص، مع تمكين الشباب وتطوير قدراتهم ومهاراتهم لمواجهة ما قد يحمله المستقبل من تحدّيات صحية قد يصعب التنبؤُ بها، والتي شهدنا نموذجاً عنها في العام الماضي.
فمنذ بداية عام 2020، يُواجه عالمنا تحدّيات غير مسبوقة، بدأت مع أزمة فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19» التي تسارعت لتتحول إلى جائحة عالمية أصابت أكبر اقتصادات العالم بالشلل، وتأثرت بها دولة الإمارات كغيرها من بلدان العالم، لكن دولة الإمارات نجحت بالتعامل مع هذه الظروف الاستثنائية، عبر مجموعة من المبادرات التي أطلقتها الحكومة لاحتواء الأزمة، إلى جانب حزمة من التعليمات والقوانين التي تهدف للحدّ من تأثير الجائحة على المجتمع بمختلف قطاعاته، وتخفيف الأضرار المحتملة الناجمة عن اعتماد إجراءات الوقاية الاحترازية، وبرزت دولة الإمارات، نموذجاً مشرقاً ساطعاً، في التصدي لهذه الجائحة، بفضل أسلوبها المرن في التعامل الفعّال مع جائحة «كوفيد- 19» وفق أكثر المناهج ابتكاراً وكفاءةً، لتُقدم بذلك مثالاً يُحتذى به للعالم أجمع.
 في إطار تعاملها مع الجائحة، أعادت دولة الإمارات تأكيدها على الالتزام بتوفير خدمات الرعاية الصحية الشاملة للجميع، واعتماد مبادرات الدعم الاقتصادي منذ بداية انتشار الجائحة، وصولاً إلى إطلاق واحدة من أنجح حملات التطعيم بلقاح «كوفيد- 19» على مستوى العالم في نهاية عام 2020، ونجح البرنامج في تقديم نحو 12 مليون جرعة لقاح «كوفيد- 19» حتى الآن، مع الاستمرار بكل وعي ويقظة في اتباع كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من الجائحة، لتتجدد بذلك آمال الجميع، مدعومةً بما حملته معها هذه التحدّيات أيضاً من تغيرات في الفرص والآفاق المفتوحة نحو الأفكار والإبداع.
ونحن في شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، وفي سياق الجهود الوطنية الواسعة، كنا، وما زلنا حريصين على مضاعفة الجهود، والعمل على إيجاد أفكار مُبتكرة ومبادرات نوعية تُسرّع تحقيق هدفنا المتمثل في بناء شبكة رعاية صحية عصرية وطموحة، وإدخال أساليب جديدة تدفع مسيرة قطاع الرعاية الصحية المتطوّر لدينا قُدماً نحو الأمام، مع إعطاء الأولوية للتركيز على المرضى، وإنشاء نظام رعاية صحية مرنٍ وشامل ينسجم مع المستقبل الواعد الذي نستعد له في الأعوام الخمسين القادمة.
ومع احتفالات دولة الإمارات بمنجزاتها في هذا العام أيضاً، يحقّ لنا أن نفخر بما حققناه من مكانة رائدة في قطاع الرعاية الصحية، وبما تميزنا به في تقديم خدمات رعاية صحية ذات مستوىً عالمي ستسهم بالتأكيد في ترسيخ موقع دولة الإمارات الفريد كمنارة تضيء الدرب أمام مجتمع خدمات الرعاية الصحية المحلي والإقليمي والعالمي.
ولم تقف «صحة» عند مجرد الاستجابة لتحديات الجائحة فحسب، بل واصلت ارتقاءها بمعايير تنفيذ المهام المُوكلة إليها، وقدمت مثالاً رائعاً في الاستجابة الفعّالة، يصلح أن يكون نموذجاً عالمياً، إلى جانب تطوير وتعزيز إنجازاتنا في مختلف القطاعات الصحية لتبرز الإمارات واحدةً من أهم المراكز الصحية على المستويين الإقليمي والعالمي مستفيدة من موقعها الاستراتيجي وإنجازاتها التراكمية في هذا المجال.
وباعتبارنا أكبر شبكة للرعاية الصحية في دولة الإمارات، والدعامة الأساسية لنظام الرعاية الصحية في أبوظبي، نُجدد تعهدنا في «صحة» بجعل الأعوام الخمسين القادمة امتداداً لميراث الآباء والأجداد المؤسسين، ونتطلع إلى مواصلة عملنا على تنفيذ أجندة الرعاية الصحية لدولة الإمارات، باعتبارها أحد المحاور الأساسية للتنمية التي رسمتها لنا قيادتنا الرشيدة.
ومع تطلّعنا نحو فجر مستقبلٍ جديد، نُؤكد حرصنا الدائم على دعم مجتمعنا، والنظر بإيجابية وتفاؤل إلى الأعوام الخمسين القادمة، وما وراءها، والسعي بجدٍّ لتسريع إنجاز المهمة التي أوكلتها الحكومة إلينا، في بناء نظام صحي حديث ملائم للقرن الحادي والعشرين، يُركّز على المرضى في المقام الأول، ويرتقي بخبرات المتخصصين في الرعاية الصحية وبمستويات الجودة في الأداء، ويعتمد على التقنيات الحديثة والمبتكرة في الوقاية والعلاج وفق أعلى المعايير العالمية.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©