الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الصين.. خطوات على طريق التحول إلى قوة مالية عظمى

الصين.. خطوات على طريق التحول إلى قوة مالية عظمى
19 سبتمبر 2020 00:15

حسونة الطيب (أبوظبي)

في الوقت الذي تتجه فيه أميركا لقطع روابطها التجارية الخارجية، تقوم الصين بفتح أبوابها لاستقبال رؤوس الأموال الخارجية.
وعلى صعيد قطاع التقنية، استمرت الهوة بين البلدين في الاتساع، لتبرز العديد من الأسئلة، من بينها ما إذا كانت أميركا ستفرض بيع تطبيق تيك توك الصيني المشهور ومدى صمود هواوي في وجه الحظر المفروض عليها من قبل أميركا، بجانب إمكانية تحويل آبل لسلاسل توريدها من الصين.
وفي طريقها للتحول لقوة مالية عالمية عظمى، شرعت الصين أبوابها لاستقبال شركات وول ستريت الكبيرة مثل، بلاك روك العاملة في مجال إدارة الأصول، ومنافستها فانجارد للاستشارات الاستثمارية، التي تستعد لنقل مقرها الآسيوي الرئيس إلى شنغهاي.

رهان طويل الأجل
ويخصص بنك جي بي مورجان، مليار دولار بغرض السيطرة على مشروعه الصيني لإدارة الأموال.
وبلغت جملة مشتريات مديري الصناديق الأجانب من الأسهم والسندات الصينية في العام الماضي، نحو 200 مليار دولار، بحسب ذا إيكونيميست. وبعيداً عن طمع قصير الأجل، يعكس إقبال وول ستريت على الاستثمارات الصينية، هناك رهان طويل الأجل في أن جاذبية المركز المالي العالمي، مائلة نحو الشرق. وعلى العكس مما يجري في قطاع التقنية، يعول الجانبان على جني فوائد التفاعل المشترك دون التعرض لأي مخاطر.
ما زالت أسواق المال الغربية، خاصة الأميركية منها، لها القدح المعلى، بناء على معظم المقاييس.

وبينما وفي معظم الأحيان يتم تداول المشتقات في شيكاغو، يجري تداول العملات في لندن. وتسيطر المؤسسات الأميركية، على جانب إدارة الأصول والاستثمارات المصرفية، في وقت مارس فيه البيت الأبيض، ضغوطاً على المؤسسات الصينية لشطب أسهمها من نيويورك. لكن إذا أظهرت الحرب التجارية بين الجانبين، أي شيء، فربما يكون ذلك، نمو عضلات الصين المالية.
وفي غضون ذلك، تبرز موجة كبيرة من عمليات الاكتتاب في هونج كونج، تقوم بها في الغالب شركات تبحث عن بديل لنيويورك.. ومن المنتظر قريباً، احتلال براعة الصين في التقنية المالية، لمركز الصدارة، في الوقت الذي تم فيه إدراج آنت جروب، التي من المتوقع أن تكون أكبر مؤسسة للاكتتاب في العالم.

تدافع مفاجئ 
علاوة على ذلك، ظهر التدافع المفاجئ لمؤسسات وول ستريت ومستثمرين أجانب آخرين، نحو الصين.
ودأبت هذه المؤسسات، على طرق أبواب الصين لنحو 30 سنة دون أن يؤذن للعديد منها بالدخول، لكنها تراهن اليوم على جدية الصين في استقبال الأموال الأجنبية.
ونظراً لتراجع فائض الحساب الجاري الصيني بمرور الوقت، يبقى في حاجة لجذب المزيد من رؤوس الأموال الأجنبية.
ومع التحسن الواضح في شروط الدخول، سمحت الصين أخيراً للمؤسسات الغربية بالتحكم في عملياتها، بجانب تسهيل إجراءات بيع وشراء السندات، لمدراء الصناديق.
وفي مقابل ذلك، تكمن الفائدة المرجوة في توفر مصدر جديد للرسوم لبنوك وول ستريت، وعالم واسع من العملاء والشركات لاستثمارات مديري الصناديق.
لكن ربما يصحب ذلك بعض المخاطر، عندما تنحاز الصين لحماية مصارفها ومضاربيها المحليين.

عقوبات 
وفي ظل العقوبات التي تفرضها أميركا على الصين، تواجه البنوك العالمية في الصين مثل، أتش أس بي سي، بعض الضغوط في سبيل خفض عدد المسؤولين الصينيين العاملين فيها.
لكن مع ذلك، فإن تعرض المؤسسات المالية الأميركية ليس بالحجم الكبير، ما يجعل خسائرها ضعيفة.. ويعتمد قطاع التقنية الأميركي، بشدة على الصين، حيث تعمل شركة آبل على تجميع معظم أجهزتها هناك، بينما تتعرض 1.6% من أصول أكبر 5 بنوك في وول ستريت، للصين وهونج كونج.

بنية تحتية 
وأظهرت مقدرة الصين على جذب مؤسسات وول ستريت إبان الحرب التجارية بين البلدين، النفوذ الذي تملكه أسواق المال الصينية.
لكن وللتحول لقوة مالية، يترتب على الصين، إنشاء بنيتها التحتية العالمية للمالية والمدفوعات، فضلاً عن جعل اليوان أكثر قابلية للتحويل.
وتملك المؤسسات الصينية الكبيرة، حضوراً باهتاً في الخارج، و إعداد معظم الفواتير التجارية الصينية تتم بالدولار، ما جعلها أكثر عرضة للعقوبات الأميركية.
وبناء بديل للشبكة المالية الأميركية العالمية، عمل ضخم يستغرق سنوات من العمل ويتطلب من المسؤولين الصينيين تخفيف قبضتهم، في وقت أتاحت الحرب التجارية، حافزاً للصين للتقدم خطوة للأمام.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©