الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

مساعد وزير السياحة والآثار في مصر لـ«الاتحاد»: نسعد دائماً باستقبال أبناء الإمارات

مساعد وزير السياحة والآثار في مصر لـ«الاتحاد»: نسعد دائماً باستقبال أبناء الإمارات
22 أكتوبر 2021 01:05

حسام عبدالنبي (دبي)

أكدت لمياء كامل، مساعد وزير السياحة والآثار للترويج، في مصر، أن «إكسبو 2020 دبي» يمثل فرصة رائعة ومنصة عالمية، لطرح هوية مصر الجديدة والترويج للقطاع السياحي فيها بالشكل المناسب، حيث أصبحت مصر دولة حديثة تملك مقومات البنية التحتية والاستثمارية والسياحية والمجتمعية التي تسمح لها بذلك، وأشارت في حوار خاص مع «الاتحاد»، إلى أن مصر دائماً ما تسعد باستقبال السائح الإماراتي في ظل علاقات الأخوة والصداقة والمودة التاريخية التي تربط بين الشعبين الشقيقين، وزيادة اهتمام الشباب الإماراتي بزيارة مصر ولاسيما مناطق الجونة وشرم الشيخ في ظل توافر المنتج السياحي الذي يناسب ويلبي تطلعاتهم. وقالت: شعار «إكسبو دبي» وهو تواصل «العقول وصنع المستقبل» يعبر مع توجهات مصر في المرحلة الحالية، خاصة من ناحية توافر قوة العمل المتمثلة في الشباب الذي يشكل 50% من التعداد والتطور التكنولوجي، إلى جانب توظيف الدولة قدرات الشباب من أجل إحداث التنمية.
وقالت مساعد وزير السياحة والآثار للترويج في مصر، إن شكل السياحة في العالم قبل جائحة «كوفيد -19» اختلف عن الشكل الحالي، فقبل الجائحة كانت السياحة معتمدة على عدد من المعطيات التي لها علاقة بالوجهة السياحية والمكان الذي يزوره السائح في الدولة، كما كان السائح يقضي عدداً محدود نسبياً من الأيام في الدول التي يزورها وكان أكثر تقبلاً للمخاطرة.
وأضافت أن احتياجات السائح اختلفت بعد «كوفيد -19»، حيث أصبح يدرس متطلبات الإجراءات الاحترازية في الدول التي سيزورها من حيث نوعية المصل المسموح به، وتوافر فحوص «بي سي أر» في المطارات والقدرة الاستيعابية المسموح بها، ومدى توافر الرعاية الصحية، مع التركيز بشكل خاص على طبيعة الطقس في تلك الدول.
وأوضحت، أنه كلما كانت الوجهة السياحية تتميز بالجو الدافئ والمشمس، كان ذلك من المقومات المهمة للجذب السياحي، حيث لم تعد أهمية هذا الأمر تقتصر على السياح الأوروبيين فقط، منوهه بأن الطاقة الاستيعابية للفنادق والمزارات السياحية من السياح في مصر تمت زيادتها من 25% إلى 50% في الصيف، ثم وصلت إلى ما لا يتجاوز 70% في بداية شهر يوليو الماضي، حيث كانت نسبة الإشغال في الفنادق تصل إلى 100% من القدرة الاستيعابية المسموح بها، خصوصاً في ظل الإجراءات الجيدة التي قامت بها الدولة من ناحية التطعيم الشامل للعاملين في القطاع السياحي، لاسيما في المناطق الأكثر جذباً مثل البحر الأحمر وجنوب سيناء. 

  • لمياء كامل  (تصوير: حسن الرئيسي)
    لمياء كامل (تصوير: حسن الرئيسي)

تجربة السائح
ترى لمياء كامل، مساعد وزير السياحة والآثار للترويج في مصر، أن اختيار الوجهات السياحية المفضلة لم يعد يقتصر على المقومات السياحية فقط من شمس أو بحر أو شواطئ، وإنما أصبح التركيز على تجربة السائح وتقييم عوامل عدة مثل الصحة والمواصلات والبنية التحتية، والمطارات واحترام القواعد البيئية، وتوافر المحميات الطبيعية، والتزام الدولة بمفهوم الاستدامة، إلى جانب توافر الأنشطة الثقافية والفعاليات على مدار العام.
وقالت، إن القيادة السياسية في مصر أولت رعاية خاصة لملف السياحة، لذا يتم التنسيق بين أكثر من وزارة وكيان لتحقيق هدف توفير تجربة مميزة للسائح في مصر، فعلي سبيل المثال تتعاون وزارة السياحة مع وزارة البيئة في مصر من أجل الترويج لمنتج السياحة البيئية في مصر وزيارة المحميات الطبيعية والحفاظ عليها.
وتابعت: «تدعم وزارة السياحة الفعاليات التي تنظمها وزارة الثقافة وتروج لها على المستوى الدولي، وكذلك تتعاون مع وزارة التعليم من أجل تنظيم برامج لزيارة المتاحف والمعابد الأثرية والمناطق السياحية المنتشرة في كافة أرجاء مصر، فضلاً عن تنظيم حملات توعية لطلاب المدارس عن ثقافة الدولة وتاريخها»، مشيرة إلى تعاون وزارة السياحة أيضاً مع وزارة الطيران في مصر من أجل تكوين منتج سياحي أكثر تنوعاً مبني على الجمع بين سياحة الشواطئ والسياحية الثقافية أو التاريخية، عبر إتاحة الفرصة للسائح لزيارة شرم الشيخ كوجهة سياحية حديثة، مع القيام برحلة جوية سريعة إلى الأقصر لزيارة المعابد الأثرية والعودة في نفس اليوم أو اليوم التالي وبتكلفة 1800 جنيه مصري فقط. 
وكشفت كامل، عن إجراء دراسة شاملة في مصر عن رؤية العالم للمنتج السياحي في مصر، وماهي الإجراءات المطلوبة لتطويره، وذلك بمشاركة 12 ألف زائر من 12 دولة، ومراجعة 8 ملايين منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، وأفادت النتائج بأن هناك وعياً كافياً عن أهمية مصر كوجهة سياحية عالمية، ولكن كانت الملاحظة أنه دائماً ما يتم الترويج إلى التاريخ والحضارة المصرية القديمة من دون التطرق إلى الحاضر والمستقبل.
وذكرت أنه لهذا الغرض أصبح التركيز منصباً أيضاً على الترويج لمصر بشكلها الجديد مع الدمج بين الماضي والحاضر في المنتج السياحي، مبينة أنه من هذا المنطلق حرصت مصر على أن يجمع جناحها في «إكسبو 2020 دبي» بين البعد التاريخي والرؤية المستقبلية، مع إلقاء الضوء على الجانب الاقتصادي ولاسيما المشاريع العملاقة التي تم وسيتم تنفيذها.

توجهات جديدة 
وتضيف: جائحة «كوفيد -19» أفرزت عدداً من التوجهات الجيدة في قطاع السياحة، أولها إنتاج نوعيات جديدة من السياحة هي سياحة العمل عن بُعد، حيث تمكن السياح من إطالة فترة بقائهم في مصر من خلال قضاء عدة أسابيع من أجل السياحة وقضاء بعض الوقت في العمل عن بعد، منوهة أن الجائحة زادت من الفترة التي يقضيها السائح في مصر بشكل عام، حيث أصبح زيارة أي دولة من أجل السياحة لعدة أيام أمراً غير منطقي في ظل التكلفة والمخاطرة التي كانت ترتبط بالسفر.
وفيما يخص المخاوف بشأن معدل الإصابة بفيروس «كوفيد -19»في مصر، أجابت بأن الأرقام الرسمية تعد أفضل إجابة، فعلي الرغم من أن تعداد مصر يصل إلى 110 ملايين مواطن، إلا أن الدولة تعد من أقل دول المنطقة من حيث معدل الإصابة.

وقالت: إن الواقع الفعلي يثبت أن حالات إصابة السائحين في المناطق والوجهات السياحية المصرية تكاد تكون لا تذكر، ورغم ذلك فقد حرصت الدولة على توفير الإقامة والعلاج مجاناً للسائحين في حال إصابتهم بالفيروس مع توفير استعدادات خاصة للوقاية والرعاية الصحية في الفنادق والمزارات المختلفة، مؤكدة أن غرفة شركات السياحة في مصر توفر برامج تأمين على السائح حال تعرضه للإصابة بالفيروس.

استثمار سياحي
وذكرت كامل، أن مصر وجهة مهمة للاستثمار السياحي، حيث دعمت دور اتحاد الغرف السياحية عبر إصدار قوانين وقرارات جديدة لهذا الغرض، وخفضت الضرائب العقارية على الوحدات الفندقية والسياحية، إلى جانب منح تسهيلات غير مسبوقة للمستثمرين السياحيين في وقت التأثر بتداعيات الجائحة من تمديد فترات سداد المستحقات الضريبية لضريبة القيمة المضافة والضريبة على الدخل وتأجيل سداد العديد من الرسوم الحكومية مثل الغاز والمياه والكهرباء، مع تخصيص 50 مليار جنيه مصري بوساطة المصرف المركزي لدعم القطاع السياحي عبر توفير التمويلات وتخفيض سعر الفائدة على القروض المصرفية. 
وأضافت: تتميز بمقومات سياحية عدة منها وجود 2400 كيلومتر من الشواطئ، و30 محمية طبيعية و 200 متحف، و7 مواقع مسجلة لدى منظمة اليونسكو تدخل ضمن المنتج السياحي، و10 آلاف منشأة سياحية جديدة و 27 مطاراً منها 13 مطاراً جاهزاً لاستقبال السائحين، فضلاً عن تسهيلات في منح التأشيرات السياحية تتضمن حصول 74 جنسية مختلفة على تأشيرة الدخول عبر مطارات الدولة.
وقالت: إن ما يزيد من جاذبية مصر كوجهه للاستثمار السياحي، سعي الدولة كذلك لأن تصبح وجهه لاستقبال السياح كل عام وذلك لتوافر أماكن سياحية ومزارات في مختلف محافظات مصر البالغ عددها 27 محافظة، مع توافر أنواع السياحة المختلفة مثل السياحة التاريخية أو الدينية أو السياحة البيئة والسياحة البحرية وغيرها الكثير، منبهه أن هناك العديد من الفرص لإقامة المزيد من الفنادق في محافظات مصر المختلفة، وخصوصاً أن هناك محفزات كبيرة لتشجيع الاستثمار في إقامة المزيد من الفنادق ووجود توجه لإقامة المزيد من الفنادق من فئة 3 أو 4 نجوم من أجل جذب النوعيات الأقل دخلاً، ومشددة في الوقت ذاته على أن مصر لم تعد تركز فقط على جذب السائحين ذوي الدخل الأقل، وإنما أصبحت مؤهلة لاستقبال السائحين ذوي الدخل المرتفع وذوي الإنفاق العالي. 

مواكبة التطور الرقمي
عن مواكبة القطاع السياحي في مصر للطور الرقمي الحادث في العالم، أفادت كامل، بأن وزارة السياحة في مصر بصدد إطلاق تطبيق إلكتروني عبر الهواتف والأجهزة الذكية يستطيع من خلاله السائح في أي مكان في العالم التعرف على الأماكن والمعالم السياحية في مصر والقيام بالحجز والسداد «أون لاين» واختيار المنتج السياحي والوجهات والفنادق حسب رغباته، وإبداء الملاحظات مع تقييم تجربته وتقييم الجهات المختلفة التي تعامل معها وبحيث تتمكن وزارة السياحة المصرية من التحقيق في أي مخالفات واتخاذ القرارات العقابية المناسبة، مع تجنب الملاحظات السلبية في المستقبل من أجل مواكبة جهود الدولة في تحسن تجربة السائح في مصر وتمكينه من قضاء أوقات سعيدة وآمنة في مصر. 

انتعاشة سياحية
ورداً على سؤال عن عدد السائحين في الوقت الحالي، أجابت كامل، بأن عدد السائحين في مصر وصل إلى 13 مليون سائح في عام 2013 ثم توقفت حركة السياحة تماماً في ظل الإغلاق التام للمطارات من مارس حتى يونيو 2020، ومنذ ذلك التاريخ فتحت مصر أبوابها لاستقبال السائحين ولم تغلقها مطلقاً، مؤكدة أن الإحصائيات الصادرة حتى أغسطس الماضي تظهر أن هناك زيادة مطردة في أعداد السائحين لتقارب المستويات التي كانت عليها قبل الجائحة، ما يعني انتعاشة سياحية حقيقية خاصة مع عودة السياحة الروسية ورفع اسم مصر من القائمة الحمراء الخاصة ببريطانيا.

استراتيجية جديدة للترويج السياحي
كشفت لمياء كامل، مساعد وزير السياحة والآثار للترويج في مصر عن ملامح الاستراتيجية الإعلامية للترويج السياحي، فقالت: إن الهدف هو إبراز الحياة بالمقصد السياحي المصري باعتباره مقصداً متجدداً ومتنوعاً وخاصة لما يقدمه من تجارب سياحية مختلفة للسائحين من مختلف الفئات العمرية والأذواق، وكذلك تسليط الضوء على أن مصر مقصد سياحي آمن يتمتع ببنية سياحية قوية وشمس مشرقة وجو دافئ وشواطئ خلابة وحياة بحرية متميزة وحضارة متفردة، إلى جانب الفنون الحديثة والسينما والمسرح والحرف التراثية والأكلات المصرية التقليدية الشهية والفعاليات الرياضية والفنية والأثرية والثقافية وغيرها من مصادر الجذب السياحي، بالإضافة إلى إبراز الخبرات السياحية المتراكمة للعنصر البشري ومشروعات البنية الأساسية السياحية القوية التي تقوم بها الدولة في مختلف المجالات. 
وذكرت أنه في إطار حرص وزارة السياحة والآثار على إطلاق حملة ترويجية سياحية دولية لمصر في ظل المتغيرات العالمية بعد أزمة فيروس كورونا المستجد، تم التعاقد مع تحالف كندي إنجليزي متخصص لإعداد هذه الاستراتيجية للترويج السياحي لمصر تمهيداً لإطلاق حملة ترويجية دولية للسياحة المصرية لمدة 3 سنوات تبدأ في الربع الأخير من العام الجاري. 
وأوضحت أن التحالف قام بتسليم هذه الاستراتيجية في شهر أغسطس الماضي بعد نحو 6 أشهر من بدء العمل في إعدادها، قام خلالها مسؤولو التحالف وفريق العمل الخاص بها بعمل دراسة متعمقة للسوق السياحي المصري والأسواق الرئيسة المصدرة للسياحة إلى مصر من مختلف دول العالم، وكذلك الأسواق المنافسة، بالإضافة إلى تحليل أكثر من 80 مليون منشور إلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي عن محتوى السياحة والسفر في جميع أنحاء العالم، وإعداد وتوزيع استمارات استبيان على أكثر من 12 ألف سائح من 12 دولة من مختلف دول العالم ممن زاروا مصر خلال الثلاث سنوات الماضية أو ممن يعتزمون زيارتها خلال الثلاث سنوات القادمة للوقوف على آراء وتوجهات السائحين وتوصياتهم ومقترحاتهم عن المقصد السياحي المصري، مشيرة إلى أن هذه الاستراتيجية شهدت على مدار الأشهر الماضية عقد لقاءات مع أكثر من 50 مسؤولاً حكومياً في مصر، والاتحاد المصري للغرف السياحية، وبعض كبار المستثمرين والخبراء السياحيين، وعدد من أساتذة الجامعات، وقيادات وزارة السياحة والآثار، بالإضافة إلى بعض الخبراء والمسؤولين السياحيين الدوليين من خارج مصر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©