الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

6 متغيرات في مجال الأعمال بعد «كورونا»

تسارع «الرقمنة» في قطاعات الأعمال (الاتحاد)
16 يوليو 2021 00:30

حسام عبدالنبي (دبي)

تشهد قطاعات الأعمال المختلفة متغيرات عدة في عالم ما بعد جائحة «كوفيد-19» حيث ستغير الجائحة تفاصيل كثيرة بدءاً من أسلوب ومكان العمل، مروراً بطريقة تسويق الإنتاج وصولاً إلى القطاعات المستهدفة من قبل المستثمرين.
وحسب خبراء ورؤساء شركات، فإن هناك 6 متغيرات رئيسة في عالم ما بعد «كورونا»، أولها حدوث المزيد من تحكم الموظفين في حياتهم الشخصية عبر العمل عن بُعد والدوام المرن مع وجود ثقافات إيجابية في مكان العمل.
وقالوا إن التحول نحو العمل عن بُعد وازدياد استخدام الخدمات السحابية والأجهزة الشخصية، سيجعل الشركات عرضة لمزيد من مخاطر الهجمات الإلكترونية.
وأضافوا أنه في عالم «ما بُعد كورونا» لن يكون تسويق المنتجات عبر التجارة الإلكترونية فقط بل سيحدث تعايش بين أسواق التسوق عبر الإنترنت والتسوق (خارج الإنترنت). وأشاروا إلى أن الشركات ستتغلب على أكثر المعضلات إلحاحاً التي واجهتها في بداية الجائحة من نقص المواد الخام وتحديات التسليم ومشاكل التدفق النقدي عبر العمل التعاوني بين المشترين والموردين وزيادة شفافية سلسلة التوريد، متوقعين أن يشهد العالم بعد الجائحة بداية عصرا جديدا من الاقتصادات الأكثر استدامة وزيادة التوجه نحو الاستثمارات الخضراء، إلى جانب تسارع الرقمنة وتزايد تبني شركات التكنولوجيا الناشئة والاعتماد على الحلول التي توفرها لمواجهة التحديات.

  • مايكل آرمسترونج
    مايكل آرمسترونج

ثقافة العمل
بداية يرى مايكل آرمسترونج، المحاسب القانوني المعتمد والمدير الإقليمي لمعهد المحاسبين القانونيين ICAEW في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، إن الوقت قد حان لبناء ثقافة مؤسسية قوية لمرحلة ما بعد «كوفيد- 19» ويجب أن تفكر الشركات في تغيير الأعراف والسلوكيات الثقافية لجعل المهنة أكثر جاذبية حيث سيكون هذا مفيداً لكل من الموظفين الذين سيحصلون على مزيد من التحكم بحياتهم الشخصية، وأصحاب العمل كذلك الذين سيتمكنون من جذب الجيل القادم من المتخصصين الماليين الموهوبين والاحتفاظ بهم.
وأضاف أن الجائحة سلطت الضوء على أهمية وجود ثقافات إيجابية في مكان العمل، وأظهرت أن كبار المديرين بحاجة إلى التفكير بطريقة بنّاءة أكثر بشأن احتياجات الموظفين، مؤكداً أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال مراجعة ثقافة مكان العمل للتأكد من أنها أكثر مرونة، وتوفر مجتمعاً مناسباً وبيئة تعليمية يتفاعل فيها الموظفون المبتدئون مع كبار الشركاء والمديرين داخل الشركة.

  • باري هنسلي
    باري هنسلي

هجمات إلكترونية
ومن جانبه، رجح باري هنسلي، مدير وحدة معلومات التهديدات الأمنية لدى «سيكيوروركس» وقوع الكثير من الشركات عرضة لمزيد من مخاطر الهجمات الإلكترونية نظراً إلى التحول نحو العمل عن بُعد وازدياد استخدام الخدمات السحابية والأجهزة الشخصية، مبيناً أن المجرمين الإلكترونيين سيقومون باستهداف الثغرات الأمنية الناجمة عن انتقال الشركات إلى العمل عن بُعد نتيجة جائحة فيروس كورونا.
وأوضح هنسلي، أن الجهات المعادية (بما فيها دول ومجرمون إلكترونيون مدفوعون بالربح) تعمد إلى استغلال الثغرات الأمنية بوساطة البرمجيات الخبيثة والتصيد الاحتيالي وغيرها من تكتيكات الهندسة الاجتماعية، بهدف استغلال الضحايا وتحقيق المكاسب، مشيراً إلى أن برمجيات طلب الفدية تمثل واحدة من أهم أربع هجمات إلكترونية، إضافة إلى اختراقات البريد الإلكتروني وهجمات التصيد الاحتيالي الجديدة المرتبطة بانتشار فيروس كوفيد-19، والتي تشمل احتيالات شيكات المعونات.

  • كونراد كولانكيفيتش
    كونراد كولانكيفيتش

شكل التسوق
ويرى كونراد كولانكيفيتش، الرئيس التنفيذي للعمليات في مراكز كنان التجارية، إن جائحة كوفيد – 19 أسهمت في حصول تغيّر جوهري في سلوكيات المستهلكين، حيث شهدت الاقتصادات الناشئة نمواً هائلاً في التسوق عن طريق الإنترنت، وهو توجه سيستمر لأمد غير قصير في المستقبل، داعياً الشركات في قطاع تجارة التجزئة إلى تعديل نماذجها التجارية لتناسب الواقع الجديد بحيث تكون قادرة على النجاح والازدهار في عالم ما بعد جائحة فيروس كورونا.
وتوقع كولانكيفيتش أن تتعايش أسواق التسوق عن طريق الإنترنت والتسوق خارج الإنترنت، وأن يكون هناك تكامل فيما بينها حيث استفاد العديد من مراكز التسوق ومتاجر التجزئة من التوقف عن العمل العام الماضي لإدخال التحول الرقمي على عملياتها، وتطوير آلية عرض المنتجات وبيعها رقمياً، وبناء شراكات في مجال التجارة الإلكترونية.

  • ماهام صدّيق
    ماهام صدّيق

شفافية سلسلة التوريد
ومن جانبها قالت ماهام صدّيق، رئيس التسويق العالمي في مجموعة «تريدويند»: إن جائحة كوفيد-19 مثلت مفاجأة حقيقية وغير سارة للكثير من الشركات في جميع أنحاء العالم، حيث كان نقص المواد الخام وتحديات التسليم وصعوبات الحصول على تمويل لسلاسل التوريد من بين أكثر المعضلات إلحاحاً بالنسبة للشركات، مؤكدة أنه في نهاية المطاف أدرك المشترون والموردون أنهم بحاجة إلى التعاون أكثر للتغلب على هذه العقبات. 
وذكرت صدّيق، أن أهم الدروس التي تعلمناها من الجائحة ضرورة إيجاد حلول تعاونية للحصول على نتائج أفضل، ولذا يمكن للمشترين والموردين، من خلال التعاون مع شركة تمويل تجاري دولية، مواءمة أهدافهم وتأمين التمويل اللازم للتصدي لمشاكل التدفق النقدي.
وأشارت إلى أن الاتصال والشفافية والتكنولوجيا والمرونة عوامل توفر للمشترين وللموردين القوة اللازمة للتغلب على أي انقطاعات مستقبلية وتجنب التعرض لتعقيدات مكلفة، محددة أربعة مبادئ توجيهية رئيسية ألقت جائحة كوفيد-19 الضوء عليها بشكل لافت، أولها أن الشركة يجب أن تعرف جيداً سلسلة التوريد الخاصة بها، وثانيها تبني التكنولوجيا والتمويل التجاري، ثم اعتماد نهج مرن، وأخيراً شفافية سلسلة التوريد.

  • عدنان مرحبا
    عدنان مرحبا

الاستثمارات الخضراء
وقال عدنان مرحبا، شريك ومسؤول قطاع الطاقة في «آرثر دي ليتل» الشرق الأوسط والهند: إن التحولات الأخيرة الناجمة عن الوباء دفعت الحكومات والشركات والمستثمرين لإعادة ترتيب أولوياتهم، ولذا نشهد حالياً ظهور توجهات ومحركات جديدة للنمو الأخضر، موضحاً أن الحكومات تستكشف استراتيجيات الاستثمارات الخضراء مع تخطيطها للانتقال إلى عصر جديد من الاقتصادات الأكثر استدامة، وفي الوقت ذاته، يعمل المستثمرون على تطوير استراتيجياتهم من خلال أهداف الاستدامة، كما تخصص شركات الأسهم الخاصة المزيد من الأموال مع الحرص على مراقبة البصمة الكربونية للشركات التي تتعاون معها.
وأشار مرحبا إلى أن هناك شيئاً آخر من المتوقع أن يصبح أكثر وضوحاً بعد الأحداث الأخيرة التي شهدها العالم، ويتمثل في تجدد شهية المستثمرين لتسريع وتيرة المبادرات الخضراء، معتبراً أن ذلك يبرز أهمية «التحول نحو الاستثمارات الخضراء»، نظراً إلى أن الشركات بدأت تتجه نحو استكشاف المشاريع، وإعادة تحديد أدوارها ضمن المنظومة الاستثمارية، هذا إلى جانب الدخول في شراكات جديدة للوفاء بالالتزامات الخضراء والتأكد من تحقيق التحولات المطلوبة.  واختتم مرحبا بالتأكيد على أن السنوات القادمة ستشهد توجهاً متزايداً نحو الاستثمارات الخضراء مع نتائج إيجابية لم يسبق لها مثيل.

  • توشار سينغفي
    توشار سينغفي

تسارع الرقمنة
قال توشار سينغفي، نائب الرئيس التنفيذي ورئيس الاستثمارات في شركة الهلال للمشاريع، إن الحاجة إلى منح الشركات التكنولوجية الناشئة في المنطقة بيئة تمكنها من النجاح، ازدادت في أعقاب الجائحة، إذ سيسهم ذلك في إيجاد حلول مبتكرة للتغلّب على التحديات الاجتماعية وتوفير حياة أفضل للجميع. وقال إن تنمية ثقافة حاضنة للشركات التكنولوجية الناشئة أمر أساسي لدفع عجلة التقدم الاقتصادي وتعزيز الأطر البيئية والاجتماعية والحوكمة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، منوهاً بأن جائحة «كوفيد- 19» سرّعت موجة الرقمنة، ما دفع إلى تغيير منظورنا واتخاذ القرارات التي تسمح بتبني التقنيات بما فيه خدمة للمجتمعات وللكوكب، ويمكن للشركات، كبيرة كانت أم صغيرة، الاستفادة من قيمة التكنولوجيا للمساهمة في مستقبل أكثر ازدهاراً واخضراراً للمنطقة.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©