الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الاستدامة بالقطاع العقاري.. آليات جديدة تحد من الانبعاثات

الاستدامة بالقطاع العقاري.. آليات جديدة تحد من الانبعاثات
2 فبراير 2023 01:19

سيد الحجار (أبوظبي)

يسهم القطاع العقاري في الإمارات بدور بارز في دعم جهود الدولة بشأن حماية المناخ، عبر خفض الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمال البناء والعمليات التشغيلية.
وتنشط شركات التطوير العقاري بالإمارات في تبني ممارسات بيئية أكثر استدامة وتعزيز كفاءة إدارة استهلاك الطاقة بالمجمعات السكنية والتجارية والترفيهية، ما يعزز من دور القطاع العقاري في خفض الانبعاثات الكربونية.
وشهدت الإمارات توسعاً ملحوظاً في بناء وتشييد المدن المستدامة، حيث تتصدر مدن عدة  في الإمارات قائمة المجمعات العمرانية الأكثر استدامة على مستوى العالم. كما تُصنف دولة الإمارات في المركز الأول إقليمياً والـ 14 عالمياً في المباني المستدامة.

مبادرات استراتيجية
أطلقت «الدار العقارية»، مطلع العام الحالي خطة صافي الانبعاثات الصفري، التي تتضمن الالتزام بالتحول إلى شركة خالية من الانبعاثات الكربونية «بتحقيق صافي انبعاثات صفري» بحلول عام 2050، وبما ينسجم مع أهداف اتفاقية باريس للمناخ والمبادرة الاستراتيجية الوطنية للحياد المناخي 2050.
وأقررت الشركة إجراءات محددة لخفض الانبعاثات، واعتماد آليات جديدة ومبتكرة في تصاميم المشاريع وإدارة سلسلة التوريد وعمليات البناء والتشييد وإدارة الأصول. وحددت خطة صافي الانبعاثات الصفري التي أطلقتها «الدار العقارية» مؤخراً، الآليات المتبعة في ترجمة الأهداف للحد من الانبعاثات الكربونية، الناتجة عن مشاريعها التطويرية كافة، وكذلك الانبعاثات المرتبطة بعملياتها الخاصة بسلسلة التوريد والمستأجرين.
وقالت سلوى المفلحي، مدير إدارة الاستدامة والمسؤولية المجتمعية المؤسسية في «الدار» لـ «الاتحاد»: إن الشركة حددت 8 مجالات رئيسية لإزالة الكربون، تتضمن التصميم منخفض الكربون، حيث ستقوم «الدار» بتطوير معيار خاص بها للتصميم المستدام يشمل العديد من خيارات التصميم عبر استخدام الخرسانة والفولاذ منخفض الكربون، فضلاً عن تحفيز سلسلة التوريد الخاصة بها لدعم الابتكار في المنتجات والمواد وعمليات التصنيع منخفضة الكربون، وتقليل النفايات من خلال تحسين إدارة المواد، والحصول على إمدادات طاقة نظيفة في مواقع البناء، وخفض الاستهلاك من خلال برامج ترشيد استهلاك الطاقة والمياه. وأوضحت، أن «الدار» ستطور برنامجاً خاصاً لتشجيع مشاركة المستأجرين في استدامة جميع الأصول المؤجرة والمدارة، وتقديم الإرشادات والحوافز لتبني سلوكيات أكثر استدامة، كما ستعمل على تحسين إدارة النفايات عبر مراحل التصميم والبناء والاستخدام، وغيرها من الإجراءات.

المدينة المستدامة
وأطلقت «الدار العقارية» بالشراكة مع «دايموند ديفيلوبرز»، الشهر الماضي، المرحلة الأولى من مشروع «المدينة المستدامة - جزيرة ياس»، والتي تتضمن 10 مجمعات سكنية، متاحة للمشترين من جميع الجنسيات، حيث تشمل المرحلة الأولى للمشروع إنشاء 272 شقة سكنية و240 تاون هاوس بأسعار تبدأ من 892 ألف درهم للشقق، و3.24 مليون درهم لوحدات التاون هاوس المؤلفة من 3 غرف.
وكشفت «الدار» مؤخراً عن بيع كافة الوحدات السكنية للمرحلة الأولى بالمشروع في غضون 24 ساعة فقط من طرحها للبيع، بأكثر من 1 مليار درهم، الأمر الذي دفع الشركة إلى طرح بقية وحدات المشروع للبيع، وتشمل 352 منزل تاون هاوس وشقة سكنية. وذكرت المفلحي أنه سيتم تشغيل المشروع باستخدام الطاقة النظيفة، حيث يضم ألواحاً شمسية على أسطح مباني مواقف السيارات، ما يمكن المقيمين من توفير نحو 50% من فواتير الكهرباء، كما تساعد أنظمة المياه عالية الكفاءة، وتقنيات الاستدامة، ومبادئ التصميم المجتمعي، ومنشآت إعادة التدوير في المشروع على تقليل الانبعاثات الكربونية، وخفض استهلاك المياه والطاقة، والحد من إنتاج النفايات. وأشارت إلى ارتفاع الطلب على المشروع من شرائح واسعة من المشترين في ظل زيادة الوعي بأهمية المباني المستدامة.

إعادة التدوير
ووقعت «الدار العقارية» مؤخراً مذكرة تفاهم مع «ريباوند المحدودة»، المنصة الرقمية العالمية لتداول المواد البلاستيكية المُعاد تدويرها بين الشركات، بهدف رفع معدلات إعادة تدوير النفايات البلاستيكية في مجتمعات الدار والوجهات التي تديرها، وجمعها لبيعها عبر منصة «ريباوند بلاستيك إكستشينج»، حيث ستستخدم «الدار» أرباح البيع لخفض تكاليف الخدمات.
إدارة الطاقة
وكشفت «الدار» مؤخراً عن عدة مبادرات استراتيجية لتبني ممارسات بيئية أكثر استدامة وتعزيز كفاءة إدارة استهلاك الطاقة بمجمعاتها السكنية والتجارية والترفيهية، ما يعزز من دور القطاع العقاري في خفض الانبعاثات الكربونية.
وأطلقت «الدار» مطلع العام الماضي مشروع إدارة الطاقة على مستوى المحفظة لتقليل استهلاك الطاقة بنسبة 20% تقريباً عبر 80 أصلاً من أصول «الدار»، بما في ذلك الفنادق والمدارس والمباني التجارية والترفيهية ومحالّ التجزئة والمباني السكنية.

كفاءة الاستهلاك
وكشفت «الدار»، أكتوبر الماضي، عن عزمها استثمار مبلغ 25 مليون درهم في حزمة من مشاريع تعزيز كفاءة استهلاك الطاقة ضمن 13 مجمعاً سكنياً تابعاً للمجموعة، والتي ستسهم في تحقيق وفورات كبيرة للملاك والمستأجرين في خدمات المرافق، وذلك في إطار جهودها المبذولة لترسيخ مبادئ الاستدامة ورفع كفاءة استهلاك الطاقة في مجمعاتها السكنية، وبما يتماشى مع مساعيها المبذولة في اتباع ممارسات صديقة للبيئة.

التطوير المستدام
وتُعد مدينة مصدر من المجمعات العمرانية الأكثر استدامة على مستوى العالم، حيث تعتمد المدينة نهج التصميم العمراني الذكي والفعال.
وتلبي المدينة معظم احتياجاتها من الطاقة عبر محطة طاقة شمسية بقدرة 10 ميجاواط وأنظمة الطاقة الشمسية فوق أسطح المباني بقدرة 1 ميجاواط. وتلتزم كافة المباني داخل مدينة مصدر بتحقيق متطلبات تصنيف «3 لآلئ» كحد أدنى وفق نظام «استدامة»، أي أنها مصممة بحيث تخفض استهلاك الطاقة والمياه بنحو 40% على أقل تقدير مقارنة بالمعايير القائمة.
وسوف تستضيف المدينة عند اكتمالها 52 ألف مقيم، إلى جانب توفير 40 ألف فرصة عمل ودراسة ضمنها. وتباشر شركات تطوير عقاري بأبوظبي تنفيذ مشاريع عقارية جديدة في مدينة مصدر، وسط إقبال ملحوظ من الشركات العقارية للاستثمار في التطوير العمراني المستدام.
وكشفت شركة ريبورتاج العقارية العام الماضي عن طرح مشروع «بلازا» في مدينة مصدر، والذي يتألف من 348 وحدة سكنية، كما كشفت عن إنجاز مشروع «الواحة رزيدنس 1»، والذي يوفر 612 شقة سكنية، فيما تباشر تطوير مشروع «الواحة رزيدنس 2» ويضم نحو 304 وحدات سكنية، و«ذا جيت» الذي يضيف 463 شقة سكنية بالمدينة. وكانت «ريبورتاج العقارية» قد انتهت من إنجاز مشروع «ليوناردو ريزيدنس» السكني بمدينة مصدر، الذي تم تسليمه مطلع عام 2019، ويوفر 177 شقة سكنية. وتباشر شركة سيادة للتطوير تطوير مشروع المهرة السكني بمدينة مصدر، الذي يوفر نحو 300 وحدة سكنية. وشهد العام 2019 افتتاح «مصدر» لمجمع الاتحاد السكني المستدام الذي يضم 500 شقة موزعة على 11 مبنى.

مجمع مدينة مصدر
وأعلنت مدينة مصدر، يونيو الماضي عن مشروعها الجديد «مجمع مدينة مصدر» الذي سيتم تشييده بالتعاون مع شركتي الاستشارات «وودز باغوت» و«فايثفول+غولد»، وهو أحدث المعالم التي تطوّرها المدينة وينضوي ضمن مساهمتها في المبادرة الاستراتيجية لدولة الإمارات لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050. ويمتد مجمع مدينة مصدر على مساحة 29 ألف متر مربع ومساحة أرضية إجمالية تصل إلى 50 ألف متر مربع. وتسهم مباني المجمع المبتكرة في ترسيخ ريادة مدينة مصدر على المستوى الإقليمي من حيث تطوير مباني خضراء وخالية من الانبعاثات الكربونية، حيث أعلنت مدينة مصدر في عام 2017 عن استكمال مشروع الفيلا المستدامة، أول فيلا «صفرية الطاقة» في الإمارات.

جهود الاستدامة
كشفت «زازين بروبرتيز»، للتطوير العقاري، خلال أكتوبر الماضي، عن تحليلاتها الخاصة بأحدث التوجهات المرتبطة بجهود الاستدامة في قطاع العقارات الإماراتي، الذي واصل نموه خلال العام الماضي. 
وأضافت الشركة: يُعتبر تشييد العقارات مسؤولاً عن حوالي 40% من الاستهلاك العالمي الأساسي للطاقة، وأظهرت الدراسات أن تشييد مبانٍ مستدامة وأكثر توفيراً للطاقة يخفض متطلبات الطاقة بنسبة 50%، وفي هذا الإطار، تؤكد دولة الإمارات، باعتبارها الدولة العربية الأولى التي توقع على اتفاقية باريس للمناخ، التي تهدف إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، على دورها الإقليمي الرائد، والتزامها بالمشاركة الفعالة في خفض استهلاك الطاقة والحد من انبعاثات الكربون.وتابعت: تعتمد الإمارات منهجية عقارية ناجحة لتعزيز الاستدامة، تقوم على التوسع في مشاريع المباني الخضراء من خلال، الاعتماد التدريجي لبرامج إدارة الطاقة، وإعادة تأهيل المباني وخيارات الأسطح الخضراء والمباني الذكية، إذ أتت هذه الجهود ثمارها، حيث صنّف استبيان أُجري مؤخراً حول المباني المستدامة دولة الإمارات في المرتبة الرابعة عشرة على مستوى العالم مع 869 مبنى أخضر.وتشكل التدابير الخاصة بالمناخ عاملاً محفزاً لدفع النمو الاقتصادي، وهو ما يشهد تركيزاً متزايداً في المشهد العقاري الإماراتي، بحسب «زازين بروبرتيز».

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©