الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«آرام» يهزم طيف التوحد ويمشي لأول مرة بعد 3 سنوات

«آرام» يهزم طيف التوحد ويمشي لأول مرة بعد 3 سنوات
13 نوفمبر 2022 01:41

هالة الخياط (أبوظبي)

 بعد 3 سنوات من عمره، تمكن الطفل «آرام عبدو» من المشي للمرة الأولى بعد خضوعه لـ24 جلسة علاج حركي في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، التي احتضنت حالة آرام ضمن الـ5% من الحالات الإنسانية التي تتعامل معها سنوياً من إجمالي المواطنين المنتفعين من برامج المؤسسة.
واعتادت مؤسسة زايد العليا، خلال السنوات الماضية، تخصيص أشهر الصيف لتستقبل حالات أصحاب الهمم من المواطنين والمقيمين، ممن تحتاج حالاتهم الصحية التدخل لتقديم العلاج الوظيفي والنطقي والطبيعي لديهم سواء من حالات التوحد أو الإعاقات الحركية، والإعاقات المتعددة، أملاً في تحسن حالتهم وتطور مهاراتهم. 
و«آرام ذو الثلاثة أعوام» نجح في أن يهزم مخاوفه من المشي ليكون «حالة» تمنح بارقة أمل لأطفال لا يقدرون على المشي، بسبب مرض طيف التوحد الذي يولد لدى بعض المصابين به حالة من الاضطرابات السلوكية. 

وعن حالة آرام الصحية، أوضح مروان عبدو، والد الطفل، أن آرام يعاني طيف التوحد، إلى جانب عدم القدرة على المشي والكلام، وعدم القدرة على مضغ الطعام. 
وقال عبدو: إن طفلهم التحق في الدورة الصيفية مع مركز أبوظبي للتأهيل نهاية يونيو الماضي، وحصل خلالها على التدريبات في النطق والعلاج الوظيفي والحسي واللغة، وحالياً بعد عودة الدوام المدرسي تم تسجيله في العلاج الطبيعي، لحاجة حالته إلى التدخل الوظيفي لتمكينه من السير على قدميه.
وأشاد بتعاون مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم والفرق العاملة فيها مع الحالات الصعبة وتتطلب التدخل، والتي كان لجهودهم الفضل الكبير في تمكن ابنه من المشي ليكون كأقرانه الذين في عمره، وساهموا في إدخال الفرح والبهجة إلى نفوس عائلة آرام.
وتوجه عبدو بالشكر لدولة الإمارات وقيادتها؛ لتوفيرها كافة السبل والإمكانات لرعاية كل من يعيش على أرضها من مواطنين ومقيمين، متمنياً لها الازدهار والأمن والأمان.

حالات إنسانية
تستقبل مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم الحالات الإنسانية من المقيمين بنسبة 5% من إجمالي المنتفعين بالمؤسسة ممن يحصلون على الرعاية والخدمات العلاجية في مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل.
وأوضحت أمينة حسن 

رئيس قسم الرعاية الصحية بأبوظبي من مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أن 40 حالة من أصحاب الهمم في صيف 2022 استفادوا من برامج التأهيل في مجالات النطق والعلاج الوظيفي والطبيعي. وأكدت اليافعي أن مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم تولي اهتماماً كبيراً للحالات الإنسانية للمقيمين من أصحاب الهمم؛ لضمان الحقوق المتكافئة في المجتمع للمواطنين والمقيمين في الإمارة.
وبينت أن المؤسسة، ولاستيعاب الأعداد المتزايدة من الراغبين بالانتفاع من برامجها، تدخل في شراكات مع شركائها الاستراتيجيين من القطاع الخاص من مزودي الخدمات العلاجية لتقديم الخدمات للحالات الإنسانية بالتعاون مع المؤسسة، بنصاب معين بشكل سنوي بنسبة 5% من إجمالي المنتفعين في المؤسسة لتلقي خدمات التأهيل والعلاج الوظيفي والحركي والنطقي.
وفيما يخص عدد الحالات الإنسانية التي تعاملت معها المؤسسة في صيف 2022، أفادت اليافعي أنه تم استقبال 40 حالة استفادت باختلاف إعاقتها سواء التوحد أو الإعاقات الجسدية أو الخدمات العلاجية والتأهيلية المقدمة في مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل، وبعضها كان يتلقى الخدمات بشكل جلسات أسبوعية، والبعض الآخر حالات استفادت من العلاج المكثف، ما أسهم في إعادة تأهيل العديد من الحالات، ومنها حالة الطفل آرام.

خطة العلاج
وأوضح محمد الزغبي، اختصاصي علاج طبيعي أطفال في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أن آرام خضع لخطة علاج استمرت لحوالي 4 أشهر، تضمنت 24 جلسة علاج حركي، منها 10 جلسات من العلاج اليدوي، و10 جلسات على الجهاز العنكبوتي، و4 جلسات علاج مائي بالسباحة.
وأشار إلى أن آرام تم تقييمه بأنه يعاني طيف توحد، وتأخراً نمائياً عاماً، وضعفاً عاماً في العضلات، وتأخر الوقوف بمفرده، ويحتاج للعلاج الطبيعي اليدوي لتحسين الوقوف بمفرده، ولتكون لديه استقلالية بالمشي 20 خطوة بتوازن جيد والتوقف والدوران، وهو ما أعانه على السير باستقلالية تامة، والحفاظ على توازنه خلال المشي. وعن العلاج المائي، أوضح أيمن تيسير اختصاصي علاج طبيعي في مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، أن الاضطراب السلوكي الذي يوجد لدى آرام والانزعاج العام لديه كأحد آثار طيف التوحد، أدى إلى تقبله للعلاج المائي الذي وجد فيه المتعة.

وأشار إلى أن استجابة الطفل آرام لجلسات العلاج داخل الماء والتي سبقها جلسات العلاج الطبيعي اليدوي ساهمت في إحداث تحسن في حالته والحماس لديه للسير لوحده. ولفت تيسير إلى أن السير بالماء ولّد لديه الثقة بقدرته على المشي على الأرض، والتي تمت تجربتها بعد الجلسة الثانية، وتضمنت المشي باستخدام الأدوات المساعدة وتخفيف الوسائل تباعاً لتحفيزه على السير بالماء وحده، وبعدها تم التركيز على موضوع التوازن، بعمل دوامات داخل الماء لتحفيز المقاومة لديه داخل الماء.
وقال «إن إثبات آرام قدرته على السير داخل الماء باستقلالية حفزني لكي نقوم بتجربة المشي خارج الماء، والتي كان لنجاحها إدخال البهجة والسرور إلى نفوس ذويه والعاملين في المؤسسة، ممن حصدوا فرحة نجاح جهودهم في التعامل مع حالة آرام».
وتبعث حالة آرام عبدو الأمل في نفوس ذوي الأطفال ممن يعانون الأعراض ذاتها، وأن هناك فرصة لتحسن حالتهم الصحية واندماجهم مع المجتمع.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©