الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«يوم التآسيس».. ثقافة «الانتماء» للسعودية

«يوم التآسيس».. ثقافة «الانتماء» للسعودية
22 فبراير 2022 02:13

عبدالوهاب العريض (الظهران)

تحت شعار «ثلاثة قرون من رفعنا الراية»، تحتفل المملكة العربية السعودية بالقيم المشتركة التي تجمعها حول الراية (الفخر، الترابط، الأصالة، الكرم والمعرفة)، حيث صدر قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، 27 يناير الماضي، بأن يكون يوم 22 فبراير من كل عام يوم التأسيس السعودي، وذلك لإحياء ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1139ه.
الأمر الملكي أشار إلى بداية تأسيس الإمام محمد بن سعود قبل 3 قرون، في منتصف عام 1139ه (1727م)، للدولة السعودية الأولى التي استمرت إلى عام 1233ه (1818م)، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم، وسنة الرسول، صلى الله عليه وسلم.
وعن يوم التأسيس ومعانيه الوطنية السامية تحدث إلينا الكاتب والباحث التاريخي المستشار الدكتور محمد الشويعر، كما يحدثنا الكاتب والقاص جمعان الكرت عن حكمة الدعوة، بينما تتحدث الكاتبة والإعلامية تغريد العلكمي عن أثر هذا التكريم على الأجيال الحالية والمقبلة.

  • محمد الشويعر
    محمد الشويعر

تحفيز للعقل والذاكرة
يقول الكاتب والباحث التاريخي المستشار الدكتور محمد الشويعر: إن التاريخ محفز للعقل والذاكرة، ومن خلاله تتعرف الأجيال على الماضي، ومن أحداثه تستخلص العبر، ومن لا يعرف التاريخ، لا يستطيع معرفة حاضره ولا استشراف مستقبله، ولهذا كانت الفكرة العظيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، بأن جعل يوم التأسيس هو يوم بداية الدولة السعودية الأولى وانطلاقتها نحو توحيد البلاد سنة 1139ه الموافق منتصف فبراير 1727م، حيث تمكن الإمام محمد بن سعود من بناء دولة قوية مترامية الأطراف ونشر مفاهيم الدين الصحيح.
ويضيف: ربط الموروث القديم بالحديث أمر مهم جداً على المستوى الاجتماعي والسياسي، فكلما رسخنا في أذهان النشء معرفة واسعة عن تاريخ أجدادنا، والملاحم التاريخية التي خاضوها مع الأئمة والملوك، وضحوا بأنفسهم من أجل توحيد وطن شامخ عظيم، فهذا مع الزمن يجعل الصغير قبل الكبير يسأل عن تلك الملاحم التاريخية ليعتز ويسمو بها أمام أبناء المجتمعات الأخرى، فمن هذا المنطلق رأى خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله، بصفته الملقب ب«أبي التاريخ»، وهو الملم بتاريخ الدولة السعودية على مراحلها الثلاث، والملم بتاريخ الجزيرة العربية، والمحب لقراءة التاريخ، والمدرك لأبعاد تلك الفكرة التي أمر بها، أن يجري الاحتفال بيوم التأسيس، والعودة به إلى جذوره البعيدة التي امتدت إلى ثلاثة قرون كاملة.
 ويختتم د. الشويعر حديثه قائلاً: «الدور الكبير الآن على الكتاب والمؤرخين في ترسيخ مفهوم يوم التأسيس حتى يدرك الجميع أهمية هذا اليوم وتذكّره بصفة دائمة».

ذاكرة الأجيال
تقول تغريد العلكمي، إعلامية وكاتبة رأي سعودية: «من الإيجابي أن يأتي يوم التأسيس في كل عام ليذكرنا ويذكر الأجيال القادمة بالجذور الراسخة لهذه الدولة، وبتفاصيل الوصول إلى ما نحن فيه من تطور وأمن تشهده كافة المجالات، وحتى نتذكر الملوك الذين عملوا جاهدين لوضع هذا الأساس المتين، والأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيله». وتضيف: هذه الذكرى دافع للفرح والافتخار والشعور بالعزة، وهي تسهم بلا شك في سعي الأجيال إلى بذل كل ما لديهم للحفاظ على هذا الكيان الشامخ والسعي إلى رفعته. إذ ينبغي ألا نكتفي بمجرد الاحتفال والافتخار، بل بالسعي إلى الإنجاز وتسطير المزيد من النجاحات التي تضاف إلى سجل افتخارنا بهذا الوطن.

  • جمعان الكرت
    جمعان الكرت

للتاريخ صنّاع  أفذاذ
الكاتب والقاص جمعان الكرت يتحدث عن صناع التاريخ وصفاتهم، مؤكداً أن صانعي التاريخ شخصيات وهبها الله مزايا عديدة، فهم كالنجوم اللوامع راسخون في الأذهان كالنقش في الحجر، لا تخطئهم الأنظار ولا تحيد عنهم القلوب، وقبل ثلاثة قرون لمع نجم في نجد أبصره الأهالي، وجدوا فيه الحكمة والعدل والتقوى، وأقروا له بالإمارة هو المؤسس الأول للدولة السعودية الإمام محمد بن سعود، فكانت نظرته ثاقبة وحكمته بالغة فالتفّ الناس حوله مبايعين ومؤيدين، ووجدوا فيه ومن خلاله ما تطيب به حياتهم وتقر له قلوبهم، وتأنس له نفوسهم.
ويضيف الكرت: هناك نسيج مترابط وعلاقة متينة بين مؤسسي الدولة السعودية الأولى والثانية والثالثة في المجال القيادي والتوجه الفكري، والقدرة على التغيير والحرص على الحكم بالشريعة الإسلامية والسنة النبوية المطهّرة ممن يستحق كل واحد منهم أن يكون صانعاً للتاريخ.
ويختم جمعان الكرت حديثه قائلاً: «نفخر كشعب سعودي بهذه المنجزات، التي تتحقق على ثرى وطننا الغالي من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، فقد جاءت بإرادة الخالق، عز وجل، ثم بالجهود الكبيرة والقيادة الحكيمة عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين ملك الحزم والعزم، حفظه الله، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، صاحب الرؤية الواعية والمبادرات الحضارية المتميزة، حفظ الله وطننا وأدام عزه».

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©