الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الوعي الأسري «كلمة السرّ» في تجنب الإصابة بـ«كورونا»

الوعي الأسري «كلمة السرّ» في تجنب الإصابة بـ«كورونا»
23 يوليو 2021 02:40

بدرية الكسار (أبوظبي)

يلعب الوعي الأسري دوراً كبيراً في تعزيز الصحة النفسية لأفراد الأسرة، في ظل التداعيات والمخاطر، والآثار العديدة التي تركتها جائحة «كورونا» على الفرد والمجتمع، خاصة أن تلك المخاطر تهدد الاستقرار الأسري، ومن هنا يأتي دور المؤسسات الاجتماعية في تقديم الأنشطة والفعاليات المناسبة لتعزيز هذا الوعي، والتعريف بالجائحة وآثارها على الأسرة وأفرادها، وكيفية التغلب عليها للحفاظ على سلامة الأسرة والتماسك المجتمعي.
وتقوم مؤسسة التنمية الأسرية بدور رائد في ترسيخ دعائم الأسرة الإماراتية، وتسعى لتوسيع آفاق الشراكات وأطر التعاون بين المؤسسات الاجتماعية التي تعمل «يداً بيد» مع المؤسسة ودائرة تنمية المجتمع في أبوظبي لتوحيد الرؤى، وتنفيذ الموجهات الاجتماعية الرامية إلى استقرار الأسرة.
تعمل مؤسسة «التنمية الأسرية»، خلال استراتيجيتها الموائمة لاستراتيجية محور التنمية الاجتماعية، ورؤيتها التي ترتكز على حياة كريمة لجميع أفراد المجتمع على التطوير المستمر في برامجها وخدماتها المقدمة للأسرة والمجتمع في إمارة أبوظبي، كما تعمل وفق استراتيجية ومنهجية بعيدة المدى من أجل المحافظة على أسرة قوية متمكنة، قادرة على مواجهة مختلف التحديات التي تفرضها الحياة العصرية، وجائحة «كورونا» لضمان ترابط وتلاحم المجتمع من أجل وطن آمن ينعم بالرخاء والاستقرار الأسري.

سلوك جديد
قالت مريم مصلح «أم لـ 4 أطفال»: أحرص أنا وزوجي وأطفالنا على حضور الورش التي تنظمها مؤسسة التنمية الأسرية، لأنها تناسب جميع أفراد الأسرة، ونحن نسكن في بيت والد زوجي بنظام الأسرة الممتدة، ما يجعلنا أكثر تقارب ومودة، خاصة وأن ظروف انتشار «كوفيد- 19»، جعلتنا نغير سلوك حياتنا، فأصبحنا نخصص وقتاً لحضور الورش والمجالس التعليمية والتثقيفية، ومجالس كبار السن  في الفترة المسائية، ونناقش العديد من الموضوعات والقصص مع الأجداد، ووقت العصر نتناول القهوة والشاي «فوالة العصر»، ونستمع لقصصهم، وكيفية حياتهم في الماضي، ما يقرّب الطفل من جدِّه وجدته، والحمد الله أطفالي استفادوا من ورش «الإدمان الإلكتروني»، وتعرفوا على مخاطرة وسلبياته، وتعلموا من هذه الورش كيفية التخطيط للمستقبل.

تطوير المهارات
من جانبها، قالت نورة البلوشي والدة عبدالله خالد الشهيمي عضو في مؤسسة التنمية الأسرية في البداية: المؤسسة سبّاقة دائماً في تسليط الضوء على الجانب الأسري في المجتمع من جميع النواحي، وخلال جميع المناسبات عبر المبادرات والورش والمحاضرات القيمة، والنصائح المقدمة لتطوير الجانب الأسري، ودمج الأسرة في المجتمع، وخلق روح من التعاون بينهم، كما تقدم المؤسسة ورش متنوعة لجميع أفراد الأسرة، تسهم في تطوير مهارات وقدرات أبنائنا.

  • منيرة الكيومي
    منيرة الكيومي

تحد كبير
بدورها، قالت منيرة الكيومي أخصائي نفسي بمؤسسة التنمية الأسرية: لا يزال فيروس «كورونا» حاضراً، ولا تزال الجائحة قائمة على مستوى العالم، ومشاعر الخوف والتوتر موجودة لدينا، وهذا تحد كبير تواجهه الأسر في ظل هذه الظروف، مؤكدة أن الضغوط التي لا تدار بشكل صحيح قد ينتج عنها مشكلات صحية، ونفسية، لذلك من المهم أن تكون الأسرة واعية للتغيرات التي تحدث داخلها نتيجة الظروف الاستثنائية، والتي نعيشها بسبب هذه الجائحة، وأكثر ما تحتاجه الأسرة في هذه الظروف هو الوعي.
 وأضافت الكيومي: الوعي الذي نركز عليه  هو إدارة المواقف بشكل واع، والتركيز على الأمور التي تساعد على الاستقرار، والتهدئة، والأمن داخل الأسرة. والتماسك، واستغلال التواجد داخل المنزل للتقارب أكثر، والتعاطف والتراحم وتفهم ودعم أفراد الأسرة لبعضهم بعضاً، مؤكدة أن إدارة المشاعر والعواطف بطريقة صحيحة مهمة للغاية، فنحن بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد في إدارة عواطفنا ومشاعرنا، فمن الطبيعي وجود مشاعر قلق وخوف نتيجة استمرار هذه الجائحة.

استقرار وأمان
وتابعت الكيومي: يحتاج أفراد الأسرة إلى تفهم بعضهم بعضاً، وإعطاء مساحة كافية للحوار والتعبير عن المشاعر، ومن الأمور التي تساعد على تعزيز الشعور بالاستقرار والأمان بين أفراد الأسرة المحافظة على روتين صحي، كنظام داخل الأسرة، مثل الانتظام في النوم والاستيقاظ، والأكل الصحي، وممارسة الأنشطة الرياضية، وفق المعطيات المتوفرة داخل المنزل، ويمكن استغلال الأزمة في إعادة ترتيب الأولويات، والعمل على زيادة الترابط الأسري، وتوطيد العلاقات والاهتمام بممارسة الأنشطة المشتركة.
وأشارت إلى أن الحوار والتواصل بشكل دائم يسهم في الشعور بالأمان والترابط، وكذلك يمكن استغلال الأزمة في اكتشاف الهوايات وتنميتها وتطويرها، ما يساعد على قضاء الوقت داخل المنزل بشكل ممتع ويخفف من مشاعر التوتر والخوف.

  • بنة بو زبون
    بنة بو زبون

الطاقة الإيجابية
من جانبها، قالت بنة بو زبون، «خبير نفسي اجتماعي»: الإنسان الناجح في حياته غالباً ما ينتمي إلى أسرة سعيدة ومستقرة يسودها الود والتفاهم والحوار، ولهذا فإن الحالة الحالية التي تمر بها الأسر إجبارياً بسبب «كورونا»، أصبحت  نقطة تحول في حياة الجميع، لأن إقامة أفراد الأسرة في البيت أدت إلى توليد الطاقة الإيجابية التي ساعدتهم على الوقاية من شبح الإصابة باكتئاب، حيث قاموا باستغلال البقاء في المنزل للترفيه والثقافة، وابتكار الألعاب المشتركة الجديدة والمشاهدة الجماعية للبرامج الثقافية والفنية، لأن العائلة هي الكنز الحقيقي الذي لا يفنى، ولأن الشخص الطبيعي يحتمي بعائلته من أعاصير الحياة، وقد بدأت الأسر  بدعم من البرامج التدريبية  التي قدمتها مؤسسة التنمية الأسرية بالإحساس بهذا الشعور من جديد في ظل تواجدهم  معاً خوفاً من تداعيات جائحة «كورونا»، ولهذا فإن الجلوس معاً أدى إلى تنشيط المشاعر والأحاسيس وروح الجماعة العائلية التي عانت غيبوبة طويلة خلال السنوات الماضية في كثير من الأسر، حتى أصبحوا «غرباء تحت سقف واحد».
 وأضافت بو زبون: أظهرت نتائج  تحليل مخرجات البرامج التوعوية التي قدمتها مؤسسة التنمية الأسرية أن العديد من الأسر استعادت استقرارها، وعملت على تحقيق طموحات أفرادها الشخصية في الدراسة والعمل.

برامج تدريبية للتوافق مع ظروف الجائحة
حرصت مؤسسة التنمية الأسرية بأبوظبي على تقديم عدد من البرامج التدريبية للتوافق مع ظروف وآثار أزمة «كورونا»، حيث تم التركيز على المحاور والمخرجات التالية:
* التدريب على تطبيق مبدأ «الإيثار»، بحيث يتسابق كل فرد لإسعاد الآخرين، ويتسابق الأولاد لإسعاد الوالدين، مع التأكيد على أهمية دور الأم تحديداً، لأنها رمز الحنان واللمة والاحتواء داخل أسرتها، وبالتالي لا بد أن تبدأ بفعل كل شيء محبب لدى أولادها وزوجها.
* تدريب أفراد الأسرة علي  أهمية اللحمة والابتعاد تماماً عن الجلوس منفردين، حتى لا يشعروا بالوحدة والإحساس بالحزن، ما يؤدي إلى الانطواء أو استرجاع الذكريات الأليمة، ما يبعث الطاقة السلبية ويسبب الشعور بالضغوط النفسية والاكتئاب.
* التدريب على  التركيز على أهمية الدفء ومهارات التماسك والحوار، حيث إن الأسرة المتماسكة السعيدة، هي عماد المجتمع القوي.
* التدريب على التأكيد على دور الرجل في العلاقة الأسرية، حيث خلقت الأزمة نوعاً من التوازن في الأدوار بين الزوجين في المنزل، وهذا التوازن حقق السعادة للزوجة والأبناء، وعزز العلاقة بين الأب وأبنائه.
* التدريب على مهارات التواصل الفعال، حيث إن الإنسان كائن اجتماعي، ولا يستطيع أن يعيش منعزلاً عن الناس، لأن التواصل بين البشر هو الحياة الحقيقية، حيث يتم تبادل الخبرات المشتركة.
* تم التأكيد عبر البرامج التدريبية على أهمية تجمع الأسرة، لأنه فرصة ذهبية لن تتكرر في استعادة الود المفقود والتقارب النفسي والبحث عن جو الصفاء العائلي.
* التدريب على معالجة افتقاد الدفء الأسري وتأثيره السلبي على المناعة النفسية والجسدية في مواجهة «كورونا».
* تم التدريب على مهارة   ترسيخ «روح الجماعة» من خلال تشارك الجميع في إعداد المأكولات والمشروبات بأبداع وتفنن وتميز لجميع الأعمار.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©