الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

تسارع وتيرة استخدام الطاقة الخضراء

تسارع وتيرة استخدام الطاقة الخضراء
28 مايو 2021 01:55

حسونة الطيب (أبوظبي)

في ظل توقف الطائرات عن التحليق في الأجواء، وتعطيل المصانع عن الإنتاج وبقاء الناس في منازلهم تحوطاً من الإصابة بعدوى كوفيد19، لم ينجو طلب الطاقة العالمي من هذه التداعيات، ليتراجع بنحو 4% خلال 2020.  وفي غضون ذلك، استمرت فئة واحدة من أسواق الكهرباء العالمية في النمو، حيث سجلت عمليات توليد الكهرباء بالطاقة المتجددة، أسرع وتيرة لها منذ 20 عاما.
وحققت سعة الطاقة الخضراء الجديدة، نمواً كبيراً قدره 45%، بإضافة 280 جيجا واط لإمدادات الكهرباء العالمية، أي ما يزيد عن السعة الكلية لتوليد الكهرباء في ألمانيا، بحسب الوكالة الدولية للطاقة. 
وربما يُعزى هذا الارتفاع نسبياً، للتزاحم المفاجئ لإضافة المزيد من سعة الطاقة المتجددة في كل من أميركا والصين وفيتنام، قبيل انتهاء فترة برامج الدعم الحكومية. ونظراً لمثل هذه البرامج، تمت إضافة الضعف من سعة الطاقة المتجددة خلال الربع الأخير من 2020، بالمقارنة مع ذات الفترة من 2019.

نصيب الأسد
وحازت طاقة الرياح والشمسية، نصيب الأسد من هذه الزيادة، رغم ما حققته الكهرومائية من زيادة معتبرة أيضاً. واستحوذت الصين، على 80% من السعات الجديدة للطاقة الشمسية والرياح البرية، ما أدى لتسابق المطورين للانتهاء من هذه المشاريع المدعومة وربطها بالشبكة في الوقت المحدد قبيل نهاية العام 2020، بحسب ذا إيكونيميست. 
كما تتوقع الوكالة، نمواً مشابهاً في إنتاج الطاقة المتجددة على مدى السنوات القليلة المقبلة، حيث ترجح إنتاج سعة جديدة قدرها 270 جيجا واط خلال العام الجاري، ونحو 280 جيجا واط في العام 2022.  وتمت مراجعة هذه التقديرات بما يزيد عن 25% منذ شهر نوفمبر، في حين قدمت الحكومات في عدد من الدول حول العالم، تعاقدات لبناء سعات كبيرة من الطاقة المتجددة. وانتعشت أيضاً، سوق اتفاقيات الشركات لشراء الكهرباء خلال العام الماضي، عبر عقود شراء طويلة الأجل. 
تبدو هذه التوجهات أكثر وضوحاً خاصةً في منطقة الاتحاد الأوروبي، حيث تواجه الحكومات والشركات، ضغوطات من أجل الإيفاء بأهداف المناخ التي حددها الاتحاد بحلول 2030.  ومن المرجح، استمرار وتيرة هذا النشاط خلال السنوات المقبلة، في ظل توفر كميات كافية من المعادن الضرورية لصناعة توربينات الرياح والمعدات الأخرى، وذلك مثل، النيكل والكوبالت والليثيوم والنحاس والمعادن النادرة.
ومع ذلك، وعلى الرغم من النمو الذي حققته مصادر الطاقة المتجددة في العام الماضي، لا يزال الوقود الأحفوري هو المصدر المهيمن على الطاقة في العالم، ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج في عام 2021. ويرجح تقرير نشرته الوكالة في شهر أبريل الماضي، ارتفاع مستوى انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناجمة عن الطاقة، بنسبة تقارب 5% خلال هذا العام، عند رفع الدول لإجراءات الحظر وفتح الحدود بينها.
ومن المنتظر، أن يكون الطلب العالمي للفحم المستخدم لتوليد الكهرباء، قريباً من مستوياته السنوية القياسية، خاصة وأن العالم مقبل على استهلاك نسباً غير مسبوقة من الطاقة. ويشكل الارتفاع الحالي في استخدام الطاقة النظيفة، بعض الأمل، لكنه ليس بذلك الكافي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©