الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مدير إدارة التنوع البيولوجي في «التغير المناخي والبيئة» لـ«الاتحاد»: 11 محميةً إماراتيةً مصنفةٌ عالمياً

مدير إدارة التنوع البيولوجي في «التغير المناخي والبيئة» لـ«الاتحاد»: 11 محميةً إماراتيةً مصنفةٌ عالمياً
19 يونيو 2021 02:25

شروق عوض (دبي)

أكدت هبة الشحي، مدير إدارة التنوع البيولوجي في وزارة التغير المناخي والبيئة، أن جهود دولة الإمارات في المحافظة على التنوع البيولوجي طوال السنوات الماضية، ساهمت في تحقيق العديد من الإنجازات الخاصة بهذا الجانب على الصعيد العالمي، أهمها تصنيف وإدراج 11 من أصل 49 محمية طبيعية، كمحميات عالمية ودولية، 10 محميات منها مصنفة كمواقع للأراضي الرطبة ذات الأهمية العالمية «رامسار»، ومحميّتا «مروح» و«وادي الوريعة» مدرجتان ضمن برنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لشبكة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو»، حيث حصدت محمية «وادي الوريعة» من بين الـ11 محمية، الصدارة في تلك التصنيفات العالمية، مرة صنفت كموقع في «رامسار» ومرة أخرى أدرجت في برنامج «اليونسكو».
وبيّنت الشحي في تصريحات لـ «الاتحاد»، أن تلك الإنجازات لم تكن وليدة اللحظة، وإنما جاءت نتيجة لجهود جبارة بذلتها الدولة ومؤسساتها الاتحادية والمحلية المختصة بالمحافظة على التنوع البيولوجي، مؤكدة  استمرارية الجهود في كل من تحديد المواقع ذات الأهمية العالمية لإدراجها ضمن قوائم «رامسار»، بما يسهم في ريادة دولة الإمارات في جهودها الخاصة بالمحافظة على التنوع البيولوجي، والعمل على إدراج محميات جديدة للـ «يونسكو» ضمن برنامجها الخاص بالإنسان والمحيط الحيوي، بما يؤكد  التزام الدولة باستمرار التنمية المستدامة للمحافظة على مواردها الطبيعية والتراثية وصون تاريخها وبيئتها.

  • هبة الشحي
    هبة الشحي

وقالت: «إن أهمية الاعتراف الدولي بالأراضي الرطبة تعود إلى الدور الفعال الذي تسهم به هذه المواقع في تخفيف ظاهرة التغير المناخي، لما لها من تأثير مهم في تخزين الكربون وتنظيم وضبط مستويات انبعاثات الغازات الدفيئة، كما أنها تلعب دوراً مفصلياً في الاستجابة لظاهرة تغير المناخ وتنظيم الظواهر المناخية الطبيعية، حيث تعتبر البيئة البحرية والساحلية لدولة الإمارات والتي تتمثل في الأراضي الرطبة مثل أراضي «الخث» وأشجار «المانجروف»، مخازن كبيرة للكربون وحواجز طبيعية تحد من الآثار الضارة للعواصف وموجات المد وارتفاع مستوى البحر، كما تعتبر مواقع ثرية بالتنوع البيولوجي».

دور رائد
وأكدت أن دولة الإمارات ومنذ انضمامها إلى الاتفاقية الدولية «رامسار» بشأن الأراضي الرطبة في عام 2007، تلعب دوراً رائداً في مجال حماية المناطق الرطبة، عن طريق تحديد الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية وإدراجها على لائحة الاتفاقية.

مواقع «رامسار»
بالسؤال عن تفاصيل الـ10 محميات المنضمة كمواقع لـ«رامسار» قالت الشحي: لقد تصدرت إمارتا دبي والشارقة المرتبة الأولى من إجمالي هذه المواقع بواقع 3 محميات في كل إمارة على حدة، حيث صنفت محميات «حتا للأراضي الرطبة» و«رأس الخور للحياة الفطرية» و«جبل علي» كمواقع «رامسار» في دبي، وصنفت محميات «واسط»، و«أشجار القرم» و«جزيرة صير بونعير» كمواقع «رامسار» في الشارقة، في حين جاءت إمارة أبوظبي بالمرتبة الثانية من إجمالي مواقع «رامسار»، حيث صنفت محميتا «الوثبة» و«بوالسياييف» كمواقع «رامسار» في أبوظبي، أما إمارتا عجمان والفجيرة فقد جاءتا بالمرتبة الثالثة بواقع محمية واحدة في كل إمارة على حدة من إجمالي المواقع، حيث تم تصنيف محمية «وادي الوريعة» في الفجيرة، ومحمية «الزوراء» في عجمان، كمواقع «رامسار».

وشددت مدير إدارة التنوع البيولوجي بالوكالة في وزارة التغير المناخي والبيئة، على حرص واستمرار دولة الإمارات بمختلف جهاتها ومؤسساتها الحكومية المعنية بشأن حماية البيئة، والعمل على تحقيق استدامة مواردها الطبيعية، بما يساهم في تحقيق مستهدفات الأجندة الوطنية لرؤية الإمارات 2021، وتوجيهات القيادة الرشيدة للدولة، وخير دليل على ذلك وجود 49 منطقة محمية في الإمارات، تشكل %15.53 من إجمالي مساحة الدولة، منها 10 مواقع تنضوي تحت مواقع «رامسار».

«مروح البحرية» 
وحول تفاصيل المحميات المدرجة في قائمة محميات الإنسان والمحيط الحيوي التابعة لليونسكو، أشارت هبة الشحي إلى أن للإمارات تاريخاً طويلاً في هذا الجانب وليس وليد اللحظة، حيث أدرجت شبكة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» محمية مروح البحرية التي تقع في منطقة الظفرة لإمارة أبوظبي على قائمة محميات المحيط الحيوي في عام 2007، لتكون بذلك أول محمية في دولة الإمارات تنضم إلى هذه الشبكة العالمية، حيث تبعد المحمية 120 كم من العاصمة أبوظبي، والتي تعد نموذجاً مثالياً ممثلاً للبيئة البحرية والساحلية بالدولة، فهي غنية بتنوعها البيولوجي الذي تدعمه بيئات بحرية وساحلية، كما تضم منطقة المحمية %60 من ثاني أكبر تجمع عالمي لأبقار البحر أو الأطوم المهددة بالانقراض في العالم، مما يضفي على المنطقة أهمية عالمية.
وأكدت أن انضمام محمية «مروح البحرية» آنذاك للشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي، كأول محمية وطنية تتأهل إلى هذا البرنامج ولتكون من المحميات القليلة التي اعتمدتها اليونسكو في المنطقة بأسرها، لم يأتِ من فراغ، وإنما كانت ولازالت لطبيعة هذه المحمية التي تحظى بخصائص متفردة تتضمن تنوعاً بيئياً غنياً وتاريخاً عريقاً، بالإضافة إلى دور كبير في حماية وتنمية الثروة السمكية ودعم حياة المجتمعات المحلية، فهي بحق نموذج للعلاقة المتوازنة والمصالح المتبادلة بين الإنسان والبيئة.

وأشارت إلى أن محمية «وادي الوريعة» في إمارة الفجيرة والتي تصدرت المحميات بالتصنيفات العالمية، حيث تم تصنيفها بالإضافة إلى إدراجها من قبل «اليونسكو» بالشبكة العالمية لمحميات المحيط الحيوي في عام 2018، ضمن مواقع «رامسار»، كما تعد ثاني محمية في الإمارات تدرج ضمن الشبكة المشار إليها أعلاه، بعد محمية مروح الطبيعية في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، وتقع محمية «وادي الوريعة» ضمن سلسلة جبال حجر الساحر وتزخر بتنوع بيولوجي وتكوينات جيولوجية فريدة من المنحدرات الصخرية والأنهار والتشكيلات الصخرية، وتبلغ مساحة المحمية 220 كيلومتراً مربعاً، وتضم تنوعاً طبيعياً يشمل حوالي 652 نوعاً من الحيوانات و208 أنواع من النباتات، وتعد المحمية فريدة بأنواعها، حيث تعتبر المكان الوحيد في دولة الإمارات الذي يحتوي على زهرة الأوركيد، كما تعتبر «وادي الوريعة» أول محمية جبلية وأول منتزه وطني على مستوى الإمارات، وهي موطن لثعلب بلاندفورد والقط البري العربي والقنفذ والوشق، وغيرها من الفصائل المتميزة.

شبكة محميات
أكدت هبة الشحي على مباشرة الوزارة خلال العام الجاري (2021) بتنفيذ العديد من الخطط الخاصة بالمحافظة على التنوع البيولوجي والنظم الطبيعية، ومنها إدارة شبكة من المحميات الطبيعية والأراضي الرطبة بشكل متصل وفعال ومتكامل وربطها بين المناطق الهامة بالتنوع البيولوجي وخدمات النظام البيئي على مستوى الدولة، وإجراء مسح وتقييم وطني شامل للتنوع البيولوجي لحصر وتحديد الأنواع والموائل والنظم البيئية المهمة في الدولة وخاصة في المحميات، وإنشاء مناطق محمية جديدة مهمة للتنوع البيولوجي، وتحديد المواقع ذات الأهمية العالمية لإدراجها ضمن قوائم «رامسار» بما يساهم في ريادة الدولة في مجال المحافظة على التنوع البيولوجي وغيرها الكثير من الخطط.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©