الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أبو طلحة الأنصاري.. قصة أول وقف في الإسلام

أبو طلحة الأنصاري.. قصة أول وقف في الإسلام
11 مايو 2021 01:25

أبوظبي (الاتحاد)

هو الصحابي الجليل زَيْدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ الْأَسْوَدِ بْنِ حَرَامِ بْنِ عَمْرِو بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ عَدِيِّ بْنِ عَمْرِو بْنِ مَالِكِ بْنِ النَّجَّارِ الأَنصَارِيّ الخَزرجِيّ، أبو طَلْحَةَ، تزوج أم سليم بنت ملحان أم أنس بْن مالك رضي الله عنهم، آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه.
شهد العقبة مع السبعين من الأنصار رضوان الله عليهم، وشهد بدراً وأُحداً والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وكان رضي الله عنه من الرماة المذكورين مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد، كان يقي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه، ويرمي بين يديه، ويقول: «نحري دون نحرك، ونفسي دون نفسك». وروي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان أبو طلحة رضي الله عنه أكثر الأنصار بالمدينة مالًا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بَيْرُحَاءَ، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيّب، فلَمّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: ﴿لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ [آل عمران: 92] قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: يا رسول الله، إن الله تبارك وتعالى يقول: ﴿لَنْ تَنَالُوا البِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ﴾ [آل عمران: 92]، وإِنّ أحبّ أموالي إليّ بيرحَاءَ، وأنها صدقة لله، أرجو برّها وذُخْرهَا عند الله، فضَعْهَا يا رسول الله حيث أراك الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «بَخٍ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ» رواه البخاري. وهو الذي حفر قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم ولحده، توفي بعد سنة ثلاثين من الهجرة، روي أنه توفي غازياً في البحر، فما وجدوا جزيرة يدفنونه فيها إلا بعد سبعة أيام ولم يتغيّر، رضي الله عنه. ونتبين من ذلك أن أفضل الوسائل التي شرعها ديننا الحنيف عبادة «الوقف». فالوقف قُرْبَةٌ من أفضل القُرُبات، وصدقة من أفضل وأعظم الصدقات، فالوقف من السنن الدينية التي تُبقي أعمال العبد عينا معيناً لا تنضب، وتبرز روح التعاون الاجتماعي والأخلاقي في المجتمع، وهو عمل يظهر حالة التقوى وعلو الهمة لدى الواقف، ويضفي صفة الحسن والخلود على عمله، كما حدث مع أبو طلحة رضي الله عنه 
وقد حدث على عهد النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن أبا طلحة الأنصاري والذي كان من أكثر الأنصار يملك نخلاً، فأوقف بستاناً لله - تعالى - كما ذكر الحديث، فكانت هذه الصدقة أول وقف في الإسلام.. ومن هنا نشأ «الوقف»، وقد نبه النبي - عليه الصلاة والسلام - إلى ذلك الأمر، فقال: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له».
والوقف وردت به نصوص القرآن الكريم والسنة المطهرة.
وتسابق المسلمون لتنفيذ التوجيهات القرآنية والأحاديث النبوية، فدفعوا كرائم أموالهم وأنفس ثرواتهم لله - تعالى-.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©