الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

قادة الصناعة: الاقتصاد العالمي يتعافى من تداعيات «كورونا»

خلدون المبارك
6 سبتمبر 2020 01:12

هانوفر (الاتحاد) 

أكد قادة الشركات العالمية على أن الاقتصاد العالمي يواجه مرحلةً صعبة قبل التعافي الكامل من تداعيات وباء كورونا، وذلك رغم العديد من المكاسب التي تحققت للشركات الرائدة في التقنيات المتقدمة.
وشدد القادة على ضرورة العمل على تطوير لقاح ضد فيروس كورونا، مثمنين الدور الهام الذي اضطلعت به حزم التحفيز الحكومية التي تم ضخها لدعم الاقتصاد العالمي والتي بلغت قيمتها الإجمالية أكثر من 10 تريليونات دولار.
وجاء ذلك خلال مشاركتهم في فعاليات اليوم الثاني من المؤتمر الافتراضي للقمة العالمية للصناعة والتصنيع.
وقال معالي خلدون خليفة المبارك، الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب لشركة مبادلة للاستثمار: «شهدنا جميعاً ردود الفعل الاقتصادية الإيجابية على الخطوات المالية التي اتخذتها حكومات معظم الدول، لا سيما في الاقتصادات الكبيرة حول العالم.
وأعتقد أن استقرار النشاط الاقتصادي وعودة الأعمال لسابق عهدها سيستغرق بعض الوقت».
وأكد داريوس أدامزيك، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة هانيويل، أن الحكومات قد تصرفت بسرعة وحسم، وأن الاهتمام يجب أن ينصب الآن على تمويل حزم التحفيز الكبيرة التي استخدمت لدعم الاقتصاد العالمي.
وقال: «أطلقت الحكومات في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والاقتصادات الأخرى الكبيرة حزمًا تحفيزية كبيرة خلال أزمة الوباء، وسيتعين على الحكومات في جميع أنحاء العالم إيجاد طريقة ذكية لتمويل هذه الحزم دون إلحاق الضرر بالاقتصادات في المستقبل».
من جهته، حذر جان باسكال تريكوار، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة شنايدر إلكتريك، من تعرض الشباب حول العالم إلى شبح البطالة ومواجهته للكثير من الصعوبات في سبيل إيجاد فرص عمل في ظل حالة من الكساد الاقتصادي سيشهدها العالم في السنوات المقبلة.
وقال: «لقد ركزت الإجراءات الوقائية بشكل كبير على فئة كبار السن في مجتمعاتنا، وتجاهلت خطورة البطالة التي تهدد جيلًا كاملًا من الشباب الذين يمثلون مستقبل عالمنا.
ونعمل عن كثب مع الحكومات والمؤسسات الأخرى لتدريب الكفاءات الشابة وإعدادها للمستقبل».
وأضاف تريكوار: «يجب أن تشمل الحوافز الحكومية الشركات الصغيرة والمتوسطة التي هي شريان حياة الاقتصاد العالمي.
حيث تعتمد الشركات الكبيرة، بما في ذلك شنايدر إلكتريك، على نظام بيئي يضم العديد من الموردين والشركات الصغيرة ومن المهم جدًا أن نعمل على تقديم الدعم لهذه الشركات خلال الأزمة ومساعدتها على تحديث عملياتها وعلى التحول الرقمي، لتصبح أكثر استدامة واستعداداً للمستقبل».
من جهته، أكد جو كايسر، الرئيس التنفيذي لشركة سيمنس، على ضرورة استخدام حزم التحفيز الحكومية بشكل ملائم.
وقال: «رغم أهمية الدعم الحكومي وحزم التحفيز الاقتصادية الضخمة، فإن الأهم من ذلك كيفية استثمار هذه الأموال في صناعات المستقبل وليس الصناعات التقليدية لأن هذه الصناعات لن تستطيع الصمود في السنوات المقبلة»، مشددًا على أهمية وضوح الأهداف لتجاوز الأزمة نحو مستقبل أفضل.
وأعرب معالي خلدون المبارك عن تفاؤله بإمكانية تعزيز التعافي الاقتصادي من خلال التوصل للقاحات متعددة محتملة لفيروس كورونا وطرحها في السوق، بالإضافة إلى التقدم الذي يتم إحرازه للتوصل إلى مجموعة من العلاجات الأخرى.
وأضاف معاليه: «أعتقد بأن العالم قد اقترب من ابتكار لقاح لفيروس كورونا». وقال معالي خلدون المبارك: «حتى قبل ظهور الوباء، كانت محفظتنا الاستثمارية تركز على القطاعات الواعدة وقطاعات المستقبل مثل الطاقة، والطاقة المتجددة، وتخزين الطاقة، والتنقل، والأتمتة، والروبوتات والذكاء الاصطناعي.
وتؤكد الأزمة التي نشهدها الآن أن توجهنا الاستراتيجي كان وما زال توجهاً سليماً ولذلك سنواصل الاستثمار بقوة في هذه المجالات».
وأضاف معاليه أن قطاع الهيدروجين أحد القطاعات التي تركز عليها شركة مبادلة للاستثمار، حيث يتميز بإمكانات هائلة للمساعدة في مكافحة التغير المناخي من خلال التخلص من انبعاثات الكربون في أنظمة توليد الطاقة والصناعة والتنقل.
واختتم معالي خلدون المبارك قائلاً: «لقد تغير العالم كثيراً وعلينا أن نواكب التطورات من حولنا.
وسيعتمد النجاح في المستقبل على قدرة الشركات والدول والأفراد على مواكبة هذا التغير وإدراك آليات العالم الجديد استعداداً لمرحلة ما بعد الوباء».
وفي كلمته التي تلت الجلسة، قال باتريس كين، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة تاليس: «لا شك أن على الشركات والمؤسسات اكتساب ثقة الناس في قدرتها على أداء أدوارها والتصدي للتحديات المقبلة بنجاح، وخاصةً أن العالم من الصعب عليه التنبؤ بما سنواجهه في المستقبل.
وقد أصبح من الواضح هذا العام أن علينا أن نتعامل مع الأزمات بسرعة كبيرة وبمرونة عالية للتكيف مع الوضع الجديد وبناء مستقبل يمكننا الوثوق به جميعًا».

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©