الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

فرص واعدة لمشروعات وطنية في «الفضاء»

فرص واعدة لمشروعات وطنية في «الفضاء»
17 أكتوبر 2021 00:52

دبي (الاتحاد)

شهدت دولة الإمارات خلال الأعوام القليلة الماضية قفزة نوعية في أعداد الشركات والمشاريع الناشئة الوطنية والمحلية في قطاع الفضاء والصناعات والتقنيات والأبحاث المرتبطة به. وسجلت بيئتها الحيوية الداعمة لقطاعات الأعمال كافة، والمشاريع الناشئة الوطنية والمحلية ورواد الأعمال على أرض الدولة بشكل خاص، قصص نجاح ملهمة لمشاريع ناشئة متميزة في قطاع الفضاء والصناعات والابتكارات المرتبطة به، قامت في الإمارات واستفادت من البنى التحتية المتكاملة وفرص التمويل والدعم الفني والتقني المتنوعة التي تزخر بها.
واليوم وبعد أربع سنوات فقط من إطلاق برنامج الإمارات الوطني للفضاء، وبفضل وجود استراتيجية وطنية واضحة في قطاع الفضاء لدعم وتمكين الشركات والمشاريع الوطنية والمحلية الناشئة في تخصصاته المختلفة، أصبحت الدولة تضم أكثر من 20 مشروعاً ناشئاً باستثمارات واعدة في قطاع الفضاء والصناعات والتقنيات المرتبطة به، استفادت من العناصر الداعمة التي توفرها الدولة وبيئتها التي تمكّن أصحاب الأفكار المبتكرة في القطاعات الاقتصادية الحيوية، لا سيما قطاع استكشاف الفضاء.
وأصبحت الإمارات خلال سنوات قليلة بيئة حيوية داعمة لرواد الأعمال والمشاريع الناشئة الوطنية والمحلية في قطاع الفضاء، وحاضنة نمو نوعي للعديد من الأفكار المبتكرة لتأسيس شركات محلية ناشئة في قطاع الفضاء الواعد.
وأعطى الإعلان مؤخراً عن إطلاق «مشروع الإمارات لاستكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويبكات»، المهمة الفضائية الأكبر في تاريخ دولة الإمارات، والتي تستهدف إطلاق المركبة الفضائية الأولى عربياً والرابعة عالمياً إلى كوكب الزهرة وحزام الكويكبات عام 2028، زخماً نوعياً وحافزاً جديداً للشركات الوطنية والمحلية الناشئة في قطاع الفضاء، لتنضم إلى جهود تطوير تقنيات وابتكارات جديدة تسهم في نجاح المهمة الفضائية الإماراتية في رحلتها التي تقطع 3.6 مليار كيلومتر وتهبط على كويكب يبعد 560 مليون كيلومتر عن كوكب الأرض.
وترافق المشروع الفضائي الإماراتي الأحدث للسفر بين الكواكب مع إعلان الدولة ذات القطاع الفضائي الأسرع نمواً في المنطقة عن سلسلة مبادرات خاصة بتمكين رواد الأعمال المحليين والشركات الوطنية والناشئة في قطاع الفضاء على أرض الدولة.
ومن تلك المبادرات الهادفة لتمكين جيل جديد من رواد الأعمال المتخصصين والشركات الناشئة محلياً في قطاع الفضاء في دولة الإمارات برنامج متكامل لدعم تأسيس شركات إماراتية في قطاع الفضاء، متخصصة في الصناعات الفضائية وعلومها، إضافة إلى برنامج تدريبي وطني متكامل، لتنمية الصناعات المهنية لدى المواطنين، فضلاً عن ضمان حصول الشركات الإماراتية المتخصصة في الصناعات التكنولوجية المتقدمة على عقود ضمن مشروع استكشاف كوكب الزهرة وحزام الكويكبات داخل النظام الشمسي.

قطاع حيوي 
وتتوفر حزمة متنوعة من الفرص للشركات الوطنية والمحلية الناشئة في قطاع الفضاء والصناعات والتقنيات المرتبطة به في دولة الإمارات التي تمتلك حالياً أكثر من 17 قمراً اصطناعية مدارية و7 مركبات فضائية أخرى قيد التطوير، وفيها أكثر من 50 شركة ومؤسسة ومنشأة فضائية تعمل داخل الدولة من شركات عالمية وناشئة.
كما تستفيد المشاريع الناشئة في قطاع الفضاء في الإمارات من وجود 5 مراكز بحثية وبرامج جامعية في العلوم الفضائية لتخريج الكوادر المؤهلة لقيادة القطاع نحو المزيد من التطور.
ويمكن للشركات الناشئة في الدولة الاستفادة من قاعدة المواهب والكفاءات التخصصية المتنامية في قطاع الفضاء الإماراتي الذي يقدر عدد العاملين فيه حالياً بأكثر من 3100 شخص بين مهندسين وعلماء وباحثين وتقنيين وخبراء ومتخصصين.

  • قصص نجاح ملهمة لمشاريع ناشئة (الاتحاد)
    قصص نجاح ملهمة لمشاريع ناشئة (الاتحاد)

 

«فارمن» قصة نجاح في الفضاء 
ومن قصص المشاريع الناشئة الوطنية المحلية الناجحة في قطاع الفضاء بالإمارات الشركة الناشئة «فارمن» Farmin التي انطلقت في دولة الإمارات عام 2019 وتوفر حلولاً مبنية على الذكاء الاصطناعي لحل مشاكل تواجهها قطاعات مختلفة مثل قطاع الزراعة والتخطيط المدني والملاحة والدفاع، عن طريق دمج تقنية الاستشعار عن بعد مع خوارزميات الذكاء الاصطناعي الحديث.
وتأسست شركة فارمن في دولة الإمارات قبل عامين كفكرة تم طرحها وفازت في تحدي جيوتيك للابتكار المنظم من قبل وكالة الإمارات للفضاء. وتم احتضان فارمن في «كريبتو لابز» واختيارها لاحقاً لتكون جزءاً من «صندوق محمد من راشد للابتكار».
ويتمتع فريق الشركة الناشئة بخبرة واسعة في النمذجة والبرمجة والذكاء الاصطناعي، ويعمل مع كوادر إماراتية وجامعات محلية، وفرق بحثية، وشركات ناشئة إماراتية، ومهندسين من تخصصات متعددة.
ومن أبرز التقنيات التي تطورها فارمن زيادة وضوح صور الأقمار الصناعية إلى دقة فائقة عن طريق خوارزميات الذكاء الاصطناعي المطورة محلياً، مما يسمح بتحديد موقع وفهم تفاصيل أجسام أصغر مثل السيارات والألواح الشمسية. وابتكار تعزيز رؤية وتحديد حدود المباني والبيوت والسفن الصغيرة بدقة عالية باستخدام صور الأقمار الصناعية ودمجها مع الإنترنت، مما يسمح باكتشاف التغيرات بشكل فعال ومستمر.

استخدامات نوعية
وهناك العديد من الجهات المحلية التي يمكنها الاستفادة من ابتكاراتها، مثل الموانئ، من حيث مراقبة نشاط الموانئ، والشحن، والتسريبات النفطية، ومعرفة عمق المياه، وكشف مواقع السفن، أو في البلديات والبنية التحتية من حيث التخطيط الحضري والعمراني، ومتابعة حدود المنازل، وإدارة النفايات وإحصائيات السيارات والمركبات ومراقبة المباني والبنية التحتية للطرق، أو في قطاع النفط من حيث رصد التربة وهبوط الأرض والبنية التحتية وتسربات البترول والغازات.
كما يمكن استخدام التقنيات التي تطورها الشركة الناشئة في القطاع الزراعي لرصد صحة النبات، ومحتوى التربة، والمحتوى المائي، وتقدير حجم الإنتاج، والتنبؤ بانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وفي مجال حماية البيئة، كما في مراقبة المسطحات المائية والأشجار والمحميات الطبيعية، وتكاثر الطحالب، ومراقبة حالات الطوارئ وأثر الفيضانات، وتقييم أضرار الحرائق.
وقال الدكتور علي الحمادي المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة فارمن، إن الشركة الناشئة استفادت من الاهتمام الكبير بمجال الفضاء وزيادة الاستثمار في تكنولوجيا الفضاء في الإمارات وفي جميع أنحاء العالم، خاصة أن الشركات الناشئة في الإمارات تستطيع الاستفادة من منح التنمية والقروض من دون فائدة من مصرف الإمارات للتنمية، فضلاً عن المسرعات والمستثمرين الشخصيين والشركات الاستثمارية التي توفرها دولة الإمارات.
وأضاف: «استفادت فارمن من انفتاح المؤسسات الحكومية في الإمارات على التعاون والعمل مع الشركات الناشئة الجديدة لدعمها. ومن خلال هذا الدعم، تمكنت فارمن من عرض أعمالها في العديد من المؤتمرات العالمية مثل أسبوع أبوظبي للاستدامة، وجيتكس، والقمة العالمية لتغير المناخ.

«مارشل إنتك»
ومن المشاريع الناشئة المتميزة في دولة الإمارات أيضاً شركة «مارشل إنتك» التي تأسست عام 2016 في دبي. وهي شركة محلية خاصة ذات تمويل ذاتي، تقوم بتصنيع أنظمة إرسال بيانات عبر مسافات بعيدة باستخدام تقنيات رقمية لاسلكية.
ويقول محمد بن غالب الرئيس التنفيذي لشركة مارشل إنتك: إن فريق عمل الشركة يتضمن كوادر وطنية شابة متخصصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة كالهندسة الكهربائية والميكانيكية والبرمجيات والاتصال وتصميم الإلكترونيات. ونتطلع للتعاون مع كوادر متميزة في المستقبل.
وأضاف:«أشادت قيادتنا الكريمة بالمجهود الذي تقوم به شركة «مارشل إنتك» في تتبع الحياة البرية عبر القمر الصناعي «غالب». وحظينا باهتمام يشرفنا من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الذي أشاد بمساهمة شركة مارشل إنتك في قطاع الصناعات الفضائية المحلية. ووفرت الجهات المحلية أيضاً الدعم المطلوب لإتمام المشروع».

  • صور التقطها مسبار الأمل
    صور التقطها مسبار الأمل

إنترنت الأشياء
وتركز الشركة الناشئة في خدماتها على أربعة قطاعات حيوية هي الشحن البري والبحري، والنفط والغاز والطاقة المتجددة، والزراعة، وشبكات المياه والكهرباء. 
وتستطيع أقمارها الاصطناعية المصغرة المزودة بتقنية اتصالات الجيل الخامس لإنترنت الأشياء تتبع الشحنات والبضائع والسفن في مجال الشحن، أو ربط السيارات الذكية وذاتية القيادة مستقبلاً بالأقمار الاصطناعية لضمان سلامة الركاب، أو ربط محطات توليد الطاقة الكهربائية وخطوط نقل الكهرباء والماء والعدادات الذكية بشبكة اتصالات واحدة لمراقبة كفاءة عمل المنظومة الخدمية، أو مراقبة وأتمتة شبكات الماء ومشاريع الري، أو تتبع القطعان والحيوانات والطيور النادرة ضمن بيئتها الطبيعية، أو متابعة كفاءة محركات الطائرات المدنية وحمولات طائرات الشحن بواسطة إنترنت الأشياء.

براءات اختراع
ولدى الشركة ست براءات اختراع قيد التقييم تم تقديم طلبات تسجيلها في مكاتب براءات الاختراع في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية، وهي تتعلق بكيفية تصميم نظام أقمار صناعية قادر على العمل بتقنية الاتصالات الخلوية وبالتحديد الجيل الخامس لإنترنت الأشياء (IoT). 
واختبرت الشركة هذه التقنية بنجاح عام 2019 بوساطة قمريين صناعيين في المدار، كما أطلقت في يونيو 2021 قمراً صناعياً ثانياً على متن صاروخ تابع لشركة سبيس أكس، وهو يعمل الآن في مداره بدقة عالية، فيما تتطلع الشركة لإطلاق أقمار أخرى العام المقبل.
ويقول محمد مبارك المهيري، الشريك المؤسس في «أو كيو تكنولوجي»: «هناك برامج مشجعة ومبدعة من قِبل وكالة الإمارات للفضاء ومركز محمد بن راشد للفضاء للتعاون مع الشركات الناشئة في قطاع الفضاء، كالتعاون المشترك، وتراخيص الفضاء، وحاضنات الأعمال. 
ولدينا شراكة مع مركز محمد بن راشد للفضاء، ونحن فخورون بالعمل معهم ومعجبون بالمستوى التقني العالي والمحترف للعاملين، وخاصة من الكوادر المواطنة، في المركز».
وأضاف:«الفضاء قطاع اقتصادي حيوي في دولة الإمارات وكان التوقيت مناسباً لنا لبدء نشاطنا هنا، حيث هناك بيئة خصبة لاستقطاب الشركات الناشئة في مجال الفضاء والعمل معها، وكذلك الاستفادة من الخبرات الموجودة في الدولة والخدمات المتاحة لتأسيس وإدارة الشركات الناشئة وهناك العديد من المعارض العالمية في الإمارات في مجالات التكنولوجيا والفضاء».

شركات ناشئة متميزة
وتشمل قائمة الشركات الناشئة المحلية في قطاع الفضاء الإماراتي أكثر من 20 اسماً أسست نجاحها على أرض الإمارات، وتميّزت في تخصصات دقيقة متصلة بصناعات وتقنيات وأبحاث الفضاء والقطاعات المرتبطة به، واستفادت من البيئة الحيوية الداعمة للشركات الناشئة المحلية ورواد الأعمال من أصحاب الأفكار المتميزة في دولة الإمارات.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©