الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الإمارات رائدة في دعم اللاجئين

الإمارات رائدة في دعم اللاجئين
21 يونيو 2022 01:27

آمنة الكتبي (دبي)

تشارك الإمارات العالم الاحتفاء باليوم العالمي للاجئين الذي يصادف العشرين من يونيو من كل عام، وتُعد دولة الإمارات من أكبر المناصرين والداعمين لأوضاع اللاجئين حول العالم، حيث تسهم في إيجاد الحلول المبتكرة والملائمة لتداعيات اللجوء، والحد من آثارها الإنسانية والتنموية، كما ساهمت بدور فاعل ومؤثر على الصعيد الدولي في مجال دعم ومساعدة اللاجئين بمختلف دول العالم التي تعاني الاضطرابات والأوضاع غير المستقرة.
ورسخت الإمارات خلال السنوات الماضية مكانتها ودورها المؤثر على الصعيد الدولي في مجال دعم ومساعدة اللاجئين الذين قفزت أعدادهم الإجمالية أكثر من 100 مليون شخص حتى مايو الماضي وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وبلغ حجم الدعم الذي قدمته الإمارات لبرامج المفوضية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا منذ عام 2010 قرابة 300 مليون درهم.
ويبلغ عدد المهجرين جراء الحروب والعنف والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان نهاية العام الماضي 2021 نحو 90 مليون شخص، بزيادة تصل إلى 8 بالمائة عن العام الذي سبق وأكثر من ضعف الرقم الذي كان عليه قبل 10 سنوات، وذلك وفقاً لتقرير «الاتجاهات العالمية» السنوي الذي تصدره المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
ولم تدخر الإمارات جهداً لمد يد العون لكل من دفعتهم الظروف إلى ترك أوطانهم واللجوء إلى أماكن أخرى بحثاً عن الأمن والاستقرار حتى باتت جهود الإمارات تشكل نقطة الانطلاق الأساسية في كل تحرك دولي نحو معالجة هذه المشكلة المتفاقمة، وتعكس التجربة الإماراتية في مساعدة اللاجئين منظومة القيم الإنسانية التي يقوم عليها مجتمعها المحلي، المتمثلة في التسامح والمحبة واحترام جميع الثقافات والأديان والأعراق البشرية.
ولا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدمها دولة الإمارات بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، اللون، الطائفة، أو الديانة، بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، والحد من الفقر، والقضاء على الجوع، وبناء مشاريع تنموية لكل من يحتاج إليها، وإقامة علاقات مع الدولة المتلقية والمانحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتجسد هذه السياسة الإنسانية لدولة الإمارات، تطبيقاً عملياً لثقافة التسامح والاعتدال التي تتبناها الدولة، وتُعد هذه المنهجية إرثاً متأصلاً في سياسة الدولة الخارجية، التي حددها الباني المؤسس، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كذلك رؤية الإمارات، ومساهمتها في تعزيز مكانة الدولة على الساحة الدولية، ومن أجل تنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية، وجمع خبرات الجهات الإماراتية القائمة على تقديم الاستجابة الإنسانية، تم تأسيس اللجنة الإماراتية لتنسيق المساعدات الإنسانية الخارجية، بناءً على قرار مجلس الوزراء لعام 2014، والذي يعكس التزام الدولة بتطبيق أحدث الأهداف الإنسانية، وتعزيز مبدأ التعاون.
وتلتزم دولة الإمارات بمواقفها الإنسانية المساندة لقضايا اللاجئين والداعمة لتحقيق الأمن والاستقرار في الساحات والمناطق المضطربة، وستظل الدرع الواقي للاجئين من تداعيات اللجوء القاسية والحصن المنيع للحد من معاناتهم المتفاقمة، والسند القوي لصون كرامتهم الإنسانية، كما تحرص الإمارات على توفير رعاية أكبر للاجئين، وتعزيز قدرتهم على التأقلم مع ظروفهم الطارئة، ومساندة برامج العودة الطوعية للاجئين إلى دولهم، وتوفير سبل الاستقرار لهم في مناطقهم الأصلية.
 تلعب المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي والتي تعد أكبر مقر لوجستي إنساني في العالم دوراً أساسياً في تسهيل الاستجابات الأولية الفعالة للأزمات على المستوى العالمي، ويضم مجتمع أعضاء المدينة العالمية للخدمات الإنسانية نحو 80 منظمة من منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية والمنظمات الحكومية الدولية والشركات التجارية المعنية بالعمل الإنساني.
وبسبب الموقع الاستراتيجي للمدينة في دبي، يمكن للمنظمات الإنسانية الاستجابة بسرعة للكوارث، وتقديم إمدادات الإغاثة لما يقرب من ثلثي العالم بأقصى سرعة وكفاءة.
وتساعد المدينة الإنسانية الدولية المنظمات الإنسانية، من خلال تسهيل وتسريع نقل المساعدات لمن هم في أمسّ الحاجة إليها، وتواصل المدينة العالمية للخدمات الإنسانية مع المجتمع الإنساني من أعضائها، رحلة الإعداد لمواجهة أي تحديات جديدة، وخلق شراكات جديدة مع المبتكرين، بالإضافة إلى الشراكة مع لاعبين من القطاع الخاص يعملون بمعايير عالية المستوى، كما تفعل المدينة العالمية للخدمات الإنسانية الشراكات مع المؤسسات الأكاديمية، لتبادل المعرفة والخبرات لخلق فرص لإعداد جيل المستقبل من العاملين في المجال الإنساني.
كما أسهمت المبادرات التي تنفذها الدولة عبر هيئاتها ومؤسساتها الخيرية الرسمية في تعزيز الخدمات الموجهة للاجئين خاصة في قطاعي الصحة والتعليم، وتحسين واقع هذه الشريحة ولفت الانتباه لقضاياها العاجلة والملحة.
خصصت دولة الإمارات لقطاع التعليم جانباً كبيراً من مساعداتها المقدمة للاجئين السوريين في إقليم كردستان العراق، وفي اليونان وغيرهما من دول العالم. 
وتشكل استجابة الإمارات وجهودها الحثيثة لضمان حصول اللاجئين السوريين في كل من المملكة الأردنية الهاشمية ولبنان، وغيرهما من الدول، على فرص التعليم المناسبة، تجربة فريدة تستحق التوقف عندها مطولاً لاستخلاص الدروس والعبر في كيفية إدارة الأزمات الإنسانية، والتخفيف من حدة آثارها السلبية. 
أطلقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، الرئيسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر «أم الإمارات»، بتنفيذ مبادرة لتمكين المرأة السورية اللاجئة في مخيم مريجيب الفهود بالأردن، وتعزيز قدراتها لتوفير الحياة الكريمة لها ولأسرتها، ضمن برامج «صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة»، الذي تأسس بمبادرة كريمة من سموها، لتمويل المشاريع التي تنهض بمستوى الخدمات الموجهة للنساء اللاجئات، وتحسين ظروفهن الإنسانية والاقتصادية والحياتية بصورة عامة.

«المليار وجبة»
خصصت مبادرة «المليار وجبة» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، في أبريل الماضي، جزءاً مهماً من مساعداتها للاجئين والنازحين والمتضررين من الأزمات الإنسانية والكوارث الطبيعية في 50 دولة. ونجحت حملة «لنجعل شتاءهم أدفأ» التي أطلقتها حملة «أجمل شتاء في العالم» بالشراكة مع «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» و«المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» و«الشبكة الإقليمية لبنوك الطعام»، وبالتعاون مع صانعي المحتوى العربي حسن سليمان، والمعروف بـ «أبو فلة»، في توفير مساعدات ودعم لنحو 100 ألف من عائلات اللاجئين والمجتمعات الأقل حظاً في المنطقة. وتعتمد الإمارات نهجاً إنسانياً لدعم اللاجئين لا يفرق بين جنس أو لون أو دين، مع التركيز على الشرائح الأكثر تضرراً كالنساء والأطفال، والشراكة مع العالم في إيجاد حلول لقضايا اللاجئين أينما وجدوا.

دعم صحة اللاجئين
شكلت حملة «لنجعل شتاءهم أدفأ» الموجهة لدعم اللاجئين والنازحين والفئات الأقل حظاً في الشرق الأوسط وأفريقيا، خطوة إنسانية مبتكرة في إطار الشراكة بين الجهات الدولية الرائدة في العمل الخيري، وفي مقدمتها «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية» و«المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين» و«شبكة بنوك الطعام الإقليمية»، والتي تهدف إلى دعم الشعوب التي تعاني ظروفاً صعبة جراء برد الشتاء، ومساندة اللاجئين الذين اضطرتهم ظروفهم إلى سكن الخيام في العالم العربي وأفريقيا، عبر نشر الدفء في خيمهم وأماكن وجودهم، وعكست الحملة الروح الإنسانية لشعب الإمارات، ونهج القيم الأصيلة لأبنائه الذين لم يتأخروا يوماً عن إغاثة المحتاجين حول العالم. 
كما وأطلقت دولة الإمارات حملة تطعيم عشرات الآلاف من اللاجئين والنازحين في الأردن والعراق، وتقديم مساعدات إنسانية وطبية لدعم جهود البلدين في التصدي لجائحة «كوفيد-19»، وبلوغ مرحلة التعافي. وتضمنت المساعدات في المجال الطبي خلال المرحلة الأولى تقديم جرعات لقاح «كوفيد - 19»، إلى 12 ألف لاجئ سوري في الأردن، و15 ألفاً من النازحين العراقيين واللاجئين السوريين في كردستان العراق، بالشراكة مع دائرة الصحة أبوظبي، وبالتنسيق مع وزارتي الصحة الأردنية والعراقية والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وفِي محور آخر تقوم «الهيئة» بتوفير الاحتياجات المعيشية والحياتية الأخرى للاجئين والنازحين. كما كثّفت دولة الإمارات جهودها في مد يد العون للاجئي العالم، بتمكينهم من الحصول على شحنات من الإمدادات الطبية وحملات التطعيم ضدّ فيروس كوفيد، وهو ما عزّز من قدرات العديد من حكومات الدول المستضيفة، والمنظمات الدولية على مواجهة تداعيات الوباء في المخيّمات ومناطق اللجوء.

المدرسة الرقمية
ودشنت المدرسة الرقمية «إحدى مبادرات مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، في مارس الماضي، برامجها التعليمية في موريتانيا، من خلال افتتاح أول مراكزها في العاصمة نواكشوط، من أصل 6 مراكز سيتم افتتاحها تباعاً، لتوفير فرص التعليم لأبناء اللاجئين والنازحين والطلاب الذين تحول ظروف أسرهم دون الالتحاق بالتعليم النظامي، وذلك بالتنسيق والتعاون مع وزارة التعليم الموريتانية. 

مريجيب الفهود
وقدمت دولة الإمارات على مدار السنوات الـ 12 سنة الماضية ما يزيد على 2.1 مليار دولار من المساعدات لغوث اللاجئين السوريين سواء داخل سوريا أو في كل من الأردن ولبنان والعراق واليونان، من خلال توفير الغذاء والإيواء والرعاية الصحية وإنشاء المستشفيات الميدانية، وإنشاء المخيم الإماراتي- الأردني في منطقة مريجيب الفهود الأردنية ومخيمات مماثلة في إقليم كردستان العراق وفي اليونان، لتوفير سبل المعيشة والحماية والخدمات الاجتماعية المختلفة. 

دعم الشعب الفلسطيني
وعلى الصعيد الفلسطيني، أكدت الإمارات على الدوام التزامها الراسخ قيادة وشعباً بدعم الشعب الفلسطيني وتأمين سبل الحياة للاجئين منهم. وفي الصومال تواصل الإمارات تعزيز مساعداتها عبر إرسال المساعدات العاجلة إلى المحتاجين واللاجئين الذين نزحوا من المناطق المنكوبة جراء الجفاف.. كما قدمت خلال عامي 2012 و2013 مساعدات تتجاوز 283 مليون درهم للصومال، بالإضافة إلى 50 مليون دولار تعهدت بتقديمها للشعب الصومالي خلال مؤتمر لندن الثاني الذي عقد 2013. 

معاناة لاجئي جنوب السودان
وتجاوباً مع معاناة لاجئي جنوب السودان في أوغندا وقعت الإمارات في 2016 اتفاقية مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بتقديم مبلغ 14.5 مليون درهم، وذلك دعماً لتنفيذ مشاريع لصالح لاجئي جنوب السودان في أوغندا. وإزاء أزمة اللاجئين الروهينجا قدمت الإمارات نموذجاً رائداً في دعم الاحتياجات الطارئة للاجئي الروهينجا في بنغلاديش تضمن تعهد الدولة بتقديم ملايين الدولارات لتخفيف معاناتهم. وتلعب المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، والتي تعد أكبر مقر لوجستي إنساني في العالم، دوراً أساسياً في تسهيل الاستجابات الأولية الفعالة لمعاناة اللاجئين حول العالم. ويسهم الموقع الاستراتيجي للمدينة في دبي في تمكين المنظمات الإنسانية للاستجابة بسرعة للكوارث وتقديم إمدادات الإغاثة لما يقرب من ثلثي العالم بأقصى سرعة وكفاءة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©