الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

هاكوب.. بوصلة زوّار إكسبو

هاكوب.. بوصلة زوّار إكسبو
16 أكتوبر 2021 00:56

دينا جوني (دبي)

مهمته التجول بين أحياء إكسبو في منطقة الاستدامة على دراجته الصفراء بصندوقها الأصفر الكبير الذي يحمل شعار المعرض، يفتش في عيون الزوار عن تائه يبحث عن جناح ما من بين 192 جناحاً، أو عائلة لا تعرف أين تجد قطار إكسبو لتبدأ رحلتها في أرجائه، أو ثنائي أرهقهما المشي، ويفتشان عن مطعم إيطالي لتناول الغداء وأخذ قسط من الراحة قبل استكمال زيارتهما. 
هو هاكوب الأرمني، الذي يجول في شوارع إكسبو بابتسامة مرحّبة بكل سؤال وإشارة. كيف يمكن لفرد واحد، لقطرة في بحر إكسبو، التأثير في رحلة الزائر وتحويلها إلى تجربة استثنائية كما وعدت دبي؟
فكل تلك الأجنحة بهندستها المعاصرة والمبتكرة أو المستقبلية أو الكلاسيكية، والعروض الفنية والرقصات والفولكلور الملون بإيقاع البلدان، إبهار قد يتبخر في لحظة واحدة، إذا أساء أي من الكوادر أو الأفراد والعناصر الذين استامنتهم إدارة إكسبو على الحدث العالمي وزواره، استخدام صلاحياته، أو تهاون في أداء مهمته. كل موظف في إكسبو قادر على خلق قيمة مضافة في تجربة زائر إكسبو. إذ لا يأخذ من المرء الكثير لكي يكون عنصراً مميزاً في العمل الذي يؤديه أيّما كان.

هاكوب هو واحد من هؤلاء المتطوعين. بابتسامته واهتمامه الواضح وحماسته لإرشاد الزوار إلى وجهتهم، والإجابة عن استفساراتهم، يُشعر السائل وكأن الحدث العالمي وإدارة إكسبو بكاملها حريصة كل الحرص على راحته وعلى إنجاح رحلته والخروج منها بأقصى ما يمكن أن تحققه له. 
لا يتردد هاكوب في النزول سريعاً عن دراجته كموظف في قسم الطوارئ، وفتح سقف الصندوق الذي تحمله مقدمة دراجته، وإخراج منها ما يحتاجه الزائر من خريطة الموقع، إلى مطويات الأحداث التي سيقدمها إكسبو، وغيرها من الأدوات الإرشادية التي من خلالها لن يشعر الزائر بالأسى أنه فوّت حدثاً يهمه لجهله بتوقيت حدوثه.
دبي وعدت بالإبهار، والإبهار لا يكمن فقط في الشكل العام للحدث، في أجنحته وإضاءته، وإنما أيضاً في الاهتمام بالتجربة الشخصية للزائر، من خلال التواصل «الإنساني» لمئات الجنسيات التي إما تعيش على أرض الإمارات أو تستضيفها في مناسبة استثنائية ستبقى محفورة في ذاكرة المنطقة والعالم.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©