عدد اليوم
رشا طبيلة (أبوظبي)
يُحلق قطاع السياحة والطيران بالإمارات، نحو المستقبل تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله»، الذي يحرص برؤيته الثاقبة ونظرته المستقبلية على تحقيق الريادة والتميز والاستدامة في قطاعات غير نفطية تسهم بشكل رئيسي في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، والاستمرار في النهج الذي أسسه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وسار على هديه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في دعم ذلك القطاع الحيوي، والذي يُعد أحد أعمدة الاقتصاد الوطني في الوقت الراهن وستزيد مساهمته مستقبلاً من خلال لعب دور محوي لتنويع الاقتصاد.
يُعد قطاع السياحة والطيران، أحد ركائز النمو الاقتصادي حيث يدعم بشكل مباشر وغير مباشر قطاعات مختلفة من تجارة وخدمات، فالبنية التحتية الحالية للإمارات من مطارات عالمية وناقلات وطنية الأفضل عالمياً والأحدث، وبما تضمه من شبكة طرق وفنادق ومراكز معارض وخدمات متميزة ومشاريع استثمارية متميزة ومرافق ووجهات سياحية لا مثيل لها، نقلتها إلى الريادة عالمياً، لتصبح مثالاً يحتذى به من التطور والتنمية.
وجهة عالمية
وتمكنت السياحة الإماراتية من جذب الملايين من الزوار إليها من مختلف دول العالم، فالإمارات أثبتت للعالم أنها وجهة مثالية ومحببة للسياح من مختلف بقاع الأرض، حيث استطاعت بناء هذه السمعة والحضور العالمي من خلال أساسها المتين وبنيتها التحتية المتميزة التي نقلتها اليوم للعالمية.
وبلغت مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي 11.9% عام 2019، وتهدف الإمارات لرفعها إلى 15% خلال العقد الجاري.
واستطاع قطاع السياحة أن يصمد بقوة أمام التحديات آخرها جائحة «كورونا»، حيث يواصل تحقيق نتائج إيجابية متميزة في ضوء رؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة وتضافر الجهود الوطنية لتطوير البيئة السياحية للدولة لتكون في مصاف أفضل الوجهات السياحية في العالم، وتقديم منتجات وخدمات سياحية رائدة ومتكاملة تعزز مكانة الإمارات كمقصد سياحي مفضل ومستدام للسياح، سواء من داخل الدولة أو للسياح الدوليين من مختلف أنحاء العالم.
وخلال عام 2021، استقطبت المنشآت الفندقية في الدولة 19 مليون نزيل فندقي بنمو يزيد على 29% مقارنة بأعداد النزلاء لعام 2020، وحققت المنشآت الفندقية في عام 2021 عوائد بقيمة 28 مليار درهم، محققةً نمواً يصل إلى 70% مقارنة بعام 2020، وتم خلال العام الماضي حجز أكثر من 75 مليون ليلة فندقية، بزيادة 42% مقارنة بعام 2020، فيما بلغت نسبة الإشغال الفندقي 67%، علماً أن هذه النسبة تمثل إحدى أعلى النسب المحققة في الوجهات السياحية الرائدة على مستوى العالم، وارتفع عدد المنشآت الفندقية في الدولة خلال عام 2021 بنسبة 5% مقارنة بنظيرتها لعام 2020 ليبلغ 1144 منشأة، كما تم خلال فترة المقارنة نفسها تحقيق زيادة في عدد الغرف الفندقية بنسبة 8% لتصل إلى 194 ألف غرفة في كافة إمارات الدولة.
وتعد هذه النتائج ثمرة لتضافر الجهود الحكومية وكفاءة القطاع الخاص السياحي، بهدف توفير بيئة سياحية وطنية جاذبة وآمنة وخدمات سياحية رائدة ومتكاملة ووجهات متنوعة وفريدة وبنية تحتية متطورة للسياحة.
النقل الجوي
وعلى صعيد قطاع الطيران، فالإمارات قادرة على المنافسة عالمياً في قطاع الطيران لامتلاكها مقومات عديدة تؤهلها لتكون في صدارة صناعة النقل الجوي، سواء من حيث أساطيل الناقلات الوطنية الحديثة، أو المطارات ذات التقنيات والإمكانات المتطورة، وتبني أفضل الممارسات والحلول الذكية لخدمة المسافرين، حتى يستمر هذا القطاع في القيام بدوره سفيراً للإمارات في مختلف دول العالم، وأحد أهم الركائز في مسيرة الاقتصاد والتنمية.
وبحسب بيانات الهيئة العامة للطيران المدني، تخطت أرقام المسافرين عبر مطارات الدولة حاجز الـ20 مليون مسافر خلال الربع الأول من العام الحالي، مسجلة 20 مليوناً و381 ألف مسافر، مقارنة بـ8 ملايين و660 ألف مسافر المسجلة في الفترة ذاتها من عام 2021، محققة بذلك نسبة ارتفاع بلغت 135%، حيث تُثبت هذه الأرقام المسجلة أن قطاع الطيران في الإمارات نجح في تجاوز تحديات أزمة «كوفيد - 19»، واستئناف مرحلة نمو متصاعدة تعكس حجم الثقة والمكانة العالمية التي يتمتع بها.
وتحتضن الإمارات اليوم 8 مطارات دولية و6 ناقلات وطنية هي «طيران الإمارات»، و«الاتحاد للطيران»، و«فلاي دبي»، و«العربية للطيران»، و«العربية أبوظبي» و«وويز إير أبوظبي».
وبلغت قيمة استثمارات الإمارات في قطاع الطيران نحو 270 مليار دولار، وقامت بتطوير مطارات دولية باستثمارات مليارية لتنافس أقدم وأكبر المطارات الدولية في العالم، ويحافظ مطار دبي الدولي اليوم على صدراته في أكبر مطار بالعالم في حركة المسافرين الدوليين.
وتتبوأ دولة الإمارات، مركز الصدارة على المستوى الدولي، في سرعة نمو قطاع الطيران الذي لم تتجاوز نسبته 1% من الناتج المحلي الإجمالي عند قيام الدولة في عام 1971، لترتفع مساهمة القطاع في الناتج المجلي الإجمالي للدولة، بحسب تقرير سابق صادر عن الاتحاد الدولي للنقل الجوي «أياتا» إلى 13.3%، والذي أشار إلى دعم القطاع اليوم قرابة 800 ألف وظيفة، ويضخ 47.4 مليار دولار في اقتصاد الإمارات.
وتوقع الاتحاد الدولي للنقل الجوي، أن يواصل قطاع النقل الجوي في دولة الإمارات لعب دور فاعل في المستقبل، وأن يسهم في توفير 620 ألف فرصة عمل إضافية، والمساهمة بمقدار 80 مليار دولار في اقتصاد الدولة، بحلول عام 2037، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن تسهم الجهود التي تقوم بها حكومة دولة الإمارات تجاه قطاع الطيران، في أن يحقق سوق الطيران الإماراتي نمواً بنسبة 170% في عام 2037، ليدعم 1.4 مليون فرصة عمل، ويساهم بمقدار 128 مليار دولار في اقتصاد الدولة.
استثمارات سياحية
لا تتوقف الدولة عن الاستمرار في التطور والنمو، فحجم الاستثمارات السياحية من المتوقع أن يصل إلى 42.5 مليار درهم بحلول 2030. بعد أن حلت الدولة في عام 2019 في المرتبة الـ19 عالمياً في حجم الاستثمار في قطاع السفر والسياحة، حيث سجلت 27.5 مليار درهم، وحققت المرتبة 27 في نمو حجم الاستثمار عام 2019، مقارنة بعام 2018 بواقع 8.9%.
وبحسب المجلس، شهد حجم الاستثمار السياحي نمواً منذ سنوات، حيث بلغ في عام 2017 نحو 23.8 مليار درهم ليرتفع إلى 25.3 مليار درهم في 2018، ليصل إلى 27.5 مليار درهم في عام 2019، بحسب بيانات مجلس السفر والسياحة العالمي.
فاليوم تتكامل المنتجات السياحية في الإمارات، فهي وجهة للسياحة الثقافية من خلال المتاحف العالمية والمحلية المتميزة بتصاميمها وما تقدمه من منتجات ومعروضات وثقافة ومعلومات للزوار، وجهة للسياحة الترفيهية من خلال مرافقها الترفيهية التي لا تعد ولا تحصى، وسياحة المغامرات من خلال تضاريسها المتنوعة من بحار وجبال، والسياحة البيئية من خلال وجهاتها البيئية النادرة التي تتميز بها، وسياحة الأعمال والمؤتمرات والمعارض من خلال مراكز ومرافق المعارض التي تضمها ذات المستويات العالمية، والفعاليات والمعارض العالمية التي تستقطبها على رأسها معرض «إكسبو دبي 2020»، فضلاً عن السياحة الأثرية والتاريخية من خلال الآثار والقلاع التي تضمها الدولة.
