الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

المغرب.. تراث المستقبل

واجهة الجناح المغربي في «إكسبو دبي 2020»
5 أكتوبر 2021 02:03

محمد المنى (أبوظبي)

تشارك المملكة المغربية في «إكسبو 2020 دبي»، مستفيدةً من خبرتها في النسخة السابقة «ميلانو» من المعرض الدولي الأكبر والأقدم في العالم، وهي تحرص على تقديم نفسها، بما تملكه من عراقة وعمق تاريخي وثراء ثقافي وإبداع فني عميق ومبهر، في أعظم حدث دولي من نوعه تشهده منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. وتكتسي المشاركة المغربية في «إكسبو 2020 دبي» الذي تحضره 190 دولةً، أهميةً خاصة، سواء بالنظر إلى الموضوعات المحورية الثلاثة للمعرض نفسه، وهي الفرص والتنقل والاستدامة، والتي أخذت منها المناطق الثلاث للمعرض أسماءَها، أو باعتبار الموقع الذي يحتله الجناح المغربي ذاتُه في منطقة الفرص إلى جانب جناح البلد المضيف (دولة الإمارات العربية المتحدة نفسها)، أو أخذاً في الاعتبار الطريقة الجديدة غير التقليدية التي سيقدِّم بها المغربُ نفسَه من دبي إلى العالم، مبرِزاً ما يتمتع به من ذكاء وإبداع وانفتاح وطموح وأصالة.
إن مما يجعل «إكسبو 2020 دبي» حدثاً فريداً وذا أهمية استثنائية بالنسبة لجميع الدول، هو شعاره الموحي والملهم، أيْ «تواصل العقول وصنع المستقبل» من خلال التركيز على قضايا الاستدامة والتنقل والفرص، وهي ثلاثة عناوين للمناطق الثلاث التي تشكل المعرض. فـ«إكسبو 2020 دبي» يشكل منصةً حيويةً ومهمةً للغاية تتيح للمجتمع العالمي التعاونَ معاً لاكتشاف الحلول المبتكرة والرائدة للمواضيع الثلاثة التي تم تحديدها كعوامل رئيسة للتنمية العالمية، وهي الاستدامة (حيث تتزايد أهمية الابتكارات الجديدة في مجال إنتاج واستهلاك الطاقة والمياه النظيفة)، والتنقل (إذ تعد أنظمة النقل والخدمات اللوجستية المتطورة شريان الحياة الذي يربط الناس والسلع والخدمات في سائر أنحاء العالم)، ثم الفرص (حيث تبدو الحاجة ملحةً إلى نماذج عالمية جديدة لتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة والاستقرار المالي).
وسيكون المعرضُ أهمَّ ساحة للحوار وإبراز وجهات النظر الجديدة الملهمة حول أكبر التحديات والفرص في عالمنا الراهن، بدءاً بتحدي المناخ والاتصال، مروراً باستكشاف الفضاء، ووصولاً إلى مستقبل الصحة البشرية.. وكل ذلك من منظور ثقافي واجتماعي وبيئي واقتصادي.  
ويدرك المغرب أهمية العمل على موضوعات من هذا النوع وبهذا الأفق العالمي المستقبلي الطَّموح، لاسيما من منظور الرهانات التنموية والسكانية والبيئية للمغرب نفسه كبلد استطاع أن يضع نفسه على الطريق نحو النهوض والتطور، وقد أصبح ذا مكانة محورية في محيطه الأفريقي والأورومتوسطي.  
وكما أفاد بيان لـ«إكسبو»، صادر في وقت سابق، فإن مشاركة المملكة المغربية تعكس التزامَها بمواجهة التحديات الدولية، وحرصَها على التعاطي مع كل المستجدات برؤية واقعية وإرادة راسخة للتغلب على مشكلات الحاضر ولكسب رهانات المستقبل. ووفقاً للبيان، فسيكون «إكسبو 2020 دبي» محفلاً ثقافياً مهماً للمغرب، قائماً على الابتكار والتقنيات المتقدمة وعلى استلهام أحدث ما توصلت إليه البشرية في مجالات العلوم والفنون.
وسيكون أحدُ أوجه التميز بالنسبة للجناح المغربي موقعَه بالقرب من جناح دولة الإمارات في منطقة الفرص، إلى جوار ساحة الوصل التي هي بمثابة القلب النابض لـ«إكسبو 2020 دبي» على مدى فترة انعقاد الحدث الدولي الكبير. ووفقاً لما كشفته المفوضية العامة للجناح المغربي في معرض «إكسبو 2020 دبي»، فإن الجناح يجسد رؤية شاملة عن المغرب، من خلال تقديم موروثه الثقافي وتراثه الطبيعي والإنساني، إلى جانب مهاراته وخبراته ومواهبه الفذة التي تعد بمستقبل أفضل وأبهى. 
وقد اعتمدت تصاميم الجناح المغربي الذي يمتد على مساحة تصل 3500 متر مربع، على الاستلهام من التقاليد العريقة لفنون العمارة المغربية، بغية إبراز المؤهلات التي يزخر بها المغرب في مختلف المجالات، لاسيما تقاليد البناء الترابي، و«فناء الدار»، وشوارع المدن المغربية العتيقة.. مع استحضار قيم القرن الحادي والعشرين وبالاستفادة من تقنياته الجديدة في مجال الاستدامة والطاقة النظيفة وتقليل الأضرار البيئية. وهكذا جاء الجزء الخارجي للجناح مكوناً من واجهة أرضية بارتفاع 33 متراً، وهي تقنية بناء مغربية تقليدية تعمل على تعزيز وتلطيف الظروف الداخلية وجعلها مريحةً في الأماكن الحارة والرطبة، بينما يتكوّن الجزء الداخلي من ألواح خشبية تعمل كواقيات من أشعة الشمس الضارة.
وإنْ تميزَ الجناح المغربي بالابتكار والاستلهام اللامحدود، فلأنه استطاع تجسيدَ شعارِه الرئيسي، وهو «تراث المستقبل.. من الأصول الملهمة.. إلى التنمية المستدامة»، مما سيتيح لزوار المعرض الدولي فرصة اكتشاف وإعادة اكتشاف المغرب وتاريخه وهويته، وكذا إنجازاته المادية ورؤيته للمسـتقبل. وستسمح زيارة الجناح المغربي بإمكانية الولوج إلى 13 قاعة موزعةً على أرجائه في سبعة طوابق، تقدم كل قاعة منها تجربةً تعليمية وفنية وترفيهية فريدة وملهمة تخاطب الجسد والروح معاً. وهذا علاوة على قاعة للمحاضرات والندوات وأماكن للقاءات الثنائية، ومطعم راق، وفضاء للشخصيات المهمة. 
وفي كل هذه الفضاءات التي تُكوِّن الجناحَ المغربي في «إكسبو 2020 دبي»، وعلى مدى ستة أشهر هي فترة انعقاد المعرض الدولي الأكبر من نوعه، سيتأتَّى لزوار المعرض التعرف من قرب على ثقافة المغرب وقيّمه وتراثه ومقوّماته الفنية والسياحية والاقتصادية، وذلك من خلال معارض فنية وعروض مسرحية وحفلات موسيقية ولقاءات وندوات متخصصة.. تعكس قدرة المغاربة على البناء والابتكار ومواجهة التحديات والانخراط في الرهانات الكبرى للتنمية والاستدامة والسلام.
 في دبي سيقدّم المغرب نفسه إلى العالم من خلال «إكسبو 2020»، مبرزاً ما يتمتع به من تراكم ثقافي وفكري وفني وحضاري، وما يميزه من تنوع بيئي وثراء طبيعي جعله على الدوام إحدى أهم مناطق الجذب السياحي في العالم، والمكان المفضل لتصوير عدد من أفلام السينما العالمية، ولاحتضان كثير من المؤتمرات والقمم واللقاءات والأنشطة الدولية. وسيكون وجود الجناح المغربي في «إكسبو 2020» فرصةً لتعرُّف ملايين الزوار والمتابعين على ما يتمتع به المغرب المعاصر من حيوية ودينامية وطموح، وما يمتلكه من قدرة على مواجهة التحديات وعلى الانخراط في أكبر الرهانات التنموية والأجندات المستقبلية في مجالات التجارة والاتصال والاستثمار والاستدامة.. من أجل الأجيال القادمة. كما يشكل المعرض فرصة ثمينةً للمغرب من أجل بناء شراكات جديدة وتطوير شراكاته القائمة، ومدخلاً مهماً لتنمية الاستثمارات ودخول أسواق جديدة ستتعرف في دبي على أهمية المنتَج المغربي. 
من خلال الندوات والورشات واللقاءات العديدة التي سينظمها الجناح المغربي، سيقدم المغربُ رؤيتَه حول الرهانات الكبرى في عصرنا الحالي، بما في ذلك قضايا الابتكار والبيئية والاستدامة والتسامح.. كما سيستطيع المغاربة التعريف بالمنجزات العديدة للمملكة في مختلف المجالات، ومشاركةَ خبراتِها مع 190 دولة ممثلةً في معرض «إكسبو 2020 دبي».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©