عدد اليوم
شريف عادل (واشنطن)
لم يكن التضخم الأميركي المرتفع الذي سببته تريليونات الدولارات الحكومية، وتعطل سلاسل الإمداد في أعقاب أزمة انتشار وباء كوفيد-19 كله شراً، حيث ترتب عليه أكبر ارتفاع تشهده مزايا الضمان الاجتماعي المقدمة للملايين من كبار السن من الأميركيين منذ عام 1982، ليرتفع متوسط المبلغ الشهري الذي يتحصل عليه المتقاعدون من الحكومة إلى 1657 دولاراً.
مؤشرات التضخم
وتزامناً مع إعلان مكتب إحصاءات العمل ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين، أحد أهم مؤشرات التضخم الأميركي، خلال شهر سبتمبر بنسبة 0.4% مقارنة بالشهر السابق، ليعود إلى أعلى مستوياته في ثلاثة عشر عاماً، واستقرار معدل التضخم السنوي بنهاية الشهر عند مستوى 5.4%، أعلنت الحكومة الأميركية يوم الأربعاء زيادة المزايا المقدمة للمشتركين العام المقبل بنسبة 5.9%، مقارنة بما يحصلون عليه حالياً، لتعويضهم عن ارتفاع أسعار السلع بنسب تجاوزت زيادة مداخيلهم خلال العام الحالي.
ومع زيادة التوقعات باستمرار ارتفاع الأسعار، وارتفاع تكلفة خدمات الرعاية الصحية لكبار السن المعروفة باسم ميديكير Medicare التي يتم اقتطاعها مما يصرف للمنتفعين بمزايا الضمان الاجتماعي، حرصت الإدارة الأميركية ألا تنخفض القوة الشرائية للمبالغ التي يتحصل عليها المنتفعون، والتي أصبحت خلال السنوات الأخيرة تمثل المصدر الأساسي للدخل لأغلب المتقاعدين في الولايات المتحدة.
وبإعلان الزيادة الجديدة، يشهد أكثر من 64 مليون مستفيد من الضمان الاجتماعي زيادات فيما يتحصلون عليه كل شهر، بدءاً من شهر يناير القادم، بينما يشهد حوالي ثمانية ملايين مستفيد من دخل الضمان التكميلي، أو ما يطلق عليه SSI، الزيادة اعتباراً من نهاية شهر ديسمبر المقبل.
الوظائف والمدخرات
إلى ذلك، أظهر مسح قامت به شبكة NPR الإخبارية مع بعض الجهات الأخرى على أكثر من 3600 أميركي فوق سن 18 سنة، وتم نشره يوم الثلاثاء أن ما يقرب من 20% من الأسر الأميركية استنفدوا كافة مدخراتهم خلال عام الجائحة، وأنه من بين الأسر التي يقل دخلها عن 50 ألف دولار سنوياً، ترتفع النسبة إلى 30%، بعد أن اضطر الكثيرون ممن فقدوا وظائفهم والتأمين الصحي الخاص بأسرهم إلى السحب من تلك المدخرات. وقال ثلثي الأسر التي تم استطلاعها خلال المسح ممن تقل دخولهم عن 50 ألف دولار سنوياً إنهم لم يتمكنوا من دفع إيجارات منازلهم والوفاء بتكاليف الرعاية الصحية والغذاء.
