السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المؤسس والرئيس التنفيذي لـ «الجبرا»: الإمارات نموذج عالمي في تطور الخدمات المصرفية الرقمية

المؤسس والرئيس التنفيذي لـ «الجبرا»: الإمارات نموذج عالمي في تطور الخدمات المصرفية الرقمية
20 أغسطس 2021 02:03

حسام عبدالنبي (دبي)

تعد دولة الإمارات نموذجاً عالمياً في توفير وتطور حلول التكنولوجيا المالية «فينتك» حسب زياد إدريس، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة «الجبرا» المصرفية الرقمية.
وأكد إدريس أن القطاع المصرفي في دولة الإمارات تطور بالشكل الذي يجعله يأتي في مقدمة بنوك الشرق الأوسط من حيث تطوير خدمات مصرفية رقمية تلبي احتياجات العملاء وتتكيف مع متطلباتهم.
وقال: إن البنية التحتية التكنولوجية والمالية المناسبة يمكن أن تفيد الملايين من سكان منطقة الشرق الأوسط التي مازالت تعاني من انخفاض معدلات الشمول المالي، حيث يوجد بها أكثر من 180 مليون فرد لا يتعاملون مع البنوك، وفي الوقت ذاته فإن منطقة الشرق الأوسط تعد واحدة من المناطق التي تتمتع بأعلى نسبة انتشار للإنترنت بمعدل نمو سنوي 5.5%، منبهاً أن هذه العناصر تجعلها دراسة حالة مثالية لمنطقة على مفترق طرق، قادرة على تخطي البلدان والاقتصادات في جميع أنحاء العالم.
وأوضح إدريس، أنه مع وجود مراكز التجارة الدولية في دول مجلس التعاون الخليجي، يمكن للخدمات المصرفية الرقمية على نطاق عالمي، أن توفر الأساس للاقتصادات المستدامة المتنوعة وآليات التجارة الدولية اللامركزية، مشيراً إلى أن منطقة الشرق الأوسط كمنطقة مهيأة لما يجب أن تقدمه الخدمات المصرفية الرقمية، وهو اختيار السوق والاستعداد التنظيمي اللذين سيحددان نجاحه.
وذكر إدريس، أن الخدمات المصرفية الرقمية (Fintech) تقع في قلب الاقتصاد العالمي، وتجمع بين التمويل والتكنولوجيا، ولديها القدرة على تسريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية عبر الأسواق، لاسيما وأن هناك نحو 1.7 مليار شخص على مستوى العالم لا يتعاملون مع البنوك (غير مشمولين مالياً).

  • زياد إدريس
    زياد إدريس

وأضاف: «كما يمكن عبر «فينتك» تقديم حلول مصرفية لطبقة وسطى سريعة الظهور من خلال توفير بنية تحتية رقمية دخلت حتى في المناطق النائية، إذ وصلت الهواتف الذكية الآن إلى معدل انتشار عالمي يزيد على 78% وتتزايد بسرعة، مؤكداً أنه ضمن هذه المجتمعات التي تفتقر إلى الخدمات المصرفية أو التي تعاني من نقص في الخدمات المصرفية، يمكن أن توفر الخدمات المصرفية الرقمية الأدوات اللازمة لتعزيز الثقافة المالية وتمويل ريادة الأعمال وتعزيز الشمول بين الجنسين.
وقال إدريس، إن أهمية الخدمات المصرفية الرقمية برزت في الاقتصادات الأكثر تقدماً بشكل لافت خلال السنوات القليلة الماضية، ولذا شهدنا في جميع أنحاء العالم ظهور البنوك الرقمية وشركات التكنولوجــــيا المالية، مـــثل Revolut وKakao وTinkoff، ما يوفر مجموعة كاملة من الأدوات التي تبسط العمليات المصرفية التقليدية، وتلبي قيم وأنماط حياة المجتمعات ذات الاحتياجات الخاصة والاهتمامات، منوهاً بأنه مع نمو هذا القطاع وتغلغل الحلول المصرفية الرقمية بشكل متزايد في السوق، ستنتشر التأثيرات عبر الاقتصادات، ما يتيح ثروة من الفرص الجديدة وزيادة التجارة العالمية.

أهمية خاصة
وعن كيفية الاستفادة من حلول التكنولوجيا المالية لتوفير خدمات مصرفية للفئات المحرومة من التعامل مع البنوك، أفاد إدريس، بأنه على سبيل المثال تأسست «الجبرا» كمنصة رقمية مصرفية من أجل خدمة وإدخال مفهوم الصيرفة إلى الأشخاص الذين لا يتعاملون معهم البنوك بسبب وضعهم المالي أو عدم توفر المصارف في مناطقهم وغيرها، بالإضافة إلى تقديم باقة من التقنيات الحديثة إلى الأشخاص الذين يتعاملون حالياً مع المصارف ولكنهم بحاجة إلى تعامل مصرفي سريع وفعال يتلاءم مع التطور السريع لمجريات الحياة وعالم الأعمال.
وقال: إن الشركة بدأت ببناء بنك رقمي عالمي المستوى يمثل مؤسسة خدمات مالية رقمية كاملة الحجم، ما يخلق نظاماً بيئياً قادراً على تلبية جميع الاحتياجات المالية لعملائها على مدار حياتهم، موضحاً أن ذلك يشمل الحسابات الجارية، وحسابات التوفير، وحسابات الأعمال، والبطاقات المادية والافتراضية، والمكافآت، والتحويلات وصرف العملات الأجنبية، والتمويل الشخصي والرهون العقارية والشراء الآن والدفع لاحقاً، والتمويل الأصغر والتأمين والاستثمارات والتجارة الإلكترونية.
وأشار إلى أنه في ظل هذه المنتجات المتعددة تبرز أهمية الشفافية والتميز والنمو والمجتمع من أجل توفير وتقديم تلك الخدمات بطريقة تضمن وجود توازن مناسب بين موفر الخدمة وبين العملاء، سواء كان ذلك في المخاطر التي يتم تشاركها أو المكافآت التي يتم تقديمها.

وتابع إدريس، أنه من خلال ربط الشرق بالغرب، فإن عملاء «الجبرا» يستفيدون من الخبرة التنظيمية والحوكمة في المملكة المتحدة، ما يمنحهم الشعور بالأمان في معرفة أن أفضل الممارسات تعمل لحماية أموالهم، إضافة إلى أنه يمكنهم أداء المعاملات من أي مكان في العالم من خلال البنية التحتية التكنولوجية للعملات الأجنبية منخفضة التكلفة والمنصة المحلية، ما يجعلهم يشعرون بأنهم في المنزل.
وبين إدريس، أن وجود نظام بيئي متكامل عالمياً، يجعل العملاء من المغتربين، على اتصال دائم بأهلهم، سواء من خلال إرسال الأموال واستلامها للعائلات أو من خلال الاتفاق مع الشركات في موطنهم، منوهاً أن تم بناء شركة «الجبرا» من أجل خدمة عملائها ومجتمعها، ومن خلال سلسلة التوريد المتكاملة يمكنها تحسين تجربة العملاء ومشاركة أفضل الممارسات من جميع أنحاء العالم إلى العالم.
وأشار إلى أن مجموعة «العالم الجديد» الإماراتية التي تزيد أصولها على 2.5 مليار دولار أميركي، تعد مستثمراً مؤسساً في شركة «الجبرا» جنباً إلى جنب مع مستثمرين مشاركين استراتيجيين مثل بنك الأعمال البريطاني المملوك لحكومة المملكة المتحدة، وشركات بريطانية، مبيناً أن الاستثمار في «الجبرا» يمثل طموحات «مجموعة العالم الجديد» للاستثمار في بناء البنية التحتية للتمويل الرقمي الرائد والشركات للاستفادة من الاتجاهات والمواضيع الرئيسية والاستفادة منها في كل من الأسواق المتقدمة والناشئة.

التمويل اللامركزي
وفيما يخص تزايد أهمية التمويل اللامركزي والعملات المشفرة مؤخراً، أجاب إدريس، بأن التمويل اللامركزي (DeFi) والعملات المشفرة، يوفران حلولاً للمشكلات الأساسية التي تواجه التكنولوجيا الكبيرة والقطاع المصرفي التقليدي، مفسراً ذلك بأن هذه التقنيات تتمتع بالقدرة على إضفاء الطابع الديمقراطي على التمويل، وتقليل تكلفة المعاملات وحماية بيانات المستخدم، علاوة على أنه يمكن لطبيعة عمليات التمويل اللامركزي غير القابلة للفساد معالجة المشكلات النظامية التي تعاني منها الكثير من المناطق الأقل تقدماً في العالم. 
وأكد إدريس، أنه يمكن أن يؤدي توسيع نطاق وظائف هذه الحلول إلى تغيير الديناميكيات العالمية لإنشاء أصول جديدة تماماً وفئات أصول وسلع تستخدمها الجماهير، ومن هذا المنطلق فإننا نعتقد أن هذا هو المستقبل الذي لديه القدرة على التأثير على الاقتصاد العالمي.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©