عدد اليوم
أبوظبي (الاتحاد)
يعتبر إسماعيل فتح الخاجة، أحد أبناء الرعيل الأول من بناة الوطن.. ومثل جميع أبناء جيله والأجيال اللاحقة، نشأ وترعرع في مدرسة القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فتأثر بشخصيته، وتعلم من مدرسته الإخلاص في العمل، والصبر والعزيمة، والإصرار، وسار على نهجه، وكان هدفه الرئيس رفعة الوطن، عبر مشاريع ناجحة أسهمت في النهضة الاقتصادية للدول خلال مرحل مهمة من بناء والتعمير.
ولد إسماعيل فتح الخاجة، رحمه الله، في أبوظبي، ونشأ في ظروف بيئية واجتماعية أكسبته القدرة على التكيف والمثابرة والتحلي بالإرادة والعزيمة القوية، وروح المبادرة والتحدي، وجميعها سمات ميّزت الرعيل الأول من أبناء الوطن، الذين اتخذوا من المغفور له الشيخ زايد القدوة.
مسيرة تعليمية
لأن إسماعيل فتح الخاجة، رحمه الله، ينتسب لأسرة تحفز أبناءها وبناتها على حفظ القرآن الكريم، استهل مسيرته التعليمية بحفظ القرآن، وهي خطوة عززت قدراته الشخصية، وخلقت تفاعلاً كبيراً بينه وبين اللغة العربية، ومنحته فرصة لتعلمها وممارستها بشكل متكامل في مرحلة مبكرة من العمر، ليلتحق في بداية ستينيات القرن الماضي، بالتعليم النظامي في المدرسة الفلاحية بأبوظبي، وهي المدرسة التي تعتبر البداية الرسمية للتعليم في إمارة أبوظبي، وحظيت وغيرها من الصروح التعليمية برعاية خاصة من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي تنبه إلى أهمية التعليم، ووفر له الدعم اللازم للارتقاء بأبناء الوطن.
خبرات
بدأ إسماعيل فتح الخاجة، مشواره العملي مبكراً بالعمل في «ستاندرد تشارترد بنك»، واستمر في عمله هذا سنوات عدة، اكتسب خلالها خبرات لا حصر لها في عالم المصارف والأعمال والاستثمار، وتعرف على اتجاهات الأسواق والمشاريع الناجحة، وامتلك مفاتيح النجاح، كما كان أهم ما يشغله في هذه المرحلة هو التعرف على المشاريع الحيوية التي يستفيد منها الوطن.
سفير الخير
يعتبر إسماعيل فتح الخاجة أحد سفراء الخير في الإمارات، وكان - رحمه الله - يعمل بصمتٍ وجد وإخلاص ابتغاء مرضاة الله - سبحانه وتعالى- بعيداً عن حب الظهور أو التفاخر، حيث تكفل ببناء عشرات المساجد داخل وخارج الدولة، وأقام المشاريع الخيرية التي توفر الرعاية للفقراء والمساكين، والأسر المتعففة، كما بنى العديد من المساجد ومراكز تحفيظ القرآن على مستوى دولة الإمارات والخارج.
شجاعة
بفضل شخصيته التي تتميز بالشجاعة وروح المغامرة، خاض الخاجة مغامرة العمل الخاص، في مرحلة مبكرة من العمر متحدياً الصعاب، فسبق عصره وحقق بفكره الذي كان يستشرف المستقبل النجاح تلو الآخر، وسجل اسمه بين أوائل التجار في إمارة أبوظبي، وحقق نجاحات اقتصادية غير مسبوقة بمجالات حيوية، منها تجارة السيارات والطرادات والمعدات البحرية والإطارات والمقاولات، وهو ما تحول بعد ذلك إلى مؤسسات وكيانات اقتصادية يضرب بها المثل كمشاريع متميزة تسهم في الاقتصاد الوطني، بخلاف حرصه على الاستثمار في القطاع الصحي عبر مجموعة مستشفيات دار الشفاء، التابعة لمجموعة آل خاجة القابضة، والتي تسهم في تلبية احتياجات المجتمع المحلي من الخدمات الطبية، وتقدم خدمات الرعاية الصحية بمستوى عالمي في تخصصات متعددة.
1969
في عام 1969، تأسست مجموعة «إسماعيل الخاجة وأولاده» التي تحولت إلى صرح اقتصادي عملاق يعمل في قطاعات حيوية، منها توزيع إطارات السيارات والمعدات الطبية وموزعات الوقود النفطية، وتصنيع وتوزيع وتركيب الأتمتة الصناعية والكهرباء، ومعدات الحماية من الحرائق، ومكيفات الهواء، والسخانات، المضخات والخزانات الفولاذية، ومنتجات الفولاذ الهيكلي، وملكية وإدارة المستشفيات، والاستثمار العقاري والتنمية، وملكية وتشغيل الصيدليات.
كفاءة وخبرة
يصف من تعاملوا مع إسماعيل فتح الخاجة، رحمه الله، والذي شغل عضوية مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة أبوظبي، بأنه أحد أبناء الوطن المخلصين المشهود لهم بالكفاءة والخبرة والحنكة وسعة الاطلاع والقدرة على التعامل مع القضايا والمشكلات بحكمة وتدبر، كما كان عنوان الصدق والأمانة، وسفيراً للخير داخل الدولة والخارج.
تكريم
تقديراً لعطائه وتفانيه ودعمه غير المحدود، كرمت العديد من المؤسسات الوطنية إسماعيل فتح الخاجة، منها، مؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد العليا، ووزارة الداخلية، و«أدنوك»، ودائرة التنمية الاقتصادية، و«مواصلات الإمارات»، وغيرها.
