السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات: التدخلات الأجنبية بالشأن العربي تتطلب رؤية تتجاوز الإدانة

جانب من المشاركين في المؤتمر الثاني والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في القاهرة أمس (من المصدر)
18 فبراير 2022 01:49

القاهرة (وام)

ترأس معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي رئيس الاتحاد البرلماني العربي.. المؤتمر الثاني والثلاثين للاتحاد البرلماني العربي الذي عقد في القاهرة، أمس، تحت عنوان «التضامن العربي» بمشاركة رؤساء المجالس والبرلمانات العربية وبحضور منظمات عربية وإقليمية ودولية بصفة مراقب في الاتحاد والأمين العام لجامعة الدول العربية.
وقال معالي غباش، في كلمة افتتح بها أعمال المؤتمر: «ينعقد المؤتمر في ظل متغيرات إقليمية ودولية متسارعة؛ وهو ما يتطلب منا كممثلي الشعوب العربية التكاتف والتضامن، والوعي بخطورة المرحلة الراهنة وآثارها على الأمن العربي المشترك، ومستهدفات التنمية في المستقبل».
وأضاف معاليه: «لعل واقعنا العربي وهو يواجه العديد من التحديات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، إضافة إلى التدخلات الأجنبية في الشأن العربي، يتطلب منا صياغة رؤية برلمانية عربية تتجاوز حدود الإدانة والشجب إلى عمل مؤطر نستثمر فيه أفضل ما هو متاح لدينا من آليات الدبلوماسية البرلمانية، التي أضحت عاملاً مهماً في التأثير على القرارات الدولية، ومن ثم، فإن الاتحاد البرلماني العربي مدعو أكثر من أي وقت مضى للقيام بدوره في التصدي للظواهر المهددة لأمن واستقرار شعوبنا العربية».
وقال معاليه: «جميعنا يعي تحديات المشهد العربي الراهن في جوانبه المتعددة إلا أن أخطر ما يهدد حاضرنا هو تعمق النزاعات المذهبية أو الطائفية أو السياسية بفعل انتماءات تتجاوز حدود الوطن إلى ولاءات لمصالح خارجية؛ وهو ما ينتج عنه تدهور على جميع الصعد الوطنية، ولعل ما يشهده اليمن يمثل نموذجاً صارخاً لسيطرة جماعة إرهابية على كثير من موارد الدولة، ومقوماتها».
وثمن معاليه قرار الجامعة العربية رقم 8725 الصادر في يناير 2022، الذي طالب جميع الدول بتصنيف جماعة «الحوثي» كمنظمة إرهابية خاصة بعد هجماتها على الأماكن المدنية، والمدنيين في كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، سيما وأن تلك الأعمال تمثل تحدياً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة، والقانون الدولي الإنساني، والاتفاقيات الدولية المرعية ومحل الالتزام من كل دول العالم في هذا الشأن.
ودعا لأن يتضمن البيان الختامي ما يؤكد على قرار مجلس الجامعة العربية في هذا الشأن باعتبار جماعة «الحوثي» منظمة إرهابية.

  • صقر غباش متحدثاً خلال المؤتمر
    صقر غباش متحدثاً خلال المؤتمر

وقالت معالي فوزية عبدالله زينيل رئيسة مجلس النواب بمملكة البحرين في كلمتها: «إننا اليوم أمام علامة فارقة، وشاهد حي، وموقف معبر عن مدى إيماننا بعقيدة التضامن العربي، إزاء الممارسات الإرهابية التي تستهدف الإخلال بالأمن العربي، والتي تقوم بها ميليشيات الحوثي، حيث دأبت على توجيه هجماتها الإرهابية ضد الشقيقتين السعودية والإمارات، وهو ما أدى إلى وقوع العديد من الضحايا والمصابين في البلدين الشقيقين، فضلاً عن الأضرار التي تلحق بالمنشآت والممتلكات جراء هذه الهجمات - التي لا يخفى عليكم من يقف وراءها ويدعمها - مما يستلزم منا جميعاً إعادة التأكيد على تضامن الأمة العربية بأسرها مع البلدين الشقيقين، وتقديم الدعم التام لكل ما يتخذانه من إجراءات للحفاظ على أمنهما واستقرارهما وسلامة أراضيهما».
وأكدت أهمية أن نفعل دورنا في إطار الدبلوماسية البرلمانية، لإحراز خطوات ملموسة في حث المجتمع الدولي لتسجيل موقف واضح من هذه الاعتداءات الإرهابية الآثمة التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، واعتداء سافراً على أراضي البلدين الشقيقين، فضلاً عما تقوم به هذه الميليشيات الإرهابية من اختطاف للسفن وتهديد خطوط الملاحة الدولية، الأمر الذي يؤثر سلباً على اقتصادات دول المنطقة والعالم أجمع.
من جانبه، أكد معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، في كلمته، أن العالم العربي لا يزال يمر بمرحلة تاريخية صعبة حيث تتسع رقعة التهديدات الجيوسياسية، وتزداد حدة التحديات الأمنية الاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها مجتمعاتنا وحكوماتنا.
وقال: «إن للبرلمانات العربية، وما تمارسه من مهام دبلوماسية مختلفة، دوراً أساسياً في هذه المعركة فرسالتنا لا ينبغي أن تصل للحكومات وحدها، وإنما للشعوب وممثلي الشعوب، ويتعين أن تكون هذه الرسالة مؤثرة ونافذة، ويتعين كذلك أن تكون رسالتنا موحدة ومتسقة، وبحيث تحدث الأثر المطلوب، بالتراكم ومواصلة العمل مع البرلمانات في مختلف دول العالم، وبخاصة في عواصم التأثير والقرار الدولي».
وأكد معاليه أن استمرار الأزمات يمثل بيئة مثالية لاستفحال مخاطر الإرهاب والتطرف، فضلاً عن انتشار الميليشيات والجماعات المسلحة، ورأينا ما أقدمت عليه ميليشيات الحوثي مؤخراً من استهداف جبان لأهداف مدنية في الإمارات بالصواريخ والمسيرات، وإننا ندين، بأشد العبارات، هذه الأعمال الإرهابية سواء في مواجهة الإمارات أو المملكة العربية السعودية، ونؤكد أن هذه الميلشيا، تمثل تهديداً خطيراً على الأمن الإقليمي، بل وعلى سلامة الممرات البحرية.

التضامن لمواجهة التطرف
ترأس حمد أحمد الرحومي النائب الأول لرئيس المجلس الوطني الاتحادي، نيابة عن معالي صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي رئيس الاتحاد البرلماني العربي، اجتماع الدورة الثامنة والعشرين للجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي، الذي عقد أمس الأول في العاصمة المصرية القاهرة.
وقال حمد الرحومي نيابة عن رئيس الاتحاد البرلماني العربي: «لعل ما شهدناه في الأيام الأخيرة من الهجمات الإرهابية الآثمة التي قامت بها الميليشيات الحوثية الإرهابية على أهداف مدنية في الإمارات والسعودية، يعكس للجميع حجم تهديدات بالغة الخطورة على أمن وسلامة واستقرار المنطقة، في وقت يصارع فيه العالم التداعيات السلبية لجائحة فيروس كورونا».
وأضاف: «أن أزمات عالمنا العربي المتعددة تتطلب إعداد رؤية برلمانية عربية مشتركة، على أن تكون محاورها الأساسية تتضمن مواجهة الإرهاب والتطرف الذي بات يشكل تهديداً حقيقياً لاستقرار وأمن الدول العربية، وفي هذا الشأن نشير بأن ما تقوم به جماعة الحوثي الإرهابية من أعمال آثمة تهدد المدنيين في كل من الإمارات والسعودية، والذي يعد عملاً إرهابياً غير مشروع دولياً، وذلك وفق ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن، وبالتالي أهمية تبني القرار رقم 8725 الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية بشأن مطالبة كافة الدول تصنيف جماعة الحوثي كمنظمة إرهابية».
وقال: «نقترح بأن تتضمن هذه الرؤية البرلمانية العربية، التأكيد على أهمية إحلال السلام والأمن في الشرق الأوسط من خلال الإشارة إلى الثوابت العربية بشأن القضية الفلسطينية الداعية إلى حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وفق قرارات الأمم المتحدة ومبادرات السلام العربية، بالإضافة إلى أهمية بناء عالم خال من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط، والدعوة إلى بذل المزيد من الجهود الدولية والإقليمية لإنجاح المساعي التي من شأنها تحقيق الأمن والسلم والاستقرار في منطقتنا العربية، كما نرى أهمية بأن تكون هنالك آليات عمل عربي مشترك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في أقطارنا العربية».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©