الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

أميرة المرزوقي لـ«الاتحاد»: «الإرشاد» حصن التلاحم الأسري والمجتمعي

تطوير تفاعل الأسرة مع المؤسسات المجتمعية لمواجهة التحديات الأسرية (من المصدر)
25 سبتمبر 2022 01:20

 لمياء الهرمودي (الشارقة)

 أكدت أميرة المرزوقي رئيس قسم الاستشارات النفسية والأسرية في إدارة التنمية الأسرية وفروعها، إحدى مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أن الإدارة تختص بالأسرة وتسعى لتعميق تماسكها والحفاظ على هويتها وقيمها، وتحسين مستوى الحياة فيها بمختلف جوانبها، من خلال ما تقدمه من برامج ومبادرات تدعم الأسرة في الإمارة، حيث بلغ عدد المستفيدين خلال عامي 2020 و2021 أكثر من 1300 مستفيد على مستوى الإمارة.
وقالت، في حوار مع «الاتحاد»: نسعى إلى تعزيز دور الأسرة في عملية التنمية من خلال تطوير تفاعلها مع المؤسسات المجتمعية ذات الصلة بشؤون الأسرة، على نطاق مدينة الشارقة وفروعها المنتشرة في الذيد والمدام وكلباء ودبا الحصن وخورفكان. مشيرة إلى أهمية دور الإرشاد الأسري في دعم هذا الجانب.
وأضافت رئيس قسم الاستشارات النفسية والأسرية في إدارة التنمية الأسرية وفروعها: تكمن أهمية الإرشاد الأسري في مساعدة الأسر في مواجهة الصعوبات والتحديات التي تواجهها، ومعرفة نقاط القوة ونقاط الضعف لتحقيق التوازن بين أفراد الأسرة. وللإرشاد الأسري مجموعة من الأهداف، أهمها تحقيق التوافق والسلام في العلاقات بين أفراد الأسرة، وبناء التواصل الفعال بين أفراد الأسرة وتمكينهم من مناقشة وحل مشكلاتهم والتعبير عن مشاعرهم وانفعالاتهم بكل أريحية وتفهم الآخرين، بالإضافة إلى الحفاظ على رباط الأسرة وتمسكها، وتعزيز المبادئ والقيم الأسرية الإيجابية، فضلاً عن زيادة وتقوية النمو الشخصي لدى الفرد وفاعليته في المجتمع والموافقة النفسي في جو أسري مليء بالطمأنينة، وتنمية علاقات جيدة مع الآخرين داخل الأسرة وخارجها، وحماية الأسرة من التفكك والتشتت.

تعزيز العلاقات الأسرية
وأكدت أن الإرشاد يساهم في تقوية وتعزيز العلاقات الأسرية، عن طريق السعي نحو نشر ورفع مستوى الوعي بعملية الإرشاد الأسري من خلال مساعدة الأفراد على أداء أدوارهم الاجتماعية على أحسن وجه وتحقيق الانسجام والموافقة بين أفرد الأسرة، وذلك من خلال تطوير منظومة التربية والقيم لبناء مؤسسة الأسرة في المجتمع، والثقافة الزوجية الراقية لبناء أسرة مستقرة، بالإضافة إلى تمكين الأسرة وبناء الشخصية الإنسانية، والإسهام في تطوير التشريعات لدعم الاستقرار والتماسك الأسري، والوصول إلى الريادة في معلومات وبيانات التنمية الأسرية ما يحقق التماسك والاستقرار في العائلة، بالإضافة إلى إتاحة المصادر المعرفية والمعلوماتية للمعنيين، وتفعيل العلاقة مع الشركاء من خلال المشاريع المشتركة.

أبرز التحديات
حول أبرز التحديات التي تواجه الأسر حالياً، أكدت المرزوقي رئيس قسم الاستشارات النفسية والأسرية في إدارة التنمية الأسرية وفروعها، قائلة: قد يكون الانفتاح والخروج عن المألوف من القيم والمبادئ والثوابت الاجتماعية هي أكبر التحديات التي تواجه الأسر في الوقت الحالي. لذا لابد من بذل الجهود وتكاتفها، سواء على صعيد المؤسسات المحلية والحكومية التي تعنى بالأسرة، وأولياء الأمور، لتعزيز الثوابت والقيم والعادات والتقاليد في نفوس الأبناء فهم أجيال المستقبل، ولابد من أن يتمتعوا بمناعة وحصانة ضد المعتقدات والعادات التي باتت تنتشر عبر الشبكة العنكبوتية ومنصات التواصل الاجتماعي، والألعاب الإلكترونية والتي من شانها أن تزعزع الثوابت عند الأطفال، إذا لم يكن هناك إشراف ومتابعة مستمرة من قبل الجهات وأولياء الأمور.

مبادرة «مودة»
تختص مبادرة «مودة» بفئتي المقبلين على الزواج والمتزوجين، مع استهداف أفراد المجتمع كافة، بتقديم دورات تخصصية وورش عمل متنوعة شاملة جميع الجوانب الشخصية والنفسية والاجتماعية والصحية والقانونية، بتوعيتهم بكيفية بناء أسرة مستقرة واعية، مبادرة «أجيال»، وهي مبادرة تختص بغرس القيم الإيجابية في نفوس النشء، وتحفيز أولياء الأمور والهيئتين الإدارية والتدريسية لتبني قيمة التعاون والإيثار لإرساء منظومة التربية والقيم وبناء مؤسسة الأسرة في المجتمع، بالإضافة إلى برنامج «960 دقيقة» والذي يخدم التنمية البشرية للأفراد في ظل المتغيرات الحديثة ومستجدات العصر، من خلال تقديم دورات وبرامج تدريبية متخصصة تساهم في بناء الذات وتحقيق الأهداف والتوازن في الحياة، ضمن ثلاث مراحل: التأهيل (دورات علمية)، التدريب (ورش عمل تطبيقية)، التطبيق (تطبيق فعلي لنتائج التدريب)؛ بهدف تحقيق الاستقرار النفسي والاجتماعي، وبالإضافة إلى مبادرة «جيران»، وهي مبادرة تتضمن لقاءات ودية ثقافية اجتماعية ترفيهية بين الجيران، تهدف إلى إحياء هذا الموروث الإسلامي الذي جاء في وصايا النبي- صلى الله عليه وسلم، وذلك من خلال مناقشة الموضوعات المطروحة وتوثيق العلاقات الاجتماعية.
كما تنظم الإدارة الملتقى الأسري السنوي الذي يهدف إلى تزويد أفراد المجتمع بكل ما هو حديث في مجال الأسرة، بما يؤكد ويدعم مبادئنا وقيمنا ويحافظ على الهوية الوطنية للدولة. وتنتقي ملتقياتنا الأسرية مواضيع تمس أفراد المجتمع وحاجاتهم من خلال أوراق عمل متخصصة وورش عمل وندوات.

  • أميرة المرزوقي
    أميرة المرزوقي

خدمات إرشادية
أضافت أميرة المرزوقي: لدينا في إدارة «التنمية الأسرية» وفروعها، مركز مختص بعلاج المشكلات التي تواجه أفراد المجتمع كافة، ويقدم خدمات إرشادية للعملاء والمراجعين وبسرية تامة، وذلك من خلال وجود فريق متميز وذي خبرة عالية في مختلف مجالات الإرشاد سواء فيما يتعلق بجانب الوالدية، والمشكلات النفسية، والزوجية، والتحديات الأسرية، بالإضافة إلى التحديات التربوية، والاستشارات القانونية، والاقتصادية، كما يوفر العديد من الامتيازات والتسهيلات الخاصة، بالتعاون مع جميع المؤسسات المعنية وأصحاب القرار بإمارة الشارقة.

استشارات نفسية 
قالت المرزوقي: بلغ عدد المستفيدين من خدمات مركز الإرشاد الأسري في إدارة التنمية الأسرية للعام 2020 766 مستفيداً، 478 من فئة المواطنين، و288 استشارة قدمت لغير المواطنين، وفي الفئتين، كانت الإناث أكثرهن حاجة وطلباً للاستشارات الأسرية، والتي تنوعت بين استشارات نفسية واجتماعية وأسرية، وقانونية وتربوية، واقتصادية، حيث تصدرت الأخيرة نسبة الاستشارات واحتلت المرتبة الأولى من بين البقية. فيما بلغ عدد المستفيدين من خدمات مراكز الإرشاد الأسري في إدارة التنمية الأسرية لعام 2021، 548  مستفيداً، إلا أنه في العام الأخير تصدرت الاستشارات القانونية قائمة الاستشارات، ما يوحي بأن هناك تغيراً في نوعية المشكلات التي باتت تتعرض إليها الأسر.
وأشارت إلى أن الإدارة كان لها عدد من المبادرات والبرامج المجتمعية والتي تختص بتقديم مبادرات التوعية والتثقيف للأسرة بجميع فئاتها وفي كل المجالات، لتوعية أفراد المجتمع ورفع ثقافته وتعزيز القيم الاجتماعية والنفسية ضمن مادة علمية مدروسة، وبمشاركة نخبة من المختصين والمستشارين في المجالات كافة من أجل مجتمع آمن ومستقر.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©