الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مشاركون في «إشراقات»: الإمارات تعزز منظومة التسامح عالمياً

مشاركون في «إشراقات»: الإمارات تعزز منظومة التسامح عالمياً
22 سبتمبر 2021 01:20

إبراهيم سليم (أبوظبي) 

تختتم اليوم فعاليات المهرجان العالمي «إشراقات» الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، وافتتحه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش بحضور وزراء وقادة فكر، وشهد اليوم الثاني للمؤتمر مشاركة عددٍ كبيرٍ من الشخصيات البارزة والخبراء على مستوى العالم، وإقبالاً كبيراً من جانب طلاب المدارس والجامعات والمدرسين وأساتذة الجامعات وأولياء الأمور من الإمارات وعددٍ كبير من دول العالم، في أكثر من 21 جلسة وبرنامجاً وفعالية، وتخطى عدد المشاركين حاجز 9500 شخص، خاصة بجلستي «التعامل من خلال التفهم» التي أدارها الكاتب فريدريك إمبو، و«حوارات شبابية حول دور الطلاب المبتعثين في تعزيز ونشر القيم الإنسانية» التي ضمت عدداً كبيراً من الطلاب الإماراتيين والعالميين وأساتذة الجامعات، واتسم فيها الحوار بالثراء والمرونة والتنوع الشديد.

نشر القيم الإنسانية
وتناولت «جلسة حوارات شبابية» دور الطلاب المبتعثين في تعزيز ونشر القيم الإنسانية، وشهدت حضوراً كثيفاً من الطلبة الإماراتيين المبتعثين بالخارج، وعبر المشاركون بالجلسة الذين تجاوز عددهم 250 شخصاً عن سعادتهم بالحوار المثمر والثري الذي قدم خبرات متنوعة استفاد منها الجميع، وركز المشاركون بالجلسة على أن على المبتعث أن يتحلى بصفات «المرونة والحوار والتعاطف، والتواصل، وقبول الآخر، واحترام الاختلاف» والتي تتكامل فيما بينها لتمثل الشخصية المتسامحة، كما يعرفها المجتمع الإماراتي، وأن ينطلق بها إلى العالم كافة أبنائه والمقيمين على أرضه؛ لأنها ببساطة يمكنها أن تسهم في تحفيز أي منا كطلبة للعلم والمعرفة لنكون أكثر إبداعاً وابتكاراً، وتطوراً وإنتاجاً.

  • نيك فيرمان
    نيك فيرمان

وأكد الدكتور نيك فيرمان من الولايات المتحدة الذي أدار جلسة «الشيء الوحيد الذي يفعله كل المعلمين العظماء» أن تنشئة الأجيال الجديدة على الإقبال على مختلف فروع المعرفة، وتفعيل قدراتهم وإبداعاتهم فيها، لا يمكن فصله عن غرس مجموعة من القيم والمبادئ في نفوسهم ليكونوا اكثر استعداداً لمواجهة التحديات كافة، وأكثر إصراراً على النجاح والتميز، وهنا يأتي دور المعلم، والمؤسسات التعليمية بشكل عام، حيث يقع على عاتقها القيام بالأمرين معاً، لكي يكون المخرج النهائي لهم إنساناً يحترم إنسانيته ويتمتع بالعلم ويقبل على تحصيل المعرفة، وهذا ما يجب أن يعيه كل معلم، كي يقبل طلبته على منهجه بحب وشغف.
 التسامح في نفوس الصغار أمان المستقبل

  • فاطمة شرف الدين
    فاطمة شرف الدين

 من جانبها، أكدت الكاتبة والأديبة فاطمة شرف الدين التي أدارت جلسة «تعلم القبول من خلال التجربة»، أن ممارسة التسامح خصوصاً في أوقات كالتي يمر بها العالم حالياً مهم جداً، ويتم اكتساب قيم التسامح منذ الصغر، حيث إن الطفل يتعلم القيم من خلال المجتمع الذي يعيش فيه وأهمهم الوالدان ثم المعلمون، ويعمل أدب الأطفال أداة مساعدة على تعزيز هذه القيم من خلال القصص. وأضافت شرف الدين أن الإمارات تُعد إحدى أهم الدول التي تسعى لتعزيز التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية ليس محلياً فقط وإنما على المستوى العالمي أيضاً، وهو الدور الذي يشهد به القاصي والداني، ولعل مهرجان «إشراقات» وما به من شخصيات عالمية بارزة خير دليل على اهتمام الإمارات بإثراء هذه القيم بخبرات العالم أجمع، مؤكدة أن الانطلاق بالتسامح والتعاطف وقبول الآخر إلى طلاب المدارس خطوة موفقة للغاية؛ لأنه غرس ستحصل الإمارات على نتائجه بتشكيل مستقبل باهر لأبنائها.

  • فديريك إمبو
    فديريك إمبو

 وقال المسرحي والكاتب فديريك إمبو الذي أدار جلسة «التعامل - بعيداً عن شخصنة الموضوعات - من خلال التفهم»، إنه سعيد للغاية بالمشاركة في «إشراقات»، وطرح من خلال الجلسة أهم الأساليب والطرق التي تمكن الإنسان من التعامل مع المشاعر السلبية التي تتولد لديه في مختلف الظروف، إذا أحس بأن الحديث يتعلق بصفاته الشخصية، وهو الإحساس الذي يحفزه لمهاجمة الآخر دون النظر إلى منطقية الموضوعات التي تتم مناقشتها؛ ولذا لابد من التحلي بالصبر والتريث قبل الأحكام، وهو ما يمكن وصفه بالتفهم لموضوع المتحدث دون شخصنة كلامه، مؤكداً أنه حاول من خلال الجلسة نقل تجربته الشخصية إلى المشاركين عن كيفية تعزيز الثقة بالنفس وقدراتها، وعدم شخصنة الأمور؛ لأن ذلك يحفز الطاقة الإيجابية لدى الفرد والجماعة. 

  • بيري لي كمنجز
    بيري لي كمنجز

من التنمر إلى التسامح 
عقدت أمس ضمن فعاليات المهرجان جلسة «من التنمر إلى التسامح والتنوع الثقافي» التي أدارها بيري لي كمنجز، مؤكداً في كلمته أن إظهار اللطف والإنصاف والصبر من جانب المعلمين وأولياء الأمور أمر حيوي للغاية في التعامل مع هذه الظاهرة والخروج منها إلى آفاق أرحب من التسامح والإيمان بالتنوع. وعبر بيري لي عن سعادته بالمشاركة في مهرجان «إشراقات والموضوعات التي يتناولها، مشيداً بجهود الإمارات العربية المتحدة في تعزيز القيم الإنسانية الراقية وقبول الاختلاف في نفوس الأجيال الجديدة من طلبة المدارس والجامعات، وهي الجهود التي تضمن مستقبلاً مشرقاً لهذه الأجيال ومجتمعاتها سواء داخل الإمارات أو في مختلف دول العالم، مؤكداً أن الجلسة تعرضت للتنمر كظاهرة لابد أن يمر بها قطاع كبير من الطلبة، وكيفية مواجهتها دون التهويل منها أو التهاون في التعامل معها، لأنها بلا شك تؤثر كثيراً على المجتمع المدرسي وعلى الطلبة في آن واحد؛ ولذا فإن الحكمة هنا تقتضي التعامل العلمي المدروس معها، وهو ما تقدمه الجلسة ببساطة شديدة، مشيداً بتفاعل قطاع كبير من المدرسين وأولياء الأمور مع موضوع قضية التنمر. 

الفارس الصغير
على هامش المهرجان، تم عقد ورشة الفارس الصغير التي شارك بها 500 من طلاب المدارس، حيث كانت الورشة تفاعلية نقاشية تتضمن دروساً لتعريف الطلاب بمفهوم التسامح وبالمفاتيح الستة لسمات الشخصية المتسامحة وهي: التعاطف، التعارف، الحوار، حل النزاعات، المرونة، العمل الجماعي، وذلك على شكل قصص وأفلام قصيرة تتضمن مواقف تعكس سلوكيات ذات علاقة بالمفاتيح يتعرف من خلالها على القيم المراد التأكيد عليها في مجال التسامح، كالتنوع، وسلبيات الحكم السريع على الآخرين بشكل مبسط وتفاعلي. تتضمن الورشة أيضاً أنشطة تعليمية لتعريفهم بمظاهر التسامح الفكري والأخلاقي، وآثاره الإيجابية لتنشئة جيل متعلم متسامح قادر على إدراك التنوع الثقافي والتعايش السلمي بشكل متدرج.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©