الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أدنوك» تُعلن صفقة للاستثمار في البنية التحتية بقيمة 76 مليار درهم

الجابر والمستثمرون خلال إعلان الصفقة (من المصدر)
24 يونيو 2020 02:26

 أبوظبي (الاتحاد)

وقعت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك»، أمس، اتفاقية مع ائتلاف من كبار المستثمرين العالميين في مشاريع البنية التحتية وصناديق الثروة السيادية والمعاشات، هم: «جلوبال إنفراستركتشر بارتنرز»، و«بروكفيلد لإدارة الأصول»، و«صندوق الثروة السيادية السنغافوري»، و«مجلس صندوق معاشات التقاعد لمعلمي مقاطعة أونتاريو»، و«إن إتش للاستثمار والأوراق المالية» و«سنام». وبحسب الاتفاقية، يستثمر الائتلاف 76 مليار درهم (20.7 مليار دولار) في مجموعة محددة من أصول أنابيب الغاز التي تمتلكها «أدنوك».
وبموجب الاتفاقية التي تمثل واحدة من أكبر صفقات الاستثمار في أصول البنية التحتية للطاقة في العالم، سيحصل شركاء الائتلاف - مجتمعين - على نسبة %49 في شركة «أدنوك لأنابيب الغاز» التي تم إنشاؤها حديثاً، والتي تمتلك فيها أدنوك حصة الأغلبية بواقع %51. وتمتلك هذه الشركة الجديدة حقوق استخدام 38 من خطوط الأنابيب بطول إجمالي يبلغ 982.3 كيلومتر. وتتيح هيكلية الاتفاقية المبتكرة لأدنوك الاستفادة من رؤوس أموال عالمية، مع الاحتفاظ - في الوقت نفسه - بحق التحكم وملكية الأصول التي يشملها الاستثمار.
وبموجب الاتفاقية، ستقوم «أدنوك لأنابيب الغاز» باستئجار الحصة التي تمتلكها أدنوك في مجموعة من أصول أنابيب نقل الغاز لمدة 20 عاماً، مقابل الحصول على حق استخدام تلك الأصول بتعرفة تستند إلى الكميات. وتحقق هذه الاتفاقية عائدات فورية لأدنوك تبلغ 37.1 مليار درهم (10.1 مليار دولار)، ويخضع استكمالها لاستيفاء الشروط والأحكام المتعارف عليها، والحصول على موافقات الهيئات التنظيمية المعنية.
وتربط شبكة أنابيب الغاز بين أصول أدنوك البرية والبحرية، وشبكات النقل المحلية لعملاء الشركة في الدولة. وتحتفظ أدنوك بحق التحكم وإدارة عمليات تلك الأصول، كما تتولى مسؤولية النفقات التشغيلية والرأسمالية المرتبطة بخط الأنابيب.
وتسهم هذه الاتفاقية في دعم أهداف أبوظبي الطموحة في قطاع الغاز، وتتيح للمستثمرين فرصة فريدة للاستثمار في أصول ممتازة للبنية التحتية للطاقة منخفضة المخاطر، والتي تحقق للمستثمرين تدفقات نقدية مستقرة وطويلة الأجل من واحدة من أهم شركات الطاقة في العالم، على صعيد التصنيف الائتماني.
وبهذه المناسبة، قال معالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير دولة، الرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها: «تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة، تحرص أدنوك على بناء شراكات ذكية تُحقق أقصى قيمة ممكنة من أصول الشركة في مختلف المجالات، بما فيها النقل والتوزيع، من خلال استقطاب استثمارات استراتيجية تحقق قيمة إضافية. ويسرنا، اليوم، التوقيع مع عدد من الصناديق والمؤسسات الاستثمارية العالمية الرائدة على اتفاقية جديدة تمثل أكبر استثمار في البنية التحتية في قطاع الطاقة على مستوى المنطقة».
وأضاف: «تمثل هذه الصفقة إضافة نوعية لسجل الإمارات الناجح والمتميز في استقطاب الاستثمارات الأجنبية الاستراتيجية، كما تعكس ثقة المستثمرين العالميين في أدنوك ومشاريعها. ويأتي التوقيع على الاتفاقية التي تسهم في تعزيز القيمة من محفظة البنى التحتية الخاصة بنا، عقب إنجاز أدنوك شراكة في العام الماضي مع عدد من صناديق الثروة السيادية والمؤسسات الاستثمارية الرائدة بالعالم، للاستثمار في أصول البنية التحتية الخاصة بأنابيب نقل وتوزيع النفط. وتؤكد هذه الشراكة الاستراتيجية اهتمام المستثمرين الكبير بأصول أدنوك ذات العوائد الكبيرة والمخاطر المنخفضة، كما أنها تمثل نموذجاً للاستثمارات الضخمة في مجال الطاقة والبنية التحتية على مستوى دولة الإمارات والمنطقة».
وتابع: «تعزز هذه الشراكة النوعية الدور الحيوي لأدنوك شريكاً مثالياً جاذباً للمستثمرين، كما ترسخ مكانة دولة الإمارات وسجلها الطويل في استقطاب للاستثمارات الخارجية المباشرة في المنطقة، حتى في ظل الظروف الاستثنائية التي يشهدها العالم».
تعرفة تستند إلى الكمية
ووفقاً للاتفاقية، ستقوم «أدنوك» بدفع تعرفة تستند إلى الكميات لشركة «أدنوك لأنابيب الغاز»، مقابل استخدام خطوط الأنابيب التي تنقل الغاز وسوائل الغاز الطبيعي المباعة من أصول الحقول في أبوظبي إلى منافذ ومحطات التسليم الرئيسة في الإمارة. وسيتم فرض التعرفة على إجمالي الأحجام المنقولة عبر خطوط الأنابيب، جنباً إلى جنب مع تدفقات الغاز الطبيعي المسال، مع وضع حدٍ أدنى من هذه الكميات. وستقوم الشركة الجديدة التابعة لأدنوك بدفع نسبة 100% من التدفق النقدي الحر على شكل توزيعات نقدية ربع سنوية للمستثمرين.
من جانبه، قال أديبايو أوجونليسي، رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب لــ «جلوبال إنفراستركشر بارتنرز»: «تتيح لنا هذه الاتفاقية بناء شراكة استراتيجية مع أدنوك، إحدى شركات الطاقة الرائدة في العالم. وتعد شبكة أنابيب الغاز التي تمتلكها أدنوك جزءاً رئيساً من البنية التحتية الأساسية في الإمارات، وتتيح لنا هذه الاتفاقية فرصة فريدة للاستثمار في أحد الأصول المهمة وذات الجودة العالية. وتؤكد هذه الشراكة التزامنا باستراتيجية جلوبال إنفراستركشر بارتنرز التي تُركز على الاستثمار في أصول البنية التحتية عالية الجودة، وتطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد مع الشركات الرائدة في قطاع النفط والغاز في العالم».
وقال بروس فلات، الرئيس التنفيذي لشركة «بروكفيلد لإدارة الأصول»: «تمثل هذه الاتفاقية للاستثمار في مجموعة استراتيجية من أنابيب نقل الغاز، حلقة وصل مهمة بين إمدادات الغاز الطبيعي منخفضة التكلفة والطلب القوي عليها داخل دولة الإمارات». وأضاف: «تتماشى هذه الاتفاقية مع استراتيجيتنا للاستثمار في أصول رئيسة عالية الجودة تُحقق تدفقات نقدية ثابتة يمكن التنبؤ بها. ولقد رسخت أدنوك مكانتها، كواحدة من أبرز منتجي الغاز الطبيعي في العالم، من خلال سجل تشغيل مثالي، ونحن نتطلع إلى الشراكة معها لدعم هذه الأصول وهذا القطاع الحيوي».
وقال زياد هندو، الرئيس التنفيذي للاستثمار في صندوق معاشات التقاعد لمعلمي مقاطعة أونتاريو الكندية: «تمثل هذه الصفقة أكثر الاستثمارات جاذبية لنا؛ لأنها تتيح فرصة للاستثمار منخفض المخاطر في أصول عالية الجودة، تحقق تدفقات نقدية مستقرة وطويلة الأجل، ما سيساعدنا في الإيفاء بالتزاماتنا تجاه متقاعدينا». وأضاف: «هذه الشراكة مع أدنوك ومجموعة من أهم المستثمرين العالميين، تتيح لنا الوجود في منطقة جغرافية جديدة، وتأسيس منصة لاستثماراتنا المستقبلية المحتملة في أنحاء العالم كافة».
وقال يونغ تشاي جيونج، رئيس مجلس الإدارة، الرئيس التنفيذي لشركة «إن إتش للاستثمار والأوراق المالية»: «استثمارنا في البنية التحتية للغاز في أدنوك، ودعم مبادرات الطاقة في أبوظبي، يتماشى مع استراتيجيتنا لتنويع الاستثمار، ويثبت الحضور المتزايد لكوريا في مجال الاستثمار في مشاريع البنية التحتية العالمية. وأنا على ثقة أن هذه الشراكة المهمة ستصبح نقطة انطلاق لتوسيع الاستثمارات الكورية في المنطقة». 
وقال ماركو ألفيرا، الرئيس التنفيذي لشركة «سنام»: «تسهم هذه الاتفاقية في تعزيز حضورنا العالمي؛ لأنها تتيح لنا الوجود بمنطقة رئيسة ومهمة بقطاع النفط والغاز، خصوصاً في الوقت الذي نسعى فيه لتعزيز المزيد من فرص التعاون بمجال الطاقة الانتقالية. وسنعمل مع أدنوك وشركائنا في الائتلاف للمساهمة في دعم قطاع الطاقة بدولة الإمارات، من خلال مهاراتنا الصناعية وخبراتنا وحلولنا المبتكرة في إدارة البنية التحتية للغاز الطبيعي». 
وتعد هذه الاتفاقية أكبر صفقة لمجموعة أدنوك، منذ الإعلان في 2017 عن توسيع نطاق برنامجها للشراكات الاستراتيجية والاستثمارات المشتركة، الهادف إلى تحقيق قيمة إضافية. ومنذ ذلك الحين، دخلت أدنوك أسواق المال العالمية لأول مرة عبر إصدار سندات بقيمة 3 مليارات دولار، مدعومة بأصول «خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام» (أدكوب)، وتنفيذ الاكتتاب العام على جزء من أسهم «أدنوك للتوزيع» في أول عملية إدراج لشركة تابعة لأدنوك، كما أبرمت أدنوك العديد من الشراكات الاستراتيجية التجارية، من خلال شركاتها، في مجالات الحفر والتكرير والأسمدة وتداول السلع والمنتجات والمشتقات، وغيرها.
وستسهم هذه الاتفاقية الجديدة في تعزيز مكانة أدنوك ودورها المحوري، كمحفز للاستثمار المسؤول والمستدام، وخلق القيمة لدولة الإمارات وأبوظبي خلال هذه الفترة الاستثنائية. كذلك توفر الاتفاقية رأسمالاً ضخماً يمكن توظيفه في مشاريع جديدة تدعم استراتيجية أدنوك للنمو الذكي.

سيف بن زايد: التحديات تصنع الفرص
أشاد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بالصفقة الاستثمارية التي وقعتها «أدنوك»، وقال سموه إن الإمارات تصنع الفرص بقيادتها الاستثنائية.وقال سموه في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «تباينت أساليب الدول في إدارتها لأزمة الوباء. البعض جعلوا القلق من المستقبل سيداً للموقف. والإمارات في حد ذاتها (تحدي)، وتصنع الفرص بقيادتها الاستثنائية فتحول الأزمة لمستقبل واعد». وأضاف سموه «أحد هذه المشاريع 2020 شركة أدنوك اليوم تعقد صفقة استثمارية نوعية بقيمة 76 مليار درهم».

«جلوبال إنفراستركشر بارتنرز»
تعد «جلوبال إنفراستركشر بارتنرز» «جي أي بي» شركة مستقلة رائدة في إدارة صناديق البنى التحتية. وتستهدف «جي آي بي» الاستثمارات بقطاعات الطاقة والنقل والمياه/‏‏النفايات بدول «منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية» وبعض دول الأسواق الناشئة. ويبلغ عدد موظفي شركات «جي أي بي»، البالغ عددها 40 شركة، نحو 62000 شخص في أكثر من 50 دولة حول العالم. وتوجد فرق عمل «جي أي بي» في 10 مكاتب هي: لندن، ونيويورك، وستامفورد (كونيتيكت)، وسيدني، وملبورن، وبريسبان، ومومباي، ودلهي، وسنغافورة، وهونج كونج.

«بروكفيلد لإدارة الأصول»:
تعد «بروكفيلد لإدارة الأصول» شركة عالمية رائدة في إدارة الأصول البديلة من خلال أصول تزيد قيمتها على 515 مليار دولار، خاضعة للإدارة عبر العقارات والبنية التحتية والطاقة المتجددة والأسهم الخاصة والائتمان. وتمتلك «بروكفيلد» وتدير الأصول والشركات طويلة الأمد التي يشكل الكثير منها العمود الفقري للاقتصاد العالمي. ومن خلال الاستفادة من نطاقها العالمي الواسع وإمكانية الوصول لرؤوس الأموال الكبيرة والخبرة التشغيلية، تقدم «بروكفيلد» مجموعة المنتجات الاستثمارية البديلة للمستثمرين حول العالم، بما في ذلك خطط المعاشات التقاعدية العامة والخاصة، والأوقاف والمؤسسات، وصناديق الثروة السيادية، والمؤسسات المالية، وشركات التأمين، ومستثمرو الثروات الخاصة. 

«صندوق أونتاريو»
يدير «صندوق معاشات التقاعد لمعلمي مقاطعة أونتاريو» أكبر خطة معاشات تقاعدية في كندا، من خلال أصول صافية بقيمة 207.4 مليار دولار كندي (حتى 31 ديسمبر 2019). ويمتلك المجلس محفظة متنوعة من الأصول العالمية يتم إدارة نحو %80 منها محلياً. وقد حققت هذه الاستثمارات إجمالي عائد سنوي للصندوق بنسبة %9.7 منذ تأسيس الخطة في عام 1990. ويعد «مجلس خطة المعاشات التقاعدية لمعلمي أونتاريو» مؤسسة مستقلة تتخذ تورونتو مقراً لها مع مكاتب في هونج كونج (منطقة آسيا والمحيط الهادئ) ولندن (منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا). وتقوم خطة الفوائد المحددة التي يتم تمويلها بالكامل، باستثمار وإدارة معاشات التقاعد لـ 329000 مدرس عامل ومتقاعد في مقاطعة أونتاريو. 

«إن إتش للاستثمار» 
تعد «إن إتش للاستثمار والأوراق المالية» ثاني أكبر بنك استثماري في كوريا، حيث يقدم مجموعة واسعة من الخدمات المالية، بما في ذلك إدارة الثروات، والخدمات المصرفية الاستثمارية، والوساطة، والخدمات المصرفية التجارية من خلال 79 فرعاً محلياً. واستطاعت «إن إتش للاستثمار والأوراق المالية»، منذ تأسيسها في عام 1969، إثبات حضورها شريكاً موثوقاً في أسواق رأس المال الكورية. واعتباراً من سبتمبر 2019، تمتلك «إن إتش للاستثمار والأوراق المالية» إجمالي أصول يبلغ 46 مليار دولار أميركي وحقوق مساهمين بقيمة 4.5 مليار دولار. 

 «سنام» 
تعد «سنام» إحدى الشركات العالمية الرائدة في البنية التحتية للطاقة، ومن أكبر الشركات الإيطالية المدرجة من حيث القيمة السوقية. وتمارس «سنام» أعمالها من خلال الشركات الدولية التابعة لها في ألبانيا والنمسا والصين وفرنسا واليونان والمملكة المتحدة. وتمتلك الشركة أكبر شبكة لنقل الغاز الطبيعي وسعة تخزينية، مقارنة مع نظرائها من الشركات الأوروبية، كما تعد واحدة من المشغلين الرئيسين في إعادة تحويل الغاز. وتستثمر شركة «سنام»، في إطار خطة بقيمة 6.5 مليار يورو تمتد حتى عام 2023، ما قيمته 1.4 مليار يورو في مشروع «سنام تك» الذي يركز على الابتكار والأعمال الجديدة لانتقال الطاقة، بما في ذلك التنقل المستدام والميثان الحيوي وكفاءة الطاقة. وتهدف «سنام» أيضاً إلى تمكين وتعزيز تطوير الهيدروجين لتشجيع التخلص من الكربون في قطاع الطاقة والصناعة.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©