الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أديبك 2020» يرسم مستقبل قطاع الطاقة

إحدى منشآت أدنوك في مدينة الرويس (الاتحاد)
10 نوفمبر 2020 01:30

سيد الحجار، يوسف العربي (أبوظبي)

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله»، انطلقت أمس فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك»، افتراضياً، والتي تستمر حتى بعد غدٍ الخميس، بمشاركة وزراء وقادة وخبراء قطاع الطاقة حول العالم.
وأكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، أن الرؤية السديدة للقيادة الرشيدة قد رسخت مكانة دولة الإمارات كوجهة مميزة لاستقطاب الاستثمارات الخارجية وبناء الشراكات الاستراتيجية، موجهاً دعوة للشركات العاملة في قطاع النفط والغاز والبتروكيماويات والصناعات ذات الصلة، للتعاون وتضافر الجهود لدفع عجلة التعافي الاقتصادي في مرحلة ما بعد كوفيد-19.
وأكد معاليه، خلال كلمته الرئيسية في افتتاح فعاليات الدورة السادسة والثلاثين من معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك» والتي تقام افتراضياً هذا العالم بحضور أكثر من 20 ألف مشارك، أن الطلب على النفط حافظ على مستوياته ومرونته على الرغم من التقلبات والمستجدات التي يشهدها العالم بسبب جائحة كوفيد-19.
وتعقد فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول «أديبك» افتراضياً خلال الفترة من 9 إلى 12 نوفمبر الجاري، بمشاركة كثيفة ومتميزة لأكثر من 70 وزيراً ورئيساً تنفيذياً وكبار قادة قطاع النفط والغاز العالمي. 
ويمثل «أديبك» منصة عالمية تجمع ممثلي الشركات وصانعي القرارات والسياسات التي تشكل مستقبل قطاع النفط والغاز. 
وتركز فعاليات «أديبك» على الأعمال وتعزيز الحوار وتبادل الخبرات لإيجاد الحلول للتحديات التي تواجه قطاع الطاقة اليوم، وتشكيل مشهد قطاع الوقود الهيدروكربوني في المستقبل.

ارتفاع الطلب
وقال معالي الدكتور سلطان الجابر: يبقى الطلب العالمي على النفط والغاز قوياً عند انتهاء هذا الظرف الاستثنائي، وحتى في أدنى مستويات الطلب العالمي خلال جائحة «كوفيد-19» في مارس وأبريل، كان استهلاك العالم من النفط عند مستوى 75 مليون برميل يومياً، وتشير الأرقام إلى أن الطلب العالمي على النفط انخفض إلى ما دون 90 مليون برميل يومياً لمدة 12 أسبوعاً فقط.
وأوضح معاليه أنه فيما يستمر العالم بالتعامل مع الجائحة واتخاذ الإجراءات الاحترازية لضمان الصحة والسلامة والتحلي باليقظة والحذر، من المهم جداً استشراف المستقبل والتخطيط بثقة وتفاؤل لمرحلة التعافي من «كوفيد-19» والتعاون بين مختلف القطاعات في تطوير برامج استباقية لضمان استمرارية الأعمال وتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي ومواكبة متطلبات المستقبل.
وأضاف: «نتوقع أن ينمو الطلب على النفط إلى أكثر من 105 ملايين برميل يومياً بحلول عام 2030، وأن يستمر قطاع النفط والغاز في توفير أكثر من نصف احتياجات العالم من الطاقة لعقود عديدة قادمة، وفي الوقت نفسه، سيستمر قطاع البتروكيماويات في النمو بوتيرة متسارعة حتى عام 2050 وما بعده ليواكب نمو الطبقة الوسطى في مختلف أنحاء العالم».

نقلة نوعية
وأشار إلى النقلة النوعية التي نفذتها أدنوك تماشياً مع رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة على مدى السنوات الأربع الماضية، ساهمت بشكل كبير في خفض التكاليف وتعزيز وزيادة القيمة من أعمال الشركة.
وقال معاليه: قمنا بمضاعفة جهودنا في تطبيق التكنولوجيا الحديثة في مختلف جوانب عملياتنا، وقد استطعنا توفير أكثر من مليار دولار في السنوات الأربع الماضية من خلال توظيف البيانات الضخمة في مركز بانوراما للتحكم الرقمي في أدنوك، إضافة إلى توفير ملياري دولار من خلال تبني الحلول الرقمية في أساليب الحفر، كما أطلقنا بالتعاون مع مجموعة «جروب 42» المتخصصة في الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية شركة AIQ كمشروع مشترك لتطوير وتسويق حلول الذكاء الاصطناعي الرائدة والمتخصصة بقطاع النفط والغاز».
وأضاف: «هناك المزيد من الفرص لزيادة القيمة في هذه الظروف الاستثنائية، وبالنسبة لنا في أدنوك، فقد استفدنا من مكانة دولة الإمارات وأبوظبي كوجهة موثوقة لاستقطاب الاستثمارات الخارجية، والتي تحققت بفضل جهود ورؤية القيادة الرشيدة ومتابعتها، في إنجاز العديد من الصفقات المهمة التي تؤكد على القيمة المستدامة والأساسية التي يتمتع بها قطاع النفط والغاز».

مستقبل مزدهر
وأعرب معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر عن التفاؤل بمستقبل مشرق ومزدهر لقطاع النفط والغاز، وهناك العديد من الفرص لتحقيق المزيد من القيمة، موضحاً أن بدء أدنوك لنشاطات تداول النفط الخام والمشتقات المالية يأتي في هذا الإطار لتحقيق المزيد من القيمة من كل برميل نفط تنتجه.
وفي إشارة إلى بدء أنشطة التداول من قبل «أدنوك للتجارة العالمية»، المشروع المشترك مع «إيني» الإيطالية و«أو إم في» النمساوية، قال معاليه: «تدرك أدنوك حجم الفرص الموجودة، خصوصاً مع انطلاقة أعمالنا في مجال تداول النفط الخام والمشتقات المالية، ولقد نفذنا أول عملية لتداول المشتقات في سبتمبر الماضي. وفي الشهر المقبل، نعتزم البدء بتجارة وتداول جميع محفظة منتجاتنا المكررة».
وتركز أدنوك أيضاً على زيادة القيمة في مجال التكرير والبتروكيماويات، حيث تسعى لتنفيذ استراتيجيتها التي أطلقتها في عام 2018 لتوسيع عملياتها في هذا المجال، حيث أوضح معاليه أن نهج أدنوك يركز على الاستثمار اليوم لتعزيز وترسيخ مكانة الشركة مستقبلاً عبر تعزيز القاعدة الصناعية في دولة الإمارات وتعزيز القيمة المحلية المضافة.

منظومة صناعية
وفي تعليقه على المشروع المشترك بين أدنوك والقابضة ADQ، قال الجابر: يمثل مشروعنا المشترك مع شركة «القابضة» (ADQ) جزءاً أساسياً من جهود بناء منظومة صناعية متكاملة في مجال التكرير والبتروكيماويات. ويمثل هذا المشروع المشترك فرصة للشركاء والمستثمرين للانضمام إلينا في تسريع وتيرة تطوير قطاع البتروكيماويات والمشتقات في أبوظبي».

تداعيات المناح
وفي ختام كلمته، أشار معاليه إلى التأثير الإيجابي الذي يمكن لقطاع النفط والغاز تحقيقه في مجال الحد من تداعيات تغير المناخ، وذلك من خلال دفع جهود تطبيق برامج وتقنيات التقاط واستخدام وتخزين ثاني أكسيد الكربون. وفي هذا الصدد، أوضح معاليه أن أدنوك حالياً من أقل منتجي النفط والغاز عالمياً بالنسبة لانبعاثات الكربون، ولدينا المزيد من الطموح في هذا المجال، قائلاً: «في السنوات العشر القادمة، سنخفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري بنسبة 25% إضافية. وسنقوم بالتوسع في برنامجنا لالتقاط واستخدام وتخزين ثاني أكسيد الكربون بواقع 5 ملايين طن كل عام. كما سنقوم بمبادرة إضافية لدراسة الآفاق التي تتيحها أنواع الوقود الجديدة، مثل الهيدروجين».  

 

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©