الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«كورونا» يدفع مطورين لتغيير تصاميم الوحدات العقارية

التصاميم الجديدة تراعي متطلبات العمل والتعليم من المنزل (الاتحاد)
4 يونيو 2020 00:08

سيد الحجار (أبوظبي)

فرضت تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد «كوفيدـ 19»، وإجراءات العمل والتعليم من المنزل، مفاهيم جديدة للتطوير العقاري، سيكون على الشركات العقارية مواكبتها مستقبلاً، حيث يتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تغيرات ملحوظة في نوعية المشاريع العقارية الجديدة، فضلاً عن تصاميم ومساحات الوحدات، والمرافق الترفيهية والخدمية، وإجراءات السلامة والصحة.
ويرى مراقبون أن تداعيات الأزمة الراهنة ستفرض أنماطاً جديدة للتطوير العقاري، بناء على الاحتياجات الجديدة للعملاء، حيث يتوقع أن يزداد اهتمام الشركات العقارية بتطوير الوحدات ذات المساحات الواسعة، والتي تراعي جودة التهوية وتوفر الضوء الطبيعي بالوحدة، مع تطوير أنظمة التهوية بالمباني، فضلاً عن التوسع في استخدام تقنيات تكنولوجية حديثة تقلص التلامس بالمباني، مثل استخدام أبواب أوتوماتيكية ومصاعد تعمل بالصوت، على سبيل المثال.
وأضافوا أن العمل والتعليم عن بُعد، فرض متطلبات جديدة لمستأجري ومشتري الوحدات السكنية، سيكون على شركات التطوير ضرورة مراعاتها مستقبلاً، لاسيما مع توجه كثير من الشركات والأفراد للتخطيط للعمل من المنزل بعد انتهاء أزمة كورونا، ما يزيد الاهتمام بتوفر مساحات مرنة للعمل، وجدران عازلة للصوت، وإضاءة جيدة وتهوية بالغرف، فضلاً عن توفر توصيلات خاصة بالكهرباء والإنترنت والاتصالات بمواقع متنوعة بالوحدة السكنية.
ويتوقع خبراء أن تسهم الأزمة الراهنة في توجه شركات العقار لإعادة دراسة مواقع ونوعية مشاريعها أيضاً، ما يعزز فرص تطوير مناطق جديدة بالضواحي، في ظل تراجع الاهتمام بالسكن بالقرب من مقر العمل أو المدارس بوسط المدينة، فضلاً عن الاهتمام بتطوير الفلل التي توفر مساحات واسعة وتضم حدائق تتيح المزيد من وسائل الترفيه والراحة للأسرة والأطفال.
المساحات المحدودة
ويقول الدكتور محمد نعيمات رئيس شركة قصر الحصن للعقارات، إن شركات التطوير العقاري ظلت طوال السنوات الماضية تتسابق على تطوير الأبراج السكنية الضخمة التي تضم عدداً كبيراً من الشقق السكنية ذات المساحات المحدودة، بهدف تحقيق المزيد من الأرباح، من خلال تقليص مساحات الوحدات، متوقعاً أن تضطر الشركات لمراجعة مثل هذه التوجهات خلال الفترة المقبلة.
ويضيف: من المفارقات أن نرى الشقق السكنية بالبنايات القديمة وسط أبوظبي ذات مساحات واسعة، مع توفر شرفات وتهوية جيدة بالوحدة، مقارنة ببعض البنايات الحديثة التي لا تضم شرفات، ولا توفر مساحات جيدة للتهوية والضوء الطبيعي.
ويتوقع نعيمات أن يزداد اهتمام شركات التطوير أيضاً بزيادة مساحات الفلل خلال الفترة المقبلة، فضلاً عن العودة مرة أخرى للاهتمام بحدائق الفلل، بعدما شهدت السنوات الأخيرة تسابق كثير من الشركات على تقليص مساحة حدائق الفلل، وتطوير وحدات التاونهاوس.

العمل والتعليم من المنزل
ويوضح مسعود العور، الرئيس التنفيذي لشركة ميداليان أسوشيت الاستثمارية، أن التغييرات المرتبطة بالعمل والتعليم من مقر السكن تفرض مفاهيم جديدة للتطوير العقاري، حيث تتجه الشركات العقارية لوضع المتغيرات الأخيرة فيما يتعلق بمتطلبات العملاء في حسبانها.
وأضاف أن أزمة انتشار فيروس كورونا تفرض توجهات جديدة على الكثيرين حتى بعد انتهاء هذه الأزمة، حيث سيزداد الاهتمام بالتباعد الاجتماعي، ما يتطلب ضرورة مراعاة ذلك، عبر استخدام تقنيات تقلص التلامس، مثل مصاعد تعمل بالصوت وأبواب أوتوماتيكية، مع الاهتمام بتوفر عدد وافر من المصاعد ذات المساحات الكبيرة بالأبراج السكنية، بهدف تقليل عدد الأشخاص في المصعد لضمان التباعد الاجتماعي.
وأوضح العور أن توجه الشركات العقارية لإغلاق المرافق مثل الصالات الرياضية وحمامات السباحة، بشكل مؤقت، تنفيذاً للاشتراطات والتدابير الاحترازية، وزيادة التوقعات بتغير نمط استخدام المرافق المشتركة بالأبراج والمشاريع العقارية خلال الفترة المقبلة، سيكون له تأثير على طبيعة تطوير هذه المرافق مستقبلاً.
وأضاف أن كثيراً من الشركات العقارية بادرت مؤخراً بإدخال تعديلات بالأبراج السكنية لتطوير أنظمة تنقية الهواء، وتركيب أجهزة لفحص درجة حرارة كل زائر عند مداخل المبنى.

مساحات واسعة ومرنة
ومن جهته، أكد المهندس فراس حارث الراوي، رئيس مجلس إدارة شركة كاريزما للاستشارات الهندسية، أن الأزمة الراهنة تفرض كثيراً من المتغيرات فيما يتعلق بالتطوير العقاري، لاسيما فيما يتعلق بالمساحات، موضحاً أن بعض المشاريع، لاسيما الموجهة لذوي الدخل المتوسط أو لسكن العمال، تضم عدداً كبيراً من الأفراد في مساحات صغيرة، وهو ما يشهد تغيرات فيما يتعلق بالمشاريع الجديدة.
وأضاف أن المشاريع الجديدة لابد أن تراعي توفر مساحات واسعة ومرنة وشرفات للتهوية، بما يتناسب مع طبيعة العمل والدراسة من المنزل، مع زيادة الاهتمام بتوفر متطلبات العمل عن بُعد، وإدارة العمل والاجتماعات عبر الفيديو من المنزل.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©