السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التعليم ركيزة أساسية لتمكين المرأة

التعليم ركيزة أساسية لتمكين المرأة
30 أغسطس 2020 00:45

مع بدء الدول في جميع أنحاء العالم تخفيف القيود التي فرضتها لاحتواء انتشار فيروس (كوفيد- 19)، فإنها باتت تواجه تحدياً جديداً يتمثل في إعادة إنعاش اقتصاداتها وتنمية مجتمعاتها، في محاولة لإعادة الحياة إلى طبيعتها وما كانت عليه قبل انتشار هذا الوباء. 
وبطبيعة الحال فإن النساء والفتيات في أجزاء كثيرة من العالم، اللواتي كنّ يناضلن قبل الجائحة في سبيل تحقيق المساواة والحصول على حقوقهن الأساسية، أصبحن يجدن صعوبات إضافية للوصول إلى هذه الأهداف في ظل التركيز على مكافحة الوباء العالمي. 
ويعد تحقيق التكافؤ بين الجنسين أحد أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
ورغم ذلك، فقد أدت جائحة (كوفيد - 19) إلى تعميق أوجه عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية والصحية الموجودة من قبل، والتي تواجهها النساء بالفعل في جميع أنحاء العالم، وذلك وفقاً لتقرير حديث صادر عن الأمم المتحدة. 
وقد أدى انتشار هذا الوباء أيضاً إلى تسليط الضوء على قضايا أعمق، لعل أبرزها الحاجة إلى مزيد من العمل لدعم تعليم وتمكين ومشاركة الشابات في مختلف المجالات.
ومما يدعو للتفاؤل، أننا نشهد التحاق أعداد متزايدة من الفتيات بالمدارس في مراحل التعليم الأولى، ورغم ذلك، لا تزال 62 مليون فتاة محرومة من التعليم، ففي منطقة وسط أفريقيا وحدها، هناك نحو 28 مليون فتاة غير قادرات على الالتحاق بمراحل التعليم الأساسي.
وتواجه الفتيات اللواتي ينشأن في مجتمعات فقيرة عدداً من التحديات الاستثنائية، والتي تؤثر جميعها على قدرتهن على الالتحاق بالمدرسة ومواصلة التعليم في مراحله الإعدادية والثانوية، وتشمل هذه التحديات الفقر، والأعمال المنزلية، والبحث عن فرص عمل لإعالة أسرهن. ففي هذه الحالات، يصبح الذهاب إلى المدرسة مسؤولية إضافية لا تستطيع العديد من هؤلاء الفتيات تحملها. 
ولكن ماذا لو كان التعليم هو الحل للعديد من هذه التحديات؟
وعلى مستوى دولة الإمارات، فقد شهدنا بشكل ملموس مدى تأثير بناء أجيال من الفتيات المتعلمات اللواتي يتمتعن بالكفاءات العالية على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، حيث إن أكثر من نصف الطلبة الذين يدرسون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات هم من الإناث. 
ونتيجة لذلك، نرى ارتفاع أعداد النساء اللواتي يعملن في القطاعات ذات الصلة، حيث تزيد نسبتهن عن 60%. ومن خلال هذه الإحصاءات الواعدة، ندرك مدى أهمية التعليم ودوره الكبير في رفد هذه القطاعات بالكفاءات اللازمة.
ولا شك في أن الوظائف في المستقبل ستتطلب مجموعة جديدة من المهارات، والتي تشمل الإلمام بالمهارات الرقمية وبمجالات ريادة الأعمال والابتكار والذكاء الاصطناعي. ومن شأن ضمان فرص متكافئة للفتيات للتعلم والتفوق في هذه المجالات، أن يؤدي إلى وجود قوى عاملة مؤهلة يمكنها لعب دور فاعل في الاقتصاد الرقمي الجديد.
وفي هذا السياق، ركّزت منصة «السيدات للاستدامة والبيئة والطاقة المتجددة» خلال ملتقاها السنوي الذي عقد في شهر يناير الماضي ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، على استكشاف دور الرقمنة والذكاء الاصطناعي في تمكين المرأة.
ويعتبر التعليم الركيزة الأساسية والحل في الوقت نفسه لكثير من هذه التحديات.
إن مجتمعات العالم مشغولة في الوقت الراهن بتحقيق التعافي من جائحة «كوفيد - 19» وما تمثله من تحد كبير غير مسبوق. ولكنها إذا ما أرادت النجاح في هذه المهمة، فعليها تفادي تجاهل المرأة التي تمثل نصف المجتمع وعدم إشراكها في هذه الجهود.

د. لمياء نواف فواز
*المدير التنفيذي لإدارة الهوية المؤسسية والمبادرات الاستراتيجية في شركة «مصدر»

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©