عدد اليوم
فهد بوهندي(الفجيرة)
أصدرت هيئة الفجيرة للبيئة تقريراً بيئياً عن الأعاصير وتأثيرها على البيئة البحرية بعد تعرض المنطقة لإعصار شاهين المداري مؤخراً، والذي تأثرت به الدولة، وإمارة الفجيرة خلال الفترة الماضية.
وأكدت أصيلة عبد الله معلا مدير هيئة الفجيرة للبيئة، أن الأعاصير بشكل عام ظاهرة بيئية طبيعية تحدث بسبب الاختلاف في درجات الحرارة بين طبقات الهواء، لا سيما أن الأعصار يكون له تأثير على البيئة من الجانبين السلبي والإيجابي.
من جانب آخر، أفادت المهندسة فاطمة الحنطوبي مسؤولة المحميات البحرية في هيئة الفجيرة للبيئة، أن تأثيرات الإعصار السلبية تتلخص بأنه يولد أمطاراً ورياحاً متحركه في البحر مثل اقتلاع الشعاب المرجانية، كما أنه يحمل الغبار والطين الذي يؤثر على الثروة السمكية، حيث يتسبب في انسداد خياشيمها ويحركها من موقع لآخر، كما أن الحيوانات البطيئة الحركة كالسلاحف، وبالأخص الصغيرة منها، تتأثر عن طريق التيارات المائية وقد يتسبب بموتها، بالإضافة إلى أن التغيرات في درجة حرارة المياه وملوحتها تؤثر على الحياة البحرية بشكل عام، حيث تغير من صفات محيطها البيئي بشكل مفاجئ، مما يجعل الكائن يصاب بصدمة أو موت مفاجئ.
وتابعت: أثبتت الدراسات أن الحيوانات الأخرى البحرية والأسماك تشعر بهذه الظواهر قبل حدوثها، عن طريق الأمطار أو الرياح أو حتى الاختلاف في درجات الحرارة التي تسبق الإعصار، وتهرب من المكان تماماً كما تشعر الحيوانات بالزلازل أيضاً، وهناك دراسة أخرى على سلوك أسماك القرش ذات الرأس الأسود توضح أنه مع اقتراب العواصف وانخفاض الضغط الجوي، تسبح أسماك القرش في المياه العميقة حتى تنتهي العاصفة لحماية نفسها وضمان بقائها على قيد الحياة.
وأوضحت الحنطوبي أن الأعاصير تجلب أمطاراً غزيرة تغمر من خلالها المياه العذبة البيئة البحرية، وحيث إن المياه العذبة أقل كثافة من المياه المالحة، فإنه يمكن أن يمنع الأكسجين من الوصول إلى الطبقة المالحة في القاع، مما يتسبب في التأثير على مستويات الملوحة.
وأكدت أن للأعاصير جانباً إيجابياً لأن هذه الظواهر أحياناً تساعد على ازدهار الكائنات، فالأعاصير تجلب في طريق مسارها كائنات أخرى تكون فرائس لغيرها من الحيوانات في البيئة البحرية.
وأكدت هيئة الفجيرة للبيئة على أهمية الحذر في التعامل مع الأعاصير عند وقوعها من قبل الجمهور، واتباع الإرشادات والتعليمات الصادرة من الجهات المختصة في مثل هذه الحالات، والإبلاغ عن أي متغيرات بيئية قد يلاحظها الجمهور خلال أو بعد وقوع الإعصار.
