الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مواطنات يؤثرن عالم الاستثمار على الوظيفة

مواطنات يؤثرن عالم الاستثمار على الوظيفة
17 أكتوبر 2021 00:51

ريم البريكي (أبوظبي) 

 سيدة الأعمال أحلام التي درست تخصص الشريعة والقانون، آثرت الدخول إلى معترك الأعمال بعد أن أنهت دراستها، لتقتحم المجال بمشروع صغير في عام 2019، بعد أن حصلت على رخصة تجارية للتصميم وتنفيذ الديكور، فيما آثرت أمينة محمد علي ترك الوظيفة للبدء بمشروعها الخاص. 
وتقول أحلام إن الدعم المعنوي والمادي الذي تلقته خلال مسيرة مشروعها المحدودة، مكناها من النجاح وأن تضع قدمها على سلم الاستثمار.
ومشروع أحلام لم يكن الأول الذي يلاقي نجاحاً، فكثير من الشباب يلجأون إلى دخول معترك الأعمال بمشاريع متناهية الصغير أو صغيرة وفقاً لرأس المال المتوافر، بيد أن الدعم الذي توفره الإمارات لهذه المشاريع، والحركة الاقتصادية النشطة التي تشهدها الدولة يساهمان في نجاح هذه المشاريع.

  • أمينة محمد علي
    أمينة محمد علي

وتشهد الدولة عدداً من المؤسسات التي شكلت لتقديم الدعم للمشاريع الصغيرة ومتناهية الصغر، كصندوق خليفة لتنمية المشاريع في أبوظبي ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع وغيرهما من المؤسسات، إضافة إلى تخصيص جانب من المشتريات الحكومية من هذه المشاريع.
تقول أحلام: إن الشغف والرغبة في تصميم وتنفيذ الديكور دفعها إلى تعلم هذه المهنة أكاديمياً من خلال برامج معتمدة في كليات ومعاهد ومؤسسات تطوير إمكانيات الشباب. وبعد الدراسة اتجهت إلى تطبيق الأفكار بتنفيذ عدد من التصاميم وعرضها على ملاك مشاريع محليين وعرب وأجانب، وكسبت ثقتهم لتفتتح أول مشاريعها برخصة تجارية للتصميم وتنفيذ الديكور في العام 2019.
  وأوضحت أحلام أن المردود المادي من المشروع كان بسيطاً من حيث الأرباح، كاشفة عن أن هدفها في بداية الأمر كسب ثقة العملاء، وكذلك ترك بصمة على الأعمال المنفذة لتكون هي من تتحدث عنها، ومن خلال مشاريعها المنفذة تلقت اتصالات عدة من جهات ومحال ومطاعم ترغب بالتعاون معها في مجال تصميم ديكورات لهم.
وكشفت عن أن السر في نجاحها هو ثقتها بمهاراتها المتعددة وصقلها لمهارات هواية محببة لديها بالعلم والدراسة والانطلاق دون تردد في العمل على تحقيق أحلامها، مشيرة إلى أن انتظار الفرصة للحصول على عمل قد لا يكون مريحاً لها، وفي غير مجال دراستها الأكاديمية جعلها تسعى لتحقيق طموحها، وترى أن العمل الحر فيه متعة كبيرة بالإضافة للمكاسب التي تحققها.
وطلبت أحلام من الشباب الإماراتي البحث عن فرصهم في السوق والثقة بقدراتهم، والاستفادة من الفرصة المقدمة من الحكومة لدعم الشباب مادياً ومعنوياً، وعدم التردد في ابتكار المشاريع والاستفادة من التقنيات والرجوع لمن لديهم الخبرات والتجارب في سوق المشاريع.

هواية مفضلة
وعلى خلاف أقرانها ممن ينتظرون الوظيفة، فضلت أمينة محمد علي ترك وظيفتها والتوجه إلى الاستثمار الخاص، موضحة أن مشروعها الحالي هو في الأصل هواية مفضلة لديها، وبينت أنها فضلت التفرغ لمشروعها بعيداً عن القيود الوظيفية والضغوطات التي تراها ترهق وتضع صاحبها في مواقيت ساعات عمل طويلة، بعيداً عن تحقيق الشخص لأهدافه وتطلعاته المستقبلية.
وأضافت: لم أعول على الوظيفة، بل سارعت إلى البدء في مشروعي الأول وهو عبارة عن تصميم وتطريز الثوب المحلي النسائي «المخور»، بعد الإطراء الكبير الذي تلقيته على ما أرتديه من «أثواب مخورة»، وأجد هذا الإطراء على ما أقوم بتصميمه بنفسي، ولذلك فكرت في أن أعرض ما أقوم بتصميمه على مجموعة من القطع وعرضها والتسويق لها، فوجدت القبول والطلب الكبير، فركزت عملي على إنجاح مشروعي.
وأكدت أنها لو خيرت بين الوظيفة أو مشروعها الخاص، فإنها ستختار الاستثمار في مشروعها، مشيرة إلى أن الشخص يبدع أكثر وينجح في المجال الذي يحبه، لإدراكه لكل تفاصيل مشروعه، وقدرته على تحقيق مكاسب.
ونصحت الشباب من الجنسين أن يبدأوا مشاريعهم برأسمال صغير وغير مكلف، ثم يعملوا على توسعته، وعدم التسرع في تحقيق الربح السريع، مضيفة أن الأشخاص الذين يعملون في وظائف عليهم النظر إليها كمساعدة لانطلاقتهم نحو مشاريعهم الخاصة.
وكان لاختيار أم عذاري، التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، منزلها واستبعاد العمل، الأثر الأكبر لاستثمارها الخاص عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإلكتروني، حيث أكدت أن الظروف الآن تبدلت ولم تعد هناك حاجة للبحث عن الوظيفة التقليدية والعمل بالمكاتب كما كان في السابق، وخاصة بعد ما تزايدت الفرص الاستثمارية وتوافرت التسهيلات أمام الجميع لافتتاح مشاريعهم والحصول على التراخيص المنزلية.
وأكدت: كزوجة وأم، فضلت أن أكون قريبة جداً من المنزل، ولذلك اخترت أن أبدأ مشروعي بين أطفالي وفي مملكتي، وأركز نشاطي في بيع المعجنات والمأكولات لتميزي في هذا الجانب ولتفضيلي له.

  • أحمد مراد
    أحمد مراد

طموح عالٍ
 من جانبه، أكد أحمد مراد، محلل مالي واقتصادي، أن التصنيف الحقيقي للمشاريع التي تزاول من المنزل أو من خلال مواقع التواصل الإلكترونية تصنف على أنها مشاريع صغيرة ومتناهية الصغر، ومثل هذه المشاريع ينصح بالبدء بها للشباب في بداية حياتهم، مع وضع طموح عالٍ وتطويره وتكبيره إلى مشروع متوسط.
وأفاد أن هناك العديد من الأمثلة لنجاح هذه المشاريع وتحولها لمشاريع رائدة، ومنها مشاريع تحولت من مجرد مشاريع منزلية إلى مشاريع محال تجارية لها عدة أفرع في مختلف المدن، مشيراً إلى أن نجاح المشروع يتوقف على مدى الحاجة إليه والمؤثرات المحيطة بالسوق، كما أنتجت أزمة «كورونا» حاجة كبيرة لشراء الكمامات الطبية، والمعقمات، وغيرها من المستلزمات الوقائية، ومن هنا تتضح أهمية تركيز صاحب المشروع على نوع الخدمة أو السلعة المقدمة، ودراسة حالة الطلب عليها في السوق، وبعد ذلك يمكن التوسع في إنتاج السلعة أو الخدمة.
وبين أن العمل الوظيفي هو مصدر دخل ثابت وآمن ولكنه لا يحقق ما يحققه الاستثمار من مدخول عالٍ، واصفاً الاستثمار بالابن البار الذي كلما سعيت لرعايته والاهتمام به بشكل أكبر وتكبيره بأفضل صورة يفيدك وينفعك بمرور السنين، فالأعمال الاستثمارية تحتاج عادة لثلاث سنوات لتعود بالإيرادات والفوائد الجمة على صاحبها.
ودعا مراد الشباب إلى البدء من المنزل كبداية ومن خلال غرفة المنزل الصغيرة واستغلالها كمتجر صغير بعد الحصول على الرخصة التجارية التي تعطي أماناً لصاحبها لحرية ممارسة التجارة دون قيود أو غرامات، وعليهم اختيار المشاريع غير المكلفة والتي لا تتطلب فواتير الخدمات التشغيلية أو تكاليف عمالة لتجنب المصاريف الإضافية.

 

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©